أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - أفكار ملونة… القارئة والخوف المضمر وقضايا أخرى














المزيد.....

أفكار ملونة… القارئة والخوف المضمر وقضايا أخرى


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 20:11
المحور: الادب والفن
    


كل قصص الأحياء التي عن الموتى هي قصص الحياة وهي في طريقها إلى الموت.
كم موتا يلزمنا كي نحبك القصة كما يجب!
الحياة شبكة شديدة التعقيد وفي مراحل الكتابة الأولى والتالية نفرز تلك الخيوط ونحيك ما يمكن من الأفكار الملونة والحكايات ونقتبس المعنى.
*
القارئة والخوف المضمر
حين تتحرر الكاتبة من ثقل الموروث ستجد المسار والمنعطف الذي يؤدي إلى إبداع لغتها وصوتها الخاص.وينطبق هذا على الرجل الكاتب أيضا وتحديدا على الذين لديهم إخلاص داخلي لهواجسهم الجوانية. كلما تعاظم القمع من الداخ لوالخارج انكسر الصوت الفردي وسقط أشلاء في بئر الصمت.
السيدة سين تقول: أنا لا أستطيع أن أضع إعجابا على كتاباتك في فيسبوك رغم أنني أحبها وتعبر في بعض الحالات عني...
أقول: لماذا لا تستطيعين، هل هناك شرطة تقيم في رأسك وبين أصابعك أوعلى باب بيتك؟
تقول السيدة سين بصوت مازح ومرتبك: لا لا ليس هذا، العائلة والعشيرة ترى أين وضعت لايك وتتم محاسبتي بطريقة مبطنة.
قلت للسيدة: ضعي أيقونة غضب أو زيرو، المهم أن يتم تدوير الأفكار وانتقالها من صفحة إلى أخرى، وإلا سنموت بلا صدى.
صمتت قليلاً وقالت: اااااخ... أنا مقموعة حتى كقارئة في هذا العصر وأراقب نفسي...أحسدكِ، أنت أكثر حرية مني.
قلت لها: ألا تعتقدين أن هذا من صنع يدك أيضا؟
خشخش... تشوش الخط ثم ساد صمت. انقطع الاتصال.
*
المرأة والعقم والإنجاب والحكم الاجتماعي المبتذل
النسوية في الأدب ليست معنية بكيف تحضرين الزيت والبطاطا للقلي دون فقاعات تلوث ثياب الطباخة.الأدب النسوي ليس موجها ضد الرجل بل ضد العقلية الذكورية التي تتحكم وتقمع وتتسلط على الأضعف بدون قانون أو عدل. هذه قضية نسوية بامتيار على سبيل المثال:
كنا نشرب القهوة وكانت صديقتي تهز قدميها وتقول: أنا اشتغل وأكمل دراستي ولي مكانتي في البيت والعمل وأنا سعيدة بهذا، ولكن حين يأتي الضيوف أو أشرب القهوة مع الجيران ونساء الحارة، أحتقر كلماتهم ونظرات الشفقة اتجاهي حين يتم الحديث عن إنجاب الأطفال.
كانت صديقتي متزوجة منذ عدة سنوات، ولم تنجب.
قلت لها: ما الذي تقوله لك النساء الأخريات؟
ضحكت كعادتها حين تشعر بالقهر كي تخفف عن نفسها، وقالت: ما أن يشربوا القهوة، يقولون لي "الله يطعمك صبي بجاه الله والنبي والمسيح كمان"
ثم تقلب فنجان القهوة وتقول: يجب أن نقرأ الفنجان ونشوف إذا في شي صبي في كعب الفنجان.
أضيف: اعملي جهدك يكون صبيا-ذكرا، وليست صبية، فتاة، رجاء.
ثم أضافت: النساء يقلن لي أيضا، أن اذهب الى المشعوذ الساحر كي يصلي لي ويفك عقدة السحر، هناك من ربط لي سحرا ) كي لا أنجب. يقولون ذلك وأكثر فأسخر منهم. حتى صرتُ أتجنب الذهاب لمجالس النساء وقهوة الصبحية والعصرونية في الحارة.
قلت: يبدو أن الحال هو ذاته في كل الشرق إلا إذا كان هناك مساحة لاختراق النور عقل الإنسان ومنظومته الفكرية.
*
الشاعرة لا تصلح للجوقة
الشعر تغريد على انفراد وليس نابعاً من فراغ بلا هموم اجتماعية وجوهر.
تيقنتُ مع الوقت أن الشاعر/ة لا تستطيع أن تكون كومبارس ولا عنصراً في الجوقة. ليس لنشاز بل لأن الإبداع طفرات ولكل مقام سمفونية لا تحتاج إلى مايسترو خارج الرأس المبدع. وينطبق الكلام على الشاعر والأديب. أو لنقل هذا ما تقوله روحي لي.
في قصيدة مهمة للشاعر الامريكي روبرت فروست التي تحدث في قصيدة له عن منعطف طريقين في الغابة حين وقف هناك وراح يسائل الشاعر نفسه، أي الطريقين سيختار؟
هل سيمشي في الطريق الذي لم يسلكه الكثيرين، أم الطريق السالك بسهولة لأنه اختبر من قبل الآخرين؟
ثم اختار الأول وذلك الاختيار، صنع الفرق كله.
لا شك أن القصيدة مترجمة ومدروسة في مئات الكتب الانكليزية كفكرة فلسفية وروحية ونظرة شعرية.

أسأل نفسي: لو كانت سين شاعرة من الشرق في موقع الشاعر الامريكي روبريت فروست، أي الطرقات ستختار كي تكتشف مجهولاً ومسرة؟
*
إحدى أسباب تدهور المجتمع العربي هو أننا نخاف النقد البناء ونتحفظ على قول ما يجب أن يقال في الحقل الاجتماعي والسياسي، لذلك نقول نصف ما نريد ونترك للقارئ (هو-هي) المشاركة في التأويل وترجمة الأفكار.



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهوة الكلام على حافة المتاهة...يوميات الغابة الكونية
- أفكار ملونة... الدين والإبداع وازدواجية المرتزقة في زمن سوشي ...
- الذكاء الإصطناعي ومستقبل المعجم الإنساني والأخلاقي
- الشاعرة الراحلة جويس منصور تتصدر القائمة الطويلة لجائزة غريف ...
- هل الانتقال السلمي للسلطات ممكن في الشرق. العنف واللاعنف
- أفكار ملونة ...جيمس جويس والكتابة الغامضة، السريالية والرواي ...
- نساء تابعات للأزواج... بعثيات وشيوعيات وانتهازيات ومناضلات ش ...
- سجون بلادك وبلادهم
- قصص وأدب وفصول الخراب
- أرخميدس ونقطة التغيير في بنة المجتمعات...أفكار وتصورات
- يوميات القراءة. عن كتاب الشاعر والصحفي في سجون الشرق والعالم
- المثقف المستتر والنبلاء الذي خلف القناع خوفا من الرقيب
- القصيدة يوم الأحد،. من ديوان: جسد واحد وألف حافة. النقد والن ...
- بورخيس ناقداً ودارساً جذور الأدب الانكليزي قصة وشعرا. كتاب ا ...
- أفكار في نقد الشعارات والخطاب التثويري وعودة إلى ناظم حكمت و ...
- أوقفوا الحرب القادمة، منذ الآن...الكتاب ملجأ في الملاجئ أثنا ...
- هل الحروب اعتلال في الأخلاق أم المعتقدات أم أنها طفرة الجينا ...
- القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة!
- أفكار على سياج الدين والطوائف...عنف الرأسمال العالمي في الحر ...
- حين يموت الإنسان بطرق غير شعرية ولا إنسانية...فلماذا الشعر؟!


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - أفكار ملونة… القارئة والخوف المضمر وقضايا أخرى