جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية
(Jacqueline Salam)
الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 23:16
المحور:
الادب والفن
إذا أردنا أن نلقي الضوء على الساحة العربية وأقطابها الثقافية والسلطوية والعلاقة الشائطة بينها، قد نصل إلى بعض هذه الاستنتاجات والتي تتغير من جيل إلى آخر.
هي نقاط قد نتفق ونختلف عليها لكنني أختصرها الآن في هذه الصورة نظرا لمجريات الأحداث في بيت الصحافة العربي، وخاصة بعد انتحار صحفي، أو خضوع اخرين للتوقيف والتحقيق الامني، واعتزال آخرون بصمت وراء الكواليس جراء الخوف من الاستمرار في دفع الثمن الباهظ.
ما يزال الكتاب ملاحقون ويتم اعتقالهم واخضاعهم للسؤال لمجرد كتابة ( منشور على سوشيال ميديا) في هذه الحقبة.
الأسماء لا تهم هنا بقدر ما يهمني الإشارة الى مصاعب المرحلة التي نحن فيها، والتي لم تكن أفضل يوما ما.
ومن هذه الملاحظات ما يلي:
1- حين تخون السلطات الثقافية دورها المدني الإنساني البناء، ينتحر الكتاب إما صمتاً أو علانية. كم ديكتاتورا يعيش بين مواقع الثقافة العربية، ويعمل على تحرير مجلات ومواقع الكترونية، ويدير جمعيات ثقافية شكلية؟!
وكم مقبرة يلزمنا كي نحرر الساحة من هؤلاء!
.
2-في الخانة الأخرى والضفة الأخرى، يكثر المتملقون لرؤساء الصحف والمواقع. يكثر التسول من أجل منشور أو مقال. يكثر الإطراء الفخ الصارخ الزاعق لهذا الرئيس وتلك المحررة أو الناقدة. يكثر التزلف، وتقل الكرامة.
*
3-في طابور آخر، يبقى هناك المخلصون لفكرة الثقافة الإبداعية الإنسانية التي مهمتها أولا وأخيرا تحرير هذا المجتمع من الغباء والجهل والقسوة والتسلط والظلم. كثيرون يعانون بمرارة وهو يحلمون بوصول أصواتهم الى منصة ما، عبر مقال أو قصة أو قصيدة.
*
4 الدكتاتوريون في كل مكان ولكنهم يصبحون أكثر بشاعة حين يدخلون الى السلطة من باب الصحافة والإعلام الذي يجب أن يكون أرقى من لغة السلطات العربية الحاكمة المتمرسة بالقمع والتهميش والتعذيب والنفي.
*
5- المثقف ابن هذا المجتمع وبالتالي يحمل القبح والجمال المتوارث في البيئة وفي النشأة، وفي الايديولوجيا التي يحملها في خطابه العلني أو الازدواجي المنافق، أو الحر.
*
6- هل سيتحرر البيت العربي من هؤلاء؟
ربما. قد. على الغالب لا. لن. نأمل أن يكون هناك نافذة ضوء وأمل للفرد والمجتمع بالتعافي من هذه السلطات المريعة الفاسدة.
*
7- ما جدوى الحديث عن كل ما سبق، الآن؟
يحزنني هذا الكم الهائل من الانحراف والظلم في البيت الثقافي العربي. ولا بد أن يحدث التغيير بطريقة أو بأخرى.
وقد لا يحدث سوى هذا الكلام.
جاكلين سلام، شاعرة وصحفية سورية كندية
#جاكلين_سلام (هاشتاغ)
Jacqueline_Salam#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟