أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - عن كتابة المرأة والجسد. ليس الجسد غرفة مغلقة...














المزيد.....

عن كتابة المرأة والجسد. ليس الجسد غرفة مغلقة...


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 7067 - 2021 / 11 / 4 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


رأي في كتابة المرأة والجسد
1
الحديث عن الجسد في أدبيات الشعوب لا يعني الحديث عن الجانب الجنسي من الجسد فقط. والكتابة عن الجسد لا تعني الكتابة الايروتيكية واستعار الرغبة الجنسية وانطفائها بلا جمرة وجدانية ونفحة جمالية خلاقة.
الجسد كيان شديد التعقيد، يدان، ساقان، قدمان، أصابع، عينان، أذنان، أعضاء جنسية- ذكرية وأنثوية، رأس وما يسكن داخله من دماغ- وفكر وأعصاب...والخ.
ويمكننا كتابة هذه الشبكة من البديهيات شعريا ونثريا إذا شذبنا أدواتنا المعرفية الإبداعية. وهذا الكيان البشري ليس بمعزل عن المحمول الاجتماعي والسياسي والديني والبيئي.
فإذا كان الجسد بيتا، فهو كيان منفتح على الخارج وخاضع لمنظومة متغيرات خارجية خارجة عن الإرادة أو بمحض الاختيار والصدفة، كتغيير المفاهيم والثقافات بين حقبة وأخرى.
والجسد كالبيت تغزوه عواصف الشتاء، يمر به الربيع والخريف. يخفي الجسد أكثر مما يظهر. متشابك بذاته وبالكون أكثر مما تستطيع القصيدة أو الرواية أن تقول، أو تدل.
ثمة في الشرق كما في الغرب، هناك من يدّعون أنهم سباقون إلى تحرير الجسد ولم يفعلوا في الواقع سوى قصقصة الأعضاء وتفريغها من كينونتها الكبرى. هذه الخصخصة ليست إلا بتراً للكيان الكلي الإنساني وتصغيراً لدورته الخصبة. فأين وصلنا بثقافة الجسد المكتمل الحرّ والمبجّل في غيابه وحضوره؟

2
ليس الجسد غرفة مغلقة وسريرا أحمر نتلصص عليه من ثقب الباب وسطور الكتاب. الجسد ليس الشباب الدائم والجمال المتألق الثابت، بل تحولاته وما تفعله فيه الطبيعة وعمليات التجميل قبل أن يصير غير طبيعته الأولى. الجسد دورة ما بين الطفولة والشباب والشيخوخة. وحين أكتب وأنظر إلى جسدي بهذه الصورة أعتقد أنني كنت داخل هذه الكتلة التي تشكل الجسد، وعالقة بتلك الفلسفة التي تقمعه وتحد من تموجاته، أو تلك المعرفة التي تدعي تحريره وتعاقبه في آن.
في كتاباتي، تطرقت إلى أجسادنا الاجتماعية والسياسية، المقموعة والحرة والملتبسة. كتبت عن أصابعي ويدي وهي تصافح، وهي وهي تلوح بالوداع. كتبت عن القدم والحذاء والكعب العالي وارتباط هذا بحدود الحرية.
وكتبت عن طقوس مجاورة للجسد للبرد في علاقته مع الطبيعة، عن جسدي الغارق في معاطف الشتاء في غربة العالم. كتبت عن شَعري الذي ظهر فيه بعض البياض، وكتبت بحنان عن التجاعيد التي خلفها الدهر حول عيني وعلى وجهي.
لست مشغولة بكتابة الشبق. أعتقد أن الجسد أكثر حرّية حين أحرره من الكتابة عنه بنزق وتفاصيل تخلو من القيمة الإبداعية. أكتب عن الجسد وفي مداراته، ولا أجدني منساقة في الكتابة الايروتيكية لأنها حافة وعرة. ونادراً ما قرأت نصوصاً على الصعيد العالمي أو العربي تقترب مما يمارسه الجسد من إبداع بلغته الحسية الخاصة. هذا ما أرى الآن وحتى إشعار آخر من دورة أيامي على هذه الأرض.
3
الكتابة رحلة في الروح والجسد. لم أصل بجسدي إلى أي مكان، أخذني جسدي إلى الهاوية وإلى آخر العالم. رافقني جسدي كله في نشوة الحب، في ألم الولادة، في الرضاعة، في خسارات الحب، نعم الحبّ، الحزن والمنفى، في العيش في درجات الحرارة التي تصل الى ( ناقص 40 مئوية) أحيانا.
الكتابة الفنية والفنون كلها تدور في إطار هذا الجسد الذي تقتله الحرب، وتهلكه الفيضانات والأعاصير، وتحييه قوة الحب وسلطته الحانية.
الكتابة حب ونزوع بشري لهتك الحجب المستورة ومن أجل نيل المعرفة.
المعرفة نور، يحتاجه جسد المرأة وعقلها وقلبها، جسد الرجل وعقله وقلبه كي نصل معا إلى نهاية النفق-الوجودي العصري الملتبس. وربما ضللنا الطريق ولا وصول ما وراء العتبة عدا هذه الرحلة.

كتابي الأخير، هو جسدي القلق من الغد، يحلم بالغد ولا يستسلم للسكون.

جاكلين سلام – كندا
www.jacquelinesalamwritings.blogspot.com



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقاض وعيون. قصيدة
- انطباعات حول مستودعات الكتب المستعملة في كندا ومعارص الكتب ف ...
- خصومات حول جائزة نوبل وجوائز أخرى. واقع المترجم العربي مقارن ...
- العقلية العربية وجائزة نوبل، متعة الفوز أم متعة الرحلة! اليس ...
- حوار جاكلين سلام مع الحقوقية والروائية العراقية الكندية نيرا ...
- حوار جاكلين سلام مع الدكتور وليد الخشاب في أعماق التجربة الإ ...
- الأمل والبهجة في أعمال الفنان التشكيلي هاشم حنون
- يوميات مهاجرة مع السنجاب والكتاب
- يوميات مهاجرة
- يوميات مهاجرة. رسائل الى الله
- مجموعة نصوص خريف يذرف أوراق التوت
- رسالة إلى غادة السمان
- لماذا يقتل الأخ أخته؟
- تاريخ الجسد وكتابته شعرياً
- ما بعد نوال السعداوي وفرجيينا وولف وغرفة المرأة
- كتاب الحياة السرية للملابس الداخلية السورية
- أشجع مقالات 2009، نادين البدير وتعدد الأزواج
- حوار مع جاكلين سلام حول الكتابة ومجموعتها -المحبرة أنثى-
- البرقع في الشارع الكندي
- نساء سجينات في الجسد


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - عن كتابة المرأة والجسد. ليس الجسد غرفة مغلقة...