أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - القصيدة يوم الأحد،. من ديوان: جسد واحد وألف حافة. النقد والنص















المزيد.....

القصيدة يوم الأحد،. من ديوان: جسد واحد وألف حافة. النقد والنص


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


نص شعري لجاكلين سلام

عن ديوان " جسد واحد وألف حافة" كتب الناقد عزت عمر عام 2016:
تقدّم جاكلين سلام مجموعتها الشعرية الجديدة "جسد واحد وألف حافة" لقارئ مثقف يمتاز بحساسيته اللغوية ومتابعاته لتوجّهات قصيدة النثر التي بلغت سنّ النضج بما يشبه الأنثى التي على حافة الخمسين تتطلّع إلى شريك يحبّها بذات النضج الذي تتشابك الروح فيه مع الجسد فتذهب لتستوطن القلب، هناك حيث تفعل الشرايين فعلها الإحيائي: "في الخمسين سأحبكَ بألف مُهجةٍ" ولكن مع اشتراطات صغيرة تليق بسيدة قادمة من الذكرى إلى حبّ أو فلنقل إلى حياة مشتركة تتناغم فيها الأصوات الجميلة، بالطبيعة الفائضة بتفاصيلها وعناصرها وأسرارها:
إذا عرفتَ كيف تعيد الغناء إلى ما تبقى من صوتي
نصف قرن وأنتَ مشرد في معابر الآخرين.
نصف قرن وأنا مشغولة بأسرار الحديقة وفصولها
جسدي شريكي والشاهد وردتي السرية، خليط الماء والنار.
والياسمين لا يزال يتسلق أصابعي ويجدل شعري
نصف قرن وعلى وجهينا يتراكم جمر الغياب"
تركيبة أنثوية أسرارها معلنة تتجلّى في ذلك الاشتباك الجميل ما بين روح وجسد يتماهى بعناصر الطبيعة في زمن مشار إليه بـ 50 بالرغم من أن زمان الطبيعة أبدي، فهل يعني حضور الرقم بحروفه الداكنة بداية لفض الاشتباك مع الماضي والاستعداد لاستعادة "الفردوس المفقود"
أية استعادة إذن؟ وأين تتجلّى إن كان ثمّة سعي لهذه الاستعادة؟:
شغف أصابعك سيطلق جسدي حراً
فأرقص
يرقص فستان المساء
خمسون عاماً سنرقص ويأخذنا الدمع
نشهق الحبّ
عرس القصيدة أنتَ.
والحب الذي به أمضي حتى نهايات العالم
أترنم: ليكن هناك حبّ
لتكن أنتَ الحبّ
ليكن قرباناً هذا الجسد
في الخمسين، سأحبّكَ
وأتصالح مع تجاعيدنا في السبعين أكثر
أنا المرأة"
إلى ذاك الدفء المفتقد مع الشريك الذي أضاعته الشاعرة، وكلّ محبّ يعلم ما معنى الدفء الباعث على الحميمية تتجلّى في النصوص الوجدانية عموماً كالنص الذي انطلقت قراءتنا منه ، ولكن بودنا في هذه العجالة التوقّف عند نصّ القصيدة يوم الأحد" التي ستبدو لنا كائناً إنسانياً تستيقظ في يوم الأحد، وربّما هي الشاعرة تماهت بقصيدتها فما عادت تدري أهي قصيدة أم شاعرة، شأنها شأن فراشة الشاعر الصيني القديم بتعبير حاتم الصكر، تستيقظ المرأة الحالمة فلا تعلم إن كانت فراشة حلمت أنها امرأة، أم امرأة حلمت أنها فراشة." وهي حال خاصّة تحدث غالباً مع الشعراء الذين تبقّى مخيلاتهم مشتعلة: "القصيدة يوم الأحد تستيقظ على الحياة. تلبس قميص نومها الأبيض الناعم الذي أخرجته من الحقيبة. لا تعير انتباها لتجاعيده. تضع عطراً على رقبتها. تسمع الموسيقى وتعطس بين حين وآخر. تضع أصابعها في شعرها وترفعه عن وجهها و تقول: رقبتكِ أجمل وكتفيك حين لا يسكن الظل وجهك."
وكما يبدو أنها قصيدة أو امرأة وحيدة تحاطب ذاتها باستمرار وتكشف شيئاً فشيئاً عن مكنوناتها عر ساردة تتبّع حركتها في حيز أليف وما يتكاثف في العقل الباطن: الغربة هنا والحرب هناك,, حيث موطن النشأة والذكريات، وثمة أيقون دلالي يربط ما بين الهنا والهناك شال بسيط تضعه حول رقبتهاأحضرته من البلاد، وبذلك سوف تتشابك الشعرية بسرد إخباري يتكاثف في مزيد من التفاصيل الكاشفة لعالم الشخصية "القصيدة" الداخلي كما يتوضّح في المجتزأ التالي:
" القصيدة يوم الأحد تشعل شمعة في صحن على هيئة نجمة.
الشمعة مرآة الظلمة.
هي لا تنظر إلى وجهها هذا الصباح. لا تضع ماكياجاً ولا تحلم بأشياء خارقة.
القصيدة يوم الأحد لا تذهب إلى الصلاة في أيّ مكان.
تتأمل وليست مقطبة الحاجبين. لا يمكنها أن تتأمل وتعبس في نفس الوقت.
القصيدة يوم الأحد لا تقرأ المكاتيب الشخصية القديمة ولا الكتب القديمة
إنّها محض قصيدة وأنت الكتاب
قريبة من الروح البعيدة، منفية ولها في العالم ركن يهتدي إليه عشاق الحياة."
بلاشكّ تسعى الشاعرة في هذا النصّ للجمع بين المستوى الدلالي والمستوى البصري الوصفي كي تصل بقارئها إلى خلاصة تنشدها في مسألة الحرب والغربة وآثارهما الكبيرة على ذاتها ونفسيتها القلقة المزدحمة بانتظارات ورغبات:
القصيدة يوم الأحد لا تدعو إلى الحرب على أحد. القصيدة يوم الأحد امرأة ترفع قداساً لشخصين، تضع لقمة في فم الطير. ومن فمك تحوك أرقّ مزامير العشق. لا تنام ولا تدع البحر يأخذها.تكسر من رغيف جسدها قربانا. تقيم الوليمة. تفتح النافذة وتدعوك للعبور.تكتب بأصابعها على الوردة: أيها الحبيب، كم تأخرت!
عزت عمر: كاتب وناقد سوري مقيم في الامارات(توفي في شهر يناير 2024)
( قرأت الكلمة في حفل توقيع الكتاب في 24 تموز 2016، في مسيساغا /كندا )

**
نص جاكلين سلام
القصيدة يوم الأحد
القصيدة يوم الأحد تستيقظ على الحياة. تلبس قميص نومها الأبيض لبناعم الذي أخرجته من الحقيبة. لا تعير انتباها لتجاعيده. تضع عطراً على رقبتها. تسمع الموسيقى وتعطس بين حين وآخر. تضع أصابعها في شعرها وترفعه عن وجهها و تقول: رقبتكِ أجمل وكتفيك حين لا يسكن الظل وجهك.
تضع حول رقبتها شالاً ملوناً أحضرته من البلاد، تعويذة تطرد الغربة المعلقة في مفاصل روحها. تشرب القهوة بتكاسل وتقلّب المدى. تصيخ السمع إلى الفراغ.
لا تقرأ القصيدة أخبار الحرب في البلاد البعيدة.
فجأة تقف وتمسك سماعة الهاتف كما لو أنها في المنام تسمع صوتاً من هناك أو يخال إليها تعيد السماعة إلى مكانها بلا أدنى كلمة. تفكر بالأم والأب والإبن والأرواح المهاجرة.
تشرب رشفة أخرى من فنجان القهوة المخطط بالأبيض والأحمر.
القصيدة يوم الأحد تشعل شمعة في صحن على هيئة نجمة.
الشمعة مرآة الظلمة.
هي لا تنظر إلى وجهها في الصباح. لا تضع ماكياجاً ولا تحلم بأشياء خارقة.
القصيدة يوم الأحد لا تذهب إلى الصلاة في أيّ مكان.
تتأمل وليست مقطبة الحاجبين. لا يمكنها أن تتأمل وتعبس في نفس الوقت.
القصيدة يوم الأحد لا تقرأ المكاتيب الشخصية القديمة ولا الكتب القديمة
إنّها محض قصيدة وأنت الكتاب
قريبة من الروح البعيدة، منفية ولها في العالم ركن يهتدي إليه عشاق الحياة.
القصيدة يوم الأحد تمقت المخابرات والصراصير والطائرات التي تقصف أعمار البشر.
لا تحب المبالغات الوطنية والعشقية والبيانات الأدبية.
بكل أصدافها، كريستالها، أمواجها الزرقاء والأرجوانية تشتبك مع القسوة والنرجس في بوتقة الموسيقى والماء.
مأسورة للنور تقول فليكن هناك نور- فليكن هناك نور وأكثر. الشمعة تتمايل
القصيدة يوم الأحد تبحث في القاموس عن معنى كلمة تسلية. لا تحب فصفصة البزور لقتل الوقت. بين أصابعها أشواك وأسوار وياسمين. على كتفيها ما عليها وما عليك. ولا تتحدث معك لقتل الوقت.
القصيدة لا تلهو بعيداً عن ذاتها. لا تتقصد أن تضرم الوجد في المحابر كي تشعل قلبك المجهول. القصيدة يوم الأحد لا تدعو إلى الحرب على أحد.
القصيدة يوم الأحد امرأة ترفع قداساً لشخصين، تضع لقمة في فم الطير. ومن فمكَ تحوك أرقّ مزامير العشق.
لا تنام ولا تدع البحر يأخذها.
تكسر من رغيف جسدها قربانا. تقيم الوليمة. تفتح النافذة وتدعوك للعبور.
تكتب بأصابعها على الوردة: أيها الحبيب، كم تأخرت!



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورخيس ناقداً ودارساً جذور الأدب الانكليزي قصة وشعرا. كتاب ا ...
- أفكار في نقد الشعارات والخطاب التثويري وعودة إلى ناظم حكمت و ...
- أوقفوا الحرب القادمة، منذ الآن...الكتاب ملجأ في الملاجئ أثنا ...
- هل الحروب اعتلال في الأخلاق أم المعتقدات أم أنها طفرة الجينا ...
- القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة!
- أفكار على سياج الدين والطوائف...عنف الرأسمال العالمي في الحر ...
- حين يموت الإنسان بطرق غير شعرية ولا إنسانية...فلماذا الشعر؟!
- الكتاب والشعر والرواية العربية والعالمية في فعاليات مهرجان ت ...
- أنشطة وحلقات حوار في تورنتو بدعوة من مهرجان تورنتو الدولي لل ...
- يوميات مهاجرة بين العزلة والحضور... ومن في رأسهم ريشة
- افتتاح صالون بيت الخيال في تورنتو برعاية الكاتب كمال الرياحي ...
- كتاب جديد لجاكلين سلام في الصحافة والبحث والنقد. العنوان: حو ...
- رحيل الكاتب الصحفي العراقي ابراهيم الحريري ومعه أحلام اليسار ...
- صالون جاكلين سلام للحوار الثقافي وقهوة مع الكاتبة الكندية ال ...
- جديد الكاتب الأردني حسين جلعاد وقصص -عيون الغرقى-
- ديوان جاكلين سلام -تُطعم الغيمات برتقالا- 25 قصيدة محملّة بأ ...
- هل الناشر العربي المعاصر جزار أم حامل كتاب المعرفة إلى القرا ...
- استطلاع رأي على أبواب العام الجديد حول الكتابة والقراءة وحضو ...
- من قصائد الأمريكيين والكنديين الأوائل-الهنود الحمر--الابورجي ...
- ماذا فعلت السلطات الثقافية في الصحافة العربية والإعلام


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - القصيدة يوم الأحد،. من ديوان: جسد واحد وألف حافة. النقد والنص