أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - السيجارة الأخيرة














المزيد.....

السيجارة الأخيرة


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7966 - 2024 / 5 / 3 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


أعلنت موظفة المطار معتذرة عن تأجيل الرحلة إلى بغداد لساعة قادمة.
أغلق جواله واجتاز ممرًا صغيرًا باتجاه صالة المدخنين.
سار ببطء نحو امرأة كانت تنظر عبر نافذة الصالة إلى المدرج.
اقترب منها حتى كاد رأسه يلامس كتفها، وبهمسٍ سألها:
- هل أجد معكِ سيجارة؟
وبدون أن تلتفت أجابته:
- متى عدت إلى التدخين؟
- منذُ لحظة!
فتحتْ العلبة وناولته إياها. فشلتْ في إخفاء دمعة انحدرتْ على خديها.
بدا عليه الارتباك. قال:
- أرى أنها السيجارة الأخيرة؟
- نعم. ككل شيء في هذا اليوم! إجابته بحزن
دسَّ العلبة في الحقيبة التي تحملها دون أن يخرج منها السيجارة.
- لماذا أعدتَها؟!
كفها كانت دافئة حين وضع يده عليها. شعر أنها لم تمانع، فاقترب أكثر حتى تلاصق كتفه بكتفها. رعدةٌ لذيذة سرت بينهما، شعرتْ بأنفاسه تحتل الهواء الذي تتنفسه.
وبهمس يكاد لا يسمع أجاب:
- لا أريد أن أحرق كل ما تبقى لدينا.
التفتتْ نحو النافذة وكمن تحدثُ نفسها:
- العجيب أنَّ الغربة جمعتنا تحت مظلة اللقاء، لكن الوطن سيكون شاهدًا على انفصالنا.
اقترب منها أكثر حتى لامستْ شفتاه وجنتيها المشربة بالحمرة.
- لو نشعل معاً سيجارتنا الأخيرة في بلد محايد؟
حين سمعت كلماته اكتفت بالنظر عبر النافذة ولم تنطق بأي حرف. ضغط بشدة على أصابعها والتصق جسده بجسدها ليخبرها كم يعشقها!
ثانيةٌ مضت .. لحقتها أخرى، كانت كافية لتقول له:
- هل يستحق هذا إلغاء تذاكر السفر؟!
أقلعتْ الطائرة و ثمة شخصان ما يزالان في صالة الانتظار ••



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلم سخيف
- أغنية المطر
- أغنية الموت والحياة
- بعد الحياة
- صورة للنسيان
- المشهد الأخير
- أنين
- بيت العنكبوت
- للحب بقية
- من رحم الحب
- لا أيها القدر
- ساحل النسيان
- سطور بيضاء في كتاب أسود
- زهرة الليلك الأرجوانية
- زوبعة على ورق
- دردشة
- رماد أبيض
- في ضيافة مجلة سطور الأدبية .. مع الإعلامي أحمد مالية
- بعد فوات الأوان
- زاوية لست قائمة


المزيد.....




- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - السيجارة الأخيرة