أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - شهوة الكلام على حافة المتاهة...يوميات الغابة الكونية














المزيد.....

شهوة الكلام على حافة المتاهة...يوميات الغابة الكونية


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 7956 - 2024 / 4 / 23 - 21:47
المحور: الادب والفن
    


قالت أنا بيضاء...ما لونك أنت؟
المكان، مدينة تورنتو. الزمان، الربيع الكندي البارد نسبيا.
منذ ٢٥ سنة وألف وأنا أعيد كل فترة تغيير و ترتيب ومواقع الكنباية والكراسي وطاولة القهوة وتوزيع المخدات في غرفة الجلوس والنوم والمطبخ كي ترتاح هذه الأشياء وتستقر وتكف عن الشعور بالفقد.
*
ولم يحصل الانسجام والوئام والأمن المستتب إلا لوهلات عابرة .
سنوات وأنا أعتقد أن الخطأ في فلسفة الديكور ، وإلى يوم القيامة حتى عرفت أن الخطأ الكوني يتمركز في شيء اسمه هجرة المكان الأول.
*
شيء ما ينكسر ولا يندمل رغم كل مسرات الحياة و تجليات الموت الممكنة.
او بالأحرى، الخطأ ليس في الهجرة والاغتراب، بل في الرغبة أن أعرف متى بدأت أتحسس من وجود الاريكة-الكنباية !
يا الله، ما سر هذا الإنسان الذي في داخله حفرة لا يردمها حتى الموت وحفار القبر!
كنت أريد القول أن العالم الذي كنا نعتقد أنه سينتهي في تلك الساعة حين حصل ما حصل بيني وبينك وبينهم، ولكن لا شيء يفنى على ما يبدو. والعالم باق ويزداد حماقة بازدياد تهديدات الأبطال الصغار باستخدام السلاح النووي في الحرب الدامية الجارية .
الدامية؟!
كل الحروب دامية وعلينا ان نقتصد في استخدام الصفات قدر الامكان كي يكون النص مشدودا كوجه القماش فوق اسفنج الاريكة. المسألة لا تقبل الترهل والسرد لا يحتمل نهايات منطقية تماما كما هذا العالم.
علينا؟ ماذ علينا؟
هذه تخص الجماعة وانا أنفر من كل جماعة تعتقد انها تستطيع بدقة أن تحدد ألوان الستائر المناسبة في كل الفصول والبلاد ووجوه المخدات والوان الألواح المعلقة على الجدران.
الألواح؟
هذه تخص ما أنزله الله على النبي موسى في ألواح عليها وصايا إلهية لم يلتزم بها الناس.
بل كنت أريد أن أقول : اللوحات التي يرسمها الفنانون وفق حالاتهم المزاجية.
سأخرج سريعا من هذا المنعطف وأعود الى طاولة القهوة .
يعجبني أن لها دواليب صغيرة ويمكنني دفعها الى أي زاوية دون أن أحدث ضجيجا يوقظ من في العالم السفلي او الاعلى.
*
لنخرج معا من البيت الى المقهى.
في الركن امرأة تجالس رجلا. هذا أمر طبيعي.
يقول لها انت اليوم اجمل تضحك بصوت عال. صوتها جهوري ويخترق أذني وأتظاهر باللامبالاة. الشيء الطبيعي أن يتحدث رواد المقهى بصوت مرتفع .
الغرباء يتحدثون بصوت عال. انا امقت تلك الاصوات التي تتجاوز حدود الطاولة التي يجلس المتحدثون حولها .
المقهى ليس بيتا.
*
اضع الكتاب الذي في يدي جانبا.
وصلت الى فقرة يقول الراوي من خلالها: أعتقد ان هناك ١٥ شخص فقط نجوا من الطوفان . ويبدأ بسرد مواصفات كل شخص في دفتر مذكراته.
الرواية فانتازية ولم أكمل القراءة لأن الرجل الذي كان يغازل المرأة بالكلام صار يقبلها أو تقبله هي وهي تقول: هل ستأتي غدا ؟ يقول لها يجب ان اذهب للعمل.
فتقول وهي تضحك : أنا بيضاء ، ما لونك أنت؟
*
نظرت باتجاههما لأرى لونه ولم أستطع أن أتبين الأمر.
كانت الشمس قبل المغيب تخترق الزجاج قبالتي وتقبلني
*
أمشي بهدوء خارج المكان، يقرصني الهواء البارد. أمشي إلى الخلف.
أعود إلى هناك
لا ظلال لهذا الوقت .
لا شيء يتبعني إلا شهوة الكلام بعمق مع قلبك الذي أعرفه أكثر منك. أو أفترض أنني عرفته أيها الغريب /الغريب.

المتاهة لا علاقة لها بالحنين وحسب، بل باليقين في أن الجيل القادم أو العالم الذي سيأتي لا يجوز ان تكون أعمار رؤوساء الدول أقل من خمسين عاما حين استلامهم للحكم.
يجب ان يصدر مرسوم إلهي يطبق على شعوب الكون لأن الحمقى حين يصلون إلى هناك لا يرحمون الكراسي والناس والاثاث.
كان بودي أن أسرد الباقي في أذنيك خوفا منهم، هولاء الذين...
السرد عل حافة الشعر، أو العكس. البحث عن حدود الغابة الكونية التي نحن فيها بكل ألوانها ونشهد انحدارها...



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار ملونة... الدين والإبداع وازدواجية المرتزقة في زمن سوشي ...
- الذكاء الإصطناعي ومستقبل المعجم الإنساني والأخلاقي
- الشاعرة الراحلة جويس منصور تتصدر القائمة الطويلة لجائزة غريف ...
- هل الانتقال السلمي للسلطات ممكن في الشرق. العنف واللاعنف
- أفكار ملونة ...جيمس جويس والكتابة الغامضة، السريالية والرواي ...
- نساء تابعات للأزواج... بعثيات وشيوعيات وانتهازيات ومناضلات ش ...
- سجون بلادك وبلادهم
- قصص وأدب وفصول الخراب
- أرخميدس ونقطة التغيير في بنة المجتمعات...أفكار وتصورات
- يوميات القراءة. عن كتاب الشاعر والصحفي في سجون الشرق والعالم
- المثقف المستتر والنبلاء الذي خلف القناع خوفا من الرقيب
- القصيدة يوم الأحد،. من ديوان: جسد واحد وألف حافة. النقد والن ...
- بورخيس ناقداً ودارساً جذور الأدب الانكليزي قصة وشعرا. كتاب ا ...
- أفكار في نقد الشعارات والخطاب التثويري وعودة إلى ناظم حكمت و ...
- أوقفوا الحرب القادمة، منذ الآن...الكتاب ملجأ في الملاجئ أثنا ...
- هل الحروب اعتلال في الأخلاق أم المعتقدات أم أنها طفرة الجينا ...
- القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة!
- أفكار على سياج الدين والطوائف...عنف الرأسمال العالمي في الحر ...
- حين يموت الإنسان بطرق غير شعرية ولا إنسانية...فلماذا الشعر؟!
- الكتاب والشعر والرواية العربية والعالمية في فعاليات مهرجان ت ...


المزيد.....




- المتحف البريطاني والمتحف المصري الكبير: مواجهة ناعمة في سرد ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- شيرين أحمد طارق.. فنانون تألقّوا في افتتاح المتحف المصري الك ...
- بين المال والسياسة.. رؤساء أميركيون سابقون -يتذكرون-
- ثقافة السلام بالقوة
- هل غياب العقل شرط للحب؟
- الجوائز العربية.. والثقافة التي تضيء أفق المستقبل
- كوينتن تارانتينو يعود إلى التمثيل بدور رئيسي
- لونُ اللّونِ الأبيض


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - شهوة الكلام على حافة المتاهة...يوميات الغابة الكونية