أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - أوقفوا الحرب القادمة، منذ الآن...الكتاب ملجأ في الملاجئ أثناء الغارات الحربية. الحكاية ضمير البشرية














المزيد.....

أوقفوا الحرب القادمة، منذ الآن...الكتاب ملجأ في الملاجئ أثناء الغارات الحربية. الحكاية ضمير البشرية


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 7831 - 2023 / 12 / 20 - 01:50
المحور: الادب والفن
    


الحكاية هي ما يميز بين البشر وبين الحيوانات الأخرى التي تتقاسم هذه المجرة.
*
الأفراد والمجتمعات بحاجة إلى الحكاية التي هي خبر إعلامي، صورة، فكرة، بوست على سوسيال ميديا، مقال في صحيفة، فكرة في مقطع فيديو.... الحكاية المقروءة، المكتوبة، المسموعة، هي ميزة إنسانية وطريقة الأفراد في قول : لا للحرب. لا للعدوان. لا للقتل. لا للعنف بكل الصور وفي كل مكان.
*
يختلف البشر في قص تفاصيل الحكاية. يختلفون في تأويلها ويتعاركون من أجل إثبات حقهم الحصري في سردها بهذه الصيغة دون تلك. أحيانا يقتتل الكتّاب فيما بينهم شرقاً وغربا مع من يختلف معهم في الرأي. من حقك أن تختلف في تفسير كل معركة ومرحلة. الاختلاف دليل التفكير، أما اعتقادك بأنك الحق المطلق والوحيد فتلك عدوانية قاتلة. ضيق أفق قد يقتلك قبل غيرك لأنك ستعجز عن أن تجد في الكون نسخاً بشرية مطابقة لك تماما وعلى الدوام.
*
ولكن، ماذا يفعل الإنسان العادي حين تقع الحرب ولا يموت بقذيفة مباشرة؟!
يحاول النجاة والبقاء من أجل نفسه وأحبته كي يحكي معهم ولهم. يحاول أن يستوعب الصدمة والرعب الذي لا يفارقه بل يصبح ( تروما) وتراكم خوف سيكولوجي وتبقى آثاره عالقة في طيات النفس الباطنية وتسيقظ كلما وقعت حرب أو قذيفة أو صاروخ على بلد مجاور أو بعيد.
*
ماذا يفعل الفرد حين تمتد الحرب شهوراً وهو وهي عاجزة عن فعل شيء سوى التمسك بالحياة الفردية والمحافظة على الرابط الأسري بين الأمهات والآباء والأولاد والجيران أيضا، كي يكون الخوف والموت أقل وطأة.
يهرب إلى الكتاب...يقرأ .
الفرد يقرأ في زمن الحرب كما في زمن السلم واللاحرب. الفرد الأميّ والذي لا يقرأ يخترع حكايات يحكيها لأولاده وجيرانه إذا كان محاصرا في ( ملجأ ) بانتظار انقشاع الغارة الجوية أو الهدنة. هذا ما أخبرنا به الأصدقاء والأهل في الحرب اللبنانية الطويلة الأهلية والعدوانية الخارجية، وكذا في الحرب على العراق، ثم سوريا...و فلسطين...والخ

*
الإنسان في الحرب يكتب في رأسه وروحه وذاكرته.
يقرأ ويكتب كي لا يبكي... كي لا يصرخ...كي يصم أذنيه عن صوت القذائف والطيران الحربي في الخارج. وقد يكتب إذا وجد قلما وورقة. وقد يكتب في رأسه ألف مسرحية سوداء ينقلها إلى الورق إذا بقي حيا ونجا من الحرب. وقد يصمت وقد يقتله الصمت بسبب العجز عن فعل شيء سوى البقاء على قيد الحياة.
*
حياة الفرد قيمة عليا، ولا يقبل الكثيرون أن يكونوا مشروعا انتحاريا في حروب الآخرين. الأفراد هم الرعية و الشعب في وطن ما، وهم القيمة العليا لذلك تكون التضحية بهم أو قتلهم عملا عدوانيا مدانا في كل الشرائع والأعراف الدولية المكتوبة والمنصوص عليها في بنود متفق عليها دوليا.
*
الفرد، ابن الجماعة ولا أحد وجد في هذا الكون من صلب صخرة. هذا إذا تجاوزنا نظرية ( بيغ بانغ) وفرضية نشوء الكون. كل فرد، وطن صغير بحد ذاته. كل طفل، كل أم، كل رجل كل بيت وطن ولا بديل له.
*
الحروب بكل مبرراتها عدوان مرفوض إذ يقتل أجنحة السلام في العالم وفي الشرق بشكل خاص امام هذا الجبروت العدواني المستمر على قطاع غزة وشعبها الذي وجد نفسه رهيب معركة هو ضحيتها المجانية. حرب غير متكافئة أيقظت الخوف العالمي من تغول قوة السلاح ومجانية القتل المستمرة المرفوضة والمدانة بكل المعايير.
*
لا بد أن في جعبة قادة مخازن الأسلحة الدولية، حرب أخرى قادمة، ترى أين ستكون وكيف؟!
حبذا لو أنها حرب خيالية، في الكواكب الأخرى التي لا نعرفها.
وهناك من قال" أقفوا الحرب القادمة، الآن"
ولكن...كيف؟!

*
الكتاب ملجأ في الملاجئ والهدنات بين معركتين. الحكاية ضمير البشرية. أما الذين لا يقرأون لأنهم أميون فهؤلاء أيضا يشاركون في سرد الحكايا - يتحولون الى حكواتي- لأنهم شهود على المرحلة ويحملون الذكريات من جيل إلى آخر.
وكما الحكاية ثيمة البشرية، كذلك الذاكرة.


ديسمبر 2023
جاكلين سلام، كندا



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحروب اعتلال في الأخلاق أم المعتقدات أم أنها طفرة الجينا ...
- القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة!
- أفكار على سياج الدين والطوائف...عنف الرأسمال العالمي في الحر ...
- حين يموت الإنسان بطرق غير شعرية ولا إنسانية...فلماذا الشعر؟!
- الكتاب والشعر والرواية العربية والعالمية في فعاليات مهرجان ت ...
- أنشطة وحلقات حوار في تورنتو بدعوة من مهرجان تورنتو الدولي لل ...
- يوميات مهاجرة بين العزلة والحضور... ومن في رأسهم ريشة
- افتتاح صالون بيت الخيال في تورنتو برعاية الكاتب كمال الرياحي ...
- كتاب جديد لجاكلين سلام في الصحافة والبحث والنقد. العنوان: حو ...
- رحيل الكاتب الصحفي العراقي ابراهيم الحريري ومعه أحلام اليسار ...
- صالون جاكلين سلام للحوار الثقافي وقهوة مع الكاتبة الكندية ال ...
- جديد الكاتب الأردني حسين جلعاد وقصص -عيون الغرقى-
- ديوان جاكلين سلام -تُطعم الغيمات برتقالا- 25 قصيدة محملّة بأ ...
- هل الناشر العربي المعاصر جزار أم حامل كتاب المعرفة إلى القرا ...
- استطلاع رأي على أبواب العام الجديد حول الكتابة والقراءة وحضو ...
- من قصائد الأمريكيين والكنديين الأوائل-الهنود الحمر--الابورجي ...
- ماذا فعلت السلطات الثقافية في الصحافة العربية والإعلام
- قصيدة عن الحب وكيف يحلله ماركس وفرويد...
- كيف تفوز شاعرة عربية بجائزة معاصرة. كيف يفوز كاتب بمواقع الس ...
- مختارات من قصائد الكنديين الأوائل-الهنوج الحمر- ترجمة جاكلين ...


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - أوقفوا الحرب القادمة، منذ الآن...الكتاب ملجأ في الملاجئ أثناء الغارات الحربية. الحكاية ضمير البشرية