أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - الهروب














المزيد.....

الهروب


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


أحاط المكان نور لم يألفهُ من قبل واكتسى كل شيء بلون جديد، همسٌ أسكتَ العصافير وأثار دهشة الطيور، نقلته لهم نسائم أول ربيع يمر على الأرض.
آثار خطوات واثقة لرجل قوي وصوت حائر لامرأة يتسائل:
- لم أعد أقوى يا آدم! ألا تتوقف قليلاً؟!
- أتوقف عندما تريّنَ جثتي لا تقاوم نقر الجوارح! لقد وعدتيني قبل هروبنا من الجنة بأنك ستكونين قربي في رحلة العودة.
- أنا عند وعدي يا أول كلمة تنطقها شفاهي.
- لا تكثري الشكوى فهي تجعلني مكبلاً بكِ بقيود من حنين!
- أسمع لحنًا عذبًا!
- أتركي اللحن ينساب من بين شفتيكِ.
- لقد انساب في دمي!
- هذا هو جوهر الوعد. بدأت لكِ بأول سطر هذا هو حبكِ لا أرى مناصًا آخر لأهرب منه إليه، بدونكِ لا أقوى على اشتياقي لكِ!
- شعور قوي يخبرني بأننا ننتمي لهذه الأرض وكأني أحلق فوق جسدي، أتوسد الغيوم، أرانا نسير في درب طويلة على خيط من نور.
- حبيبتي... نحن لا نختار خطواتنا في مسار الضوء، لكن أزل الكتابة أن نمشي ونحن أحوج ما نكون لنبصر طريق العودة للخروج من الضوء الأسود.
- أبصر شيئاً لامعًا!
- لا يوجد شيء بعيد عن متناول إحساسنا، النور في هذه الأرض هو الحب، لا تدعيه يهرب من بين خلاياكِ وأنتِ تحلقين بقلبك في الأغنيات، لا تكسري تلك النظرة الثاقبة، الأرض لن تقدم يد العون لنا. فلنوجه كبريائنا ليمتص كل هالة السواد أو الكثير منها.
- سأخبرك بشيء يا آدم.
- اخبريني يا جناح أملي الثاني.
- ثنايا قلبي، شعرت بالنور متسللًا من ثنايا قلبي مادًا أذرعه محتضنًا كل شيء وها هو يتناسل ليملأ الأرض من حولي!
- أنا أيضاً سأخبرك بسّرٌ كبير يا حوائي، لقد هربتُ من الجنة لأرى هذا السحر، أردتُ أن أرى لهفة القديسة في عيون كأنها آلهة النور!
- هل تسمع همس الأشجار من حولنا؟!
- نعم. أسمع همسها وغزلها واشتهائها أن تنام على قلبكِ في نهار صيفي. قالت بصوت تملؤه الغيره: من هو المخلوق الذي استحق أن يستحوذ على قلبها؟!
همهمت إحدى الشجيرات المعمرة: إنه أول آدم، قبل آلاف السنين حاول كثير من المخلوقات أن ينافسوا ذلك الآدمي فيها وباؤوا بالفشل!
- لأن كل شيء في الكون لا يجذب إلا شبيهه، ولا يشبه حواء إلا آدم!
- هذا هو وقود الأمل يا حوائي، فلا تسكبي الوقودَ هدرًا!
- ما هذه الظّلال التي تتبعنا يا آدم؟
- بل نحن ظّلالها! هذه حقيقتنا ونحن من يتبعها.
- لقد محوت الأمواج خطواتنا.
- أنا وأنتِ لا تقوى أمواج البحر على محو خطوات رجوعنا إلى النور، بدوننا لن يكون هناك موج ولا بحر ولا معنى لوجود الضياء ، بدوننا لن يستقيم التوقيت لقراءة ما يأتي ومن أجلنا تموت وتحيا الشمس كل يوم.
- هل لنا من عودة؟!
- بإمكانكِ صياغة عودتنا فتصير أجمل من حياتنا الأزلية. قدر الأرض أنْ تُعرفَ بنا، فلولا الإنسان لبقيت الأرض مجهولة .
- لكن لولا الأرض لما كان لنا ملجّأ أو أمل!
أحاط آدم جسد حواءه وسارا نحو منابع النور وشلالات الضياء ليبدأ مسيرة الخلود.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيجارة الأخيرة
- الفيلم سخيف
- أغنية المطر
- أغنية الموت والحياة
- بعد الحياة
- صورة للنسيان
- المشهد الأخير
- أنين
- بيت العنكبوت
- للحب بقية
- من رحم الحب
- لا أيها القدر
- ساحل النسيان
- سطور بيضاء في كتاب أسود
- زهرة الليلك الأرجوانية
- زوبعة على ورق
- دردشة
- رماد أبيض
- في ضيافة مجلة سطور الأدبية .. مع الإعلامي أحمد مالية
- بعد فوات الأوان


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - الهروب