أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - قصص وأدب وفصول الخراب














المزيد.....

قصص وأدب وفصول الخراب


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 7904 - 2024 / 3 / 2 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة جدا
قذائف بين الكلمات

سقطت القذائف في ساحة الرئيس في البلد. خرج المواطن إلى الشارع يشتري الخبز والبصل وما يلزم.
خرج الأولاد يلعبون الغميضة.
بقي التمثال واقفاً في الساحة.
خرج الكاتب كي يشتري علبة سكائر من شاعر مُقعد يجلس في ركن من أرطكان العاصمة يراقب ما تساقط حوله من قذائف وينظر إلى التمثال الواقف في الساحة.
شرب الكاتب الشاي الأسود المر مع الشاعر المقعد الذي يبيع السكائر وتحدثا عن كل شيء، عدا القذائف التي سقطت والتي سوف تسقط.
تابع الكاتب الطريق إلى الجحيم وهو يصفّر لحنا حماسيا كسابق عهده ويقفز فوق كتلات الحصى والاسمنت المتراكم.
تعثر جوار التمثال الذي لم يهتز، رفع يده إلى الله وتمتم...
سقطت قذيفة أخرى بين خطواته. راح يركض ويشتم ولا يسمعه أحد.
صوت القذيفة والسقوط أعلى من صوت الكاتب والشاعر.
كان لدى الكاتب موعد مع بائع العقارات. لأنه لم يمت عليه أن يشتري بيتاً .
الكاتب يحلم ببيت ولأولاده وزوجته.
يركض أو يهرب من نفسه.
تسقط قذيفة على البيت الذي ذهب الكاتب لشرائه.
يشعل سيكارة ويتأمل.
يجلس فوق الخراب فيكتب نشيداً وطنياً يرتقي إلى حافة ذاك السقوط وهو ينزف في الداخل.
يكتب في أعلى الصفحة: عزيزي الله، رفعنا رأسنا إلى السماء، ولم نجدك.
عزيزي الله، أهل البيت /الوطن يبلغونك السلام ويقولون: باقون هنا بانتظار القيامة، وبانتظار الفيزا إلى اوربا، او تأشيرة عبور إلى ملكوتك وأحضانك في أحسن الأحوال.
يكتب كلمة...
تسقط بناية قبالته...
ينفجر صاروخ.
يكتب الشاعر: أحبكِ-أيتها الحياة-الكلبة
تسقط صخرة على حضنه، يرفعها ويمشي...ويمشي، ويشتم سيزيف وأسطورة السقوط الأبدي.

نهاية
***
2
كلنا سنكتب روايات وقصصا بعد الآن. لم لا؟!
كلنا لا نستطيع أن نكتب قصيدة نثر تليق بالعصر الرجيم.
أو لن نكتب شيئاً سوى المقالات أو ربما نزرع الورد وننتظر القيامة.
أو سنردد مع الشاعر الانكليزيو صاحب ( الأرض اليباب) ت. س. اليوت " نيسان يا أقسى الفصول"
أو "آذار أقسى الشهور... "حسب محمود درويش
أو مرحبا وتباً لكل شهر من شهور القسوة الكونية في هذا العالم الخراب.
***
مقتطف من شعر محمود درويش، قصيدة الآرض، ومفارقة شهر اذار(مارس) ونيسان(ابريل)
"آذار أقسى الشهور..
أي سيفٍ سيعبر بين شهيق
وبين زفير ولا يتكسّر
هذا عناقي في ذورة الحب
هذا انطلاقي إلى العمر
في شهر آذار
في شهر آذار
هيلا هيلا هيلا هيلا.. هيلا هي
في شهر آذار نأتي على هوس الذكريات
وتنمو علينا النباتات صاعدةً
في اتجاهات كل البدايات".

***
3
ذات ربيع في مدينة تورنتو، التقى جمع كبير من مثقفي وكتاب كندا للاحتفال بتدشين تمثال لشاعر كندي راحل. هناك التقطت صورا لمارغريت أتوود وكبير شعراء تورنتو بيير جورجيو دي سيكو وعدد من أصحاب المقامات الحكومية التابعة لمؤسسات خدماتية لأونتاريو.
المناسبة: نصب تمثال للشاعر الكندي المعروف الراحل ( آل بوردي) والنصب موجود في ساحة بلدية تورنتو ( على كوين ستريت) في ساحة بلدية تورنتو. وهو واحد من قلة من الشعراء الذين لهم نصب تذكاري. ومن الجدير ذكره، ان الشاعر المذكور كان فقيرا وبنى بيته مع زوجته بيديه. وأطلق عليه ( صوت الأرض) وكان هناك جميع كبير من جيل المبدعين الذين ابتكروا مساحة للأدب الكندي منفصلة عن الأدب الأمريكي.
ولي صور مع التمثال ومع جمع كبير من شعراء كندا الذين حضروا تكريم الشاعر الراحل وبحضور أرملته. وأيضا ترجمت للشاعرة قصائد نشرت بالعربية قبل عقد من الزمن. ويمتاز بسخريته الحلوة -الحادة وشعريته بالطبع.
***
تورنتو بالألوان:
المشردون في تورنتو بلا مأوى، أكثر من المشردين في سوريا. ولكن خط الفقر مختلف. كنت عائدة مساء من عملي، اشتريت بعض الحاجيات للبيت. كانت الساعة تقترب من 9 مساء.
في انتظار القطار، أكلت قطعة جوز الهند من علبة صغيرة فقال لي شاب في جواري: انا جائع، اعطني قطعة بليز.
أعطيته أكثر من قطعة. شكرني وقال: هل معك ماء؟
قلت: لا...
***
4
لماذا الشعر!
ولكن لماذا الشعر، يا سيدتي؟!
الشعر شأن شخصي وعام ويدق باب الغيب، ودوما يجد هناك قلبا يصغي وأذنا تسترق السمع بشغف.
سيدتي، نحن لا نحب الشعر. هل لديك مناقيش زعتر ولحم بعجين؟
نعم...سنوفر ذلك قريبا...
***
الشعر، أن تقف على مسافة من القلب وتشرب من قلب الكلمة روحها دون أن تحشر يدك في شعري وأصابعك في عيني.
***
والشعر أن أدعوك إلى مائدتي وأحل لك ومعك معادلة العشق الأخير، والصمت بلا حدود.
والشعر أن نقرأ كل الفنون بحب وروية ونحلم بتقليص الخيبة الممتدة على مدار العالم...

ا مارس(اذار) 2024- تورنتو، كندا



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرخميدس ونقطة التغيير في بنة المجتمعات...أفكار وتصورات
- يوميات القراءة. عن كتاب الشاعر والصحفي في سجون الشرق والعالم
- المثقف المستتر والنبلاء الذي خلف القناع خوفا من الرقيب
- القصيدة يوم الأحد،. من ديوان: جسد واحد وألف حافة. النقد والن ...
- بورخيس ناقداً ودارساً جذور الأدب الانكليزي قصة وشعرا. كتاب ا ...
- أفكار في نقد الشعارات والخطاب التثويري وعودة إلى ناظم حكمت و ...
- أوقفوا الحرب القادمة، منذ الآن...الكتاب ملجأ في الملاجئ أثنا ...
- هل الحروب اعتلال في الأخلاق أم المعتقدات أم أنها طفرة الجينا ...
- القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة!
- أفكار على سياج الدين والطوائف...عنف الرأسمال العالمي في الحر ...
- حين يموت الإنسان بطرق غير شعرية ولا إنسانية...فلماذا الشعر؟!
- الكتاب والشعر والرواية العربية والعالمية في فعاليات مهرجان ت ...
- أنشطة وحلقات حوار في تورنتو بدعوة من مهرجان تورنتو الدولي لل ...
- يوميات مهاجرة بين العزلة والحضور... ومن في رأسهم ريشة
- افتتاح صالون بيت الخيال في تورنتو برعاية الكاتب كمال الرياحي ...
- كتاب جديد لجاكلين سلام في الصحافة والبحث والنقد. العنوان: حو ...
- رحيل الكاتب الصحفي العراقي ابراهيم الحريري ومعه أحلام اليسار ...
- صالون جاكلين سلام للحوار الثقافي وقهوة مع الكاتبة الكندية ال ...
- جديد الكاتب الأردني حسين جلعاد وقصص -عيون الغرقى-
- ديوان جاكلين سلام -تُطعم الغيمات برتقالا- 25 قصيدة محملّة بأ ...


المزيد.....




- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - قصص وأدب وفصول الخراب