أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - آية في الحلم














المزيد.....

آية في الحلم


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7970 - 2024 / 5 / 7 - 03:47
المحور: الادب والفن
    


استفاق من نومه مذعورًا بعد أن رأى آية في الحلم.
مكث لحظات طويلة في فراشه محدقًا في سقف غرفته متأملًا الأشياء من حوله، ما زالت جامدة لا حياة فيها كما تركها ليلًا.
"حان الوقت لإزاحة الستار" قال لنفسه هذه الكلمات حينما نهض من فراشه صوب النافذة التي سمحت لألوان النور التي لا حصر لها بالدخول ليتغير إحساسه حالما لامست وجهه نسائم الحديقة ، أصغى لصوت البلابل، لهديل الحمام وحفيف الشجر، تنفس عميقًا حينما أدرك إن تلك الآية ما هي إلا دعوة من إله غامض مستتر خلف أشياءه يدعوه للقيام برحلة لا يعلم عدد أيامها.
وهو يتأهب لوداع العالم الغارق في الجنون الواقف على حدود الهاوية، شعر بالخوف يكبله، فأمسى مشلولًا عاجزًا، عالقًا في الضوضاء، الشك والريبة مما حوله، منعته من رؤية الجمال في الأشياء. شعرَ كأنه حصان هزيل وعليهِ تسلق تلة في يومٍ عاصف، لكن الأمل في الوصول، مده ببذور القوة.
وهو يرى الأرض ترتفع به، شعر للمرة الأولى أنه حي من الداخل، حاضر بكيانه، لكن اللغة التي يعرفها خالية من المعاني التي بواسطتها يمكن له التعبير عن أفكاره المحلقة بأجنحتها عاليًا في الفضاء.
ردد مبتهجًا: من هنا تبدأ رحلة المعنى!
نظر إلى صقر فارد جناحيه في الفضاء فقال: تحلق الطيور ليس لأنها تملك أجنحة، بل لأنها تريد رؤية العالم دون تفاصيل!
بهاء الليل الأرجواني أخبره أن هناك عوالم أخرى بانتظاره، ما عليه سوى أن يطلق سراح روحه السجينة من دهاليزها.
بدأت الأشياء تصغر ثم تضمحل حين ابتعد عنها .. الحكمة تمد جذورها عميقًا متغلغلة برفق ناثرة داخل روحه بذور الحبِ.
لقد أبصر خيطًا رفيعًا من وميض، فبدأ النور يتدفق من عينيه. عاد إلى فطرته الأولى.
أخيرًا، شعر بالتفرد وهو يقترب من حديقة الإله الذي كان يبذر بيده البذور للموسم القادم.
قال له الإله حين رأه:
- كنت انتظرك منذ زمن طويل، أدن مني.
لم تمر عليه لحظة شعر بها أنه قريب إلى ذاته كهذه اللحظة، أحس بهالة نورانية تحيط بجسده ليتماهى مع الظلال.
قال مأخوذًا بالدهشة:
- هناك أشياء كان عليّ فهمها!
- كلما دنوت من ذاتك، أصبحت إليّ أقرب.
- والحقيقة، في أي طريق سأعثر عليها؟
قال له الإله:
- إنها قابعة في ذاتك، أحبب تلك الذات، ستبصرها بعيون قلبك!
استندَ إلى شجرة عظيمة شاعرًا أن هذا المشهد لن يتكرر ثم قال:
- أتيتك إلهي من أجل الرسالة، أخبرني ماهي؟!
التفت الإله الذي كان يشذب أغصان شجرة تين فتية نحوه قائلاً:
- أنت رسالتي .. بك يتجلى اسمي وتظهر صفاتي. أنت الذي تشع عيناه حبًا وقلبه سلامًا وروحه حكمة.
بعد كلمات الإله تلك، شعر بالسكون يتسرب من أطرافه نحو المكان، لقد أدرك الآن غاية وجوده.
وهو عائد إلى أرضه متزودًا بالثمار من حديقة الإله لتنقذه في رحلة العودة، وجد أن الطريق أصبحت ضيقة وموحشة، كأنه يرى الأشياء لأول مرة!
بدأ يرقب دقائق الكون التي بدأت تتشكل من جديد لتتخذ صورًا جديدة وأشكالًا متباينة.
لقد عاد ولم يعد.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقايا سطور
- امرأة في الهاتف
- أوان الندم
- امرأة عاشقة
- الهروب
- السيجارة الأخيرة
- الفيلم سخيف
- أغنية المطر
- أغنية الموت والحياة
- بعد الحياة
- صورة للنسيان
- المشهد الأخير
- أنين
- بيت العنكبوت
- للحب بقية
- من رحم الحب
- لا أيها القدر
- ساحل النسيان
- سطور بيضاء في كتاب أسود
- زهرة الليلك الأرجوانية


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - آية في الحلم