أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - زهرة الليلك الأرجوانية














المزيد.....

زهرة الليلك الأرجوانية


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7952 - 2024 / 4 / 19 - 02:39
المحور: الادب والفن
    


لم يشعر بوهج الشمس وهي تلفح وجهه .. بل لم يكترث بلهيبها المستعر وهو يحيط به من كل الجهات .. أما قطرات العرق المتساقطة من جبينه .. لم يأبه لها إلا عندما استقرت داخل عينيه فحجبت عنه الرؤية فسارع بتجفيفها ليعاود الترقب.
عيناه كانت حائرة بين مدخل البناية وشرفة صغيرة لإحدى شققها مليئة بأزهار الليلك الرائعة!
أشعل العديد من السجائر .. خرجت أنفاسه مسرعة، مضطربة .. أخذها الهواء بعيدًا كما أخذته ذاكرته إلى تلك السنوات التي تعرف بها على امرأة جميلة وشاءت الأقدار أن تصبح زوجته .. هاهي الأقدار تتدخل ثانية لتجعل منه مراقبًا لها عندما يخبره جاره الوسيم أن امرأته تستقبل في غيابه رجلًا غريبًا ..
هذا لا يمنعه من التأكد بنفسه ويقطع الشك باليقين ..
في بداية الأسبوع .. لمح رجلًا يدخل البناية .. تمامًا كما وصفه الجار ..
كادت سيارة أن تدهسه عندما قطع الشارع مسرعًا فتلقى من السائق وابلًا من الشتائم .. وهو يحاول أن يستقل المصعد .. راودته فكرة أن يتركهم لبعض الوقت فيضبطهما بالجرم المشهود.. يداه المرتجفة لم تمنعه من إشعال سيجارة أخرى .. ساقاه لم تساعده على الوقوف .. فاستغاث بدرجات السلم . فكره الشارد لم يمنعه من تخيل منظرها وهي تبادله القبل الساخنة ذائبة بين يديه ، يستمتع بمداعبتها .. ينهل من ذلك الجسد الرائع .. هناك شيء يمنعه من التقدم .. لابد من نهاية ..
لا أحد سواه يتنفس هذا الهواء الثقيل .. ودون أن يصدر عنه أي صوت .. ارتقى سلُّم العمارة .. وهو يهم بفتح باب الشقة .. رأى العشيق يخرج من شقة جاره العربي الذي ما إن رأه حتى بادره:
- مرحبا جاري .. أقدم لك شقيق زوجتي .. جاء لزيارتنا ..
خليط المشاعر الذي ولد داخله منعه من الكلام .. ابتسامة نصر بلهاء استقرت على فمه .. النور الذي شع من عينيه .. كان نقطة من بحر النور الذي توهج داخل روحه. عاد سريًع إلى مكانه في الشارع .. يا للسيجارة اللذيذه .. تمتم مع نفسه ثم تساءل: أين ذهبت الشمس بحرارتها ؟! ماذا كنت فاعل أنا؟!
اختفى الناس وبدلًا منهم امتلأ الشارع بالملائكة ..

جار السوء كاد يفقدني زوجتي .. هكذا أنا .. لطالما كنت سيء الظن .. الآن سأهاتفها وأخبرها كم أعشقها؟!
وهو يخبرها بذلك .. خرجت من شرفتها .. أرسلتْ له قبلة عبر الهواء، بعدها ذهبت لتفتح الباب للجار الوسيم .



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوبعة على ورق
- دردشة
- رماد أبيض
- في ضيافة مجلة سطور الأدبية .. مع الإعلامي أحمد مالية
- بعد فوات الأوان
- زاوية لست قائمة
- لا خيار
- حالة حب
- س .. ش
- لحظة ويشتعل الضوء
- لحظة فارقة
- قبل الألف .. بعد الياء
- بعيدًا عن الضفة
- كلمات غير متقاطعة
- يسعد صباحك يا حلو
- مذكرات زوجة ميتة
- اللقاء
- القراءة النقدية للناقدة إيثار محسن لمجموعة صباح كهرماني للقا ...
- حسن الحبيب
- الحزن لا يليق بكِ


المزيد.....




- فولتير: الفيلسوف الساخر الذي فضح الاستبداد
- دموع هند رجب تُضيء مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46
- توقيع الكتاب تسوّل فاضح!
- فيثاغورس… حين يصغي العقل إلى الموسيقى السرّية للكون
- العلماء العرب المعاصرون ومآل مكتباتهم.. قراءة في كتاب أحمد ا ...
- -رواية الإمام- بين المرجعي والتخييلي وأنسنة الفلسطيني
- المخرج طارق صالح - حبّ مصر الذي تحوّل إلى سينما بثمن باهظ
- -إنّما يُجنى الهدى من صُحبة الخِلّ الأمين-.. الصداقة الافترا ...
- مؤسس -هاغينغ فيس-: نحن في فقاعة النماذج اللغوية لا الذكاء ال ...
- مسرحية -عيشة ومش عيشة-: قراءة أنثروبولوجية في اليومي الاجتما ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - زهرة الليلك الأرجوانية