كيف تفوز شاعرة عربية بجائزة معاصرة. كيف يفوز كاتب بمواقع السلطة الثقافية وجوائز الأدب العربي!

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية
(Jacqueline Salam)

الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 23:46
المحور: الادب والفن
    

ابحث عن عشيرتك. تعلق بها. اعمل على خدمتها بدأب. اعلن الولاء الكامل وانتظر النتائج في زمن سوشيال ميديا.
وهذه الهوامش قد تصح أيضا على الجوائز التي يفوز بها الرجال أصحاب المواهب المعتدلة والتي مادون الاعتدال.

حان الوقت كي يجد كل منا عشيرة فيسبوكية ( ميديا اجتماعية) ليعلن انضمامه إلى الخدمة العشائرية، وبالتالي كي تصبح هذه العشيرة سنداً للكاتبة( والكاتب) في الكر والفر والأفراح والأتراح والليالي الملاح. لا يجوز للفنان أن يبقى منعزلاً ومقطوعاً من شجرة. الروح الجماعية مطلوبة وخاصة في هذا الوقت من اقتراب الكائنات الفضائية من كوكبنا الأرضي.
في الحقيقة، نحن كنا جزء من عشيرة ولكننا ننسى ذلك حين نجلس وراء شاشة الكمبيوتر او الموبايل.
وهنا هوامش قد تصيب وقد تخيب:
أولا: اخلطي قليلا من عوالم هاري بوتر(ج.ك. رولينغ) مع الكثير من جذاذات التجريدي السريالي الذي يعج بالهلوسة، أو الشبق الجنسي، أو الضبابية والصور غير الدالة على أي شيئ عدا الهباء. وهكذا تكونين استثنائية، ربما!
ثانياً: يجب أن تتعرفي على القيادات القريبة من مواقع السلطة الثقافية، سواء برابطة العشق، أو الدم، أو العلاقة الشخصية النظيفة. أن تتعرفي يعني أن يتم تداول المادة المعرفية بينك وبين القيادة الثقافية كي يتم الوصول إلى خصوصيتك الفنية. وإلا كيف سيصل نتاجك عبر القارات واللغات!
لا تبقي مجهولة ومقطوعة من شجرة. كوني الشجرة التي يأتي إلى ظلها العصافير والنوارس والسناجب والضفادع. في افلام هاري بوتر وصفات خيالية سحرية، عودي إليها بين حين وآخر.
ثالثاً: يجب أن تكوني حاضرة فيريقيا، في المؤتمرات، وفي المجالس وفي المنتديات الثقافية. لا أحد يسألك من أين حصلتِ على تكاليف البطاقات للحجر والسفر والإقامة في البلاد الأخرى. نعم أنت كاتبة والترفيه والسفر جزء من اكتساب التجربة وتشذيب المواهبة والملكات الشعرية ويصح هذا على الرواية. ويصح ذلك على كتابة الرجل.
سافري، واحفظي لديك على عتبة الباب حقيبة جاهزة للانطلاق وجواز سفر صالح. أو الافضل أن تسافري خفيفة...
رابعاً: إذا كنت ذكية وشابة، تستطيعين أن تعشقي في السر وفي الخفاء من هو الأقرب إلى موقع السلطة، وهذا الشخص بدوره سيؤمن لك كتبة من المرافقين الصحفيين للكتابة عن انجازاتك الباهرة، ولرفعك إلى السماء السابعة من حيث الانجاز الإبداعي. سيكتبون عنك للاذاعة والتلفزيون وتتم استضافتك للدردشة. لقاء مبالغ زهيدة أحيانا، ولكن رجاء لا تكثري من الماكياج والعطور الرخيصة والاظافر الطويلة جدا.
خامسا: احرصي أن تظهري بثياب أنيقة ولها لكنة، لها خصوصية مفارقة. اجتهدي في انتقاء الاكسسوارت وتصفيف الشعر ولونه، قبل الاكتمال من تنقيح النص ونشره في الميديا الاجتماعية أو في الكتاب.
سادساً: بالغي ما شئت في التنهد والحركات البهلوانية اللافتة للنظر حين تضعين صورتك رفقة نصك الشعري او الخاطرة أو القصة.... ولا مانع أن تعلني اكتئابك ونوع الادوية النفسية المهدئة التي تأخذينها في معالجة الشعرية وارهاصاتها. هذا يدل على انك تفكرين كثيرا بوجودية هذا الوجود، وقد يطلقون عليك لقب الفيلسوفة لمجرد أنك دارسة للفلسفة أكاديميا، وللأدب والعلوم الاجتماعية. بعض العلاقات عبر الانترنيت ستصنع السحر والمعجزات.
سابعاً: عودي الى الشعر كعاشقة للفن الإنساني وهناك ستجدين الراحة والسلام، وقد لا تجدين شيئا سوى نفسك. فأنتَ ككائنة وانسانية، جميلة وتستحقين التكريم بجائزة مادية أو معنوية أو بدون جوائز. ثقي بالرسالة الجمالية وبالفنون التي سوف تنتصر على القشور والكذب والأقنعة المستعارة
...
...
عاشراً: الرجاء عدم اعتبار هذه الأفكار وصفة عمومية وتقييم شامل للجوائز وكل الكتابات وكل الأسماء التي حققت حضورا في الشعر العربي وفي الفنون.
وإذا كان لديك إشكال مع صورتك الشخصية، لا تذهبي إلى الجراح. اذهبي إلى عمقك الداخلي لأن جمالك نابع من هناك. عمليات تصغير الأنف الكبير خطيرة أحيانا ومكلفة رغم أنها قد تجعلك أجمل.

**
2
المرأة والكتابة والنسوية والذكورية في الأدب العربي:

وهل حقق أدب الرجل العربي طفرة استثنائية قياسا بأدب تكتبه النساء في العالم غير العربي!
أعتقد أن الأسماء اللامعة الكبيرة معروفة ومحدودة قياسا بعدد الملايين الناطقة بالعربية. ولا ننسى هنا أن نسبة كبيرة من نساء العرب كن أميات في مرحلة قريبة ماضية، وهناك حتى الآن قرى في أرياف البلاد العربية تمنع فيها المرأة من دخول المدارس. بالإضافة إلى إجبار البنات على الزواج المبكر في بعض الحالات. وبناء عليه، عدد الكاتبات سيكون أقل، وللأسباب الاقتصادية والاجتماعية المعروفة سيبقى ههناك تفاوت في كمية الكتب ونوعيتها.
السؤال ايضا يحيلني إلى التالي: من الذي يقيم النصوص من الناحية الجمالية الفنية؟
أستطيع القول أن النقد يعاني عجزا كبيرا ولا يوجد تقييم منصف لما يطرح في السوق. العلاقات الشللية والنفعية تحكم قسما كبيرا مما يكتب على أنه نقد أدبي.
هناك ترويج لبعض الاسماء بحكم الصحبة والموقع الجغرافي.
المرأة مظلومة وظالمة في الآن ذاته في هذه المرحلة.
ولعلنا ننتبه إلى ظاهرة المديح المبالغ به، الذي يمارسه الرجل والمرأة في آن، دون أن يكون ذلك مستند إلى أدوات نقدية متمرسة.
النقاد مثلنا منشغلون بلقمة العيش والبحث عن سقف آمان لأسرهم وأنفسهم. والنقاد أيضا خاضعون للرقابة التي تحاصر الأقلام العربية.

ختاما: هناك ضرورة لإطلاق المزيد من الجوائز للشعر في كل البلاد العربية، و جوائز للقصة القصيرة أيضا. فلماذا تحتكر جوائز الرواية العربية في السنوات الأخيرة، ساحات الأدب العربي؟!
الجوائز مهمة، حين تكون لجان التحكيم تمتلك الأداة النقدية والمعرفة والعلوم والحياد في اتخاذ القرار، فتعمل على نسف قائمة الاقتراحات الواردة-الساخرة- في بداية المقال.
وفي الختام: هناك نقاد أوفياء للصنعة الأدبية، وهناك كاتبات وكاتبات يستحقون التكريم، وهناك ما هنالك من العتمة ومن الضباب.
قال نيرودا "لحظة في الظلام لا تسلبنا النظر"
وأقول: قرون في الظلام تسبب لنا العماء الجماعي.

السؤال الآخر: هل أنت مع النسوية أم ضدها؟
الجواب : عن أي نسورية نتحدث؟ عن نسوية المطالبة العدالة الاجتماعية، والقضاء على التفرقة الجسانية، والحد من الظلم والعنف، أم عن ( نسوية – ذكورية) تطفح على الأجواء لتفوز بلقمة زائدة ودون استحقاق معرفي!؟
وبتغير المراحل، تتغير المفاهم والأدوات والطرق إلى العدالة والسلام الاجتماعي.

نوفمبر 2022
#جاكلين_سلام

#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات