أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - جمهورية فؤاد شهاب السياسة(2)














المزيد.....

جمهورية فؤاد شهاب السياسة(2)


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7946 - 2024 / 4 / 13 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



" إقرار الأمن وحكم الدولة في جميع المناطق اللبنانية ونزع السلاح من أيدي اللبنانيين كافة وإعادة الحياة والنشاط إلى الاقتصاد اللبناني وبناء ما تخرب من مرافق البلاد ومعالمها وإزالة التوتر بين لبنان وبعض شقيقاته العربيات، أنطلاقاً من الثوابت الثلاث، الوحدة الوطنية والميثاق الوطني وضمان استقلال لبنان من خلال ميثاقي جامعة الدول العربية والأمم المتحدة"
هذا النص ليس بعضاً من بيان أصدرته جبهة الإنقاذ الوطني عام 1924، بل هو مقطع من خطاب القسم الذي ألقاه فؤاد شهاب أمام البرلمان بتاريخ 23 أيلول 1958 بعد انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية. هل هو الوحيد الذي أقسم على حماية الدستور والوحدة الوطنية؟ كلهم أقسموا، حتى الذي تلعثم منهم في القراءة. لكنه يكاد يكون الوحيد الذي نفذ وطبق حرفياً ما تعهد به أمام نواب الأمة.
هو الوحيد الذي ترك بصمة رئاسية. مأثرته التمسك ب"الكتاب" وترجمتها بناء الدولة، دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص. الدولة السيدة على حدودها وداخل حدودها. بشارة الخوري بنى الاستقلال وابتعد عن صراع المحاور، كميل شمعون حقق تنمية ثقافية واقتصادية. لكن الأول زرع بذرة انتهاك الدستور بتمديد ولايته والثاني دمر الاستقلال حين راح"يسبح مع الأميركيين ونوري السعيد" وسارع إلى الانضمام إلى مبدأ أيزنهاور في 16 آذار 1957، قبل قيام الوحدة المصرية السورية، وهو الذي فتح باب التدخل العربي في الشأن اللبناني.
فؤاد شهاب هو الذي أقفل ذاك الباب بتعبيرات رمزية. لقاؤه عبد الناصر لم يتم في سوريا ولا في مصر بل في خيمة داخل المنطقة المحايدة على الحدود بين لبنان وسوريا. هو وصل أولاً إلى مكان اللقاء.طلب أحدهم منه أن يذهب لاستقبال عبد الناصر على باب المروحية. فكان جوابه، قبل أن نصير رئيسين كنت أنا أعلى رتبة منه في الجيش. انتظره فتصافحا ودخلا معاً إلى الخيمة.
استدعاء الأسطول السادس الأميركي شكل بداية استدراج الخارج، ثم كرت المسبحة، منظمة التحرير الفلسطينية ثم الردع السوري ثم إسرائيل، وصولاً إلى وحدة الساحات ومنصة إطلاق الصواريخ الكاتيوشية أو الكلامية.
أورد نقولا ناصيف في كتابه أن فؤاد شهاب رأى في ذلك خطراً وعمالة وخيانة قائلاً،"ألم يدرك هؤلاء المستعينون بالخارج على أخصامهم أن الدول والقوى الخارجية تستخدمهم لخدمة مصالحها؟ ثم تعصرهم وترميهم كما ترمي الليمونة؟". كأنه يقول بلغة المتنبي:
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه تصيده الضرغام في ما تصيدا
أخذ عليه خصومه ومنافسوه منح "المكتب الثاني" صلاحيات واسعة أتاحت له التدخل في الشأن السياسي. صحيح أن المكتب الثاني مارس نفوذاً سياسياً ولا سيما بعد محاولة انقلاب القوميين السوريين، لكن هذا لم يكن بناء على تعليمات فؤاد شهاب الذي غضب بعد نتائج انتخابات 1964 قائلاً: "كيف يمكنني أن أبرر للفاتيكان كي يصدق أن ريمون إده وكميل شمعون خسرا الانتخابات لأنهما لم يستطيعا الحصول على عدد كاف من الأصوات؟ هل سيصدق الإكليروس ذلك؟ هل ستصدق فرنسا؟ هل سيصدق أحد أن المكتب الثاني لم يتعمد إسقاطهما؟"
بعد فؤاد شهاب تورط اللبنانيون جميعهم، يميناً ويساراً، منظومة حاكمة ومعارضة شعبية، في عملية استدراج الخارج، حتى قيل إنها حروب الآخرين على أرضنا أو هي حروبنا بالأصالة عن أنفسنا وبالنيابة عن الآخرين.
يختم نقولا ناصيف كتابه بقوله "إن كل رئيس جديد للجمهورية يسأل من أين يبدأ بعد فؤاد شهاب. كان وحده من يسلم إلى الرئيس المنتخب دولة لا تحمل وزر أزمة وطنية ولا كياناً مهدداً ولا جيشاً يخشى عليه ولا ثورة شعبية. كان أول رئيس لا تقوده أحلامه إلى التمسك بالسلطة وأول رئيس يقدم على بناء الدولة وإدارتها ومؤسساتها وأنظمتها وفق مفاهيم وآليات متطورة وأول رئيس يموت فقيراً."
"في كل مكان من لبنان تقريباً، لا في رؤساءه ونظامه ومؤسساته فحسب، شيئ من هذا الرجل"



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية فؤاد شهاب (1)الأخلاق
- يحي جابر وأنجو ريحان
- عربون وفاء
- توحيد قوى الاعتراض
- لماذا لم تتوحد قوى الاعتراض؟
- انتخابات رئاسية تحت البند السابع
- لا تستعيدوا 14 آذار
- مأساة أم مهزلة؟
- ما بعد الهدنة والنكبة
- صراع الديكة
- الزائد في حب القضية كالناقص
- الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟
- أمين معلوف و-غرق الحضارات-
- أفكار لخطاب مضاد
- 14 شباط لا 14 آذار
- عناوين برنامج ليسار جديد
- فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام
- الياس عطالله: نقد التجربة
- التلفزيونات والمصارف والثورة
- الحرب مباراة في القتل


المزيد.....




- الملك تشارلز يجرد شقيقه أندرو من ألقابه.. ومصادر توضح لـCNN ...
- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي وتأخير الساعة 60 دقيقة
- القضاء الأميركي يجمّد خطة ترامب لنشر الحرس الوطني في بورتلان ...
- فانس يبرّر قرار استئناف الاختبارات النووية: -ضمان لفعالية ا ...
- واشنطن تمنح الهند ستة أشهر إضافية لتسوية استثماراتها في مينا ...
- إسرائيل تعلن تسلم جثماني رهينتين من حماس والتحقق من هويتهما ...
- إعصار ميليسا يتجه نحو أرخبيل برمودا بعدما تسبب في هلاك 20 شخ ...
- هل ستقدم ماكدونالدز وجبات حلال للمسلمين في فرنسا؟
- النواب الفرنسيون يقرون مشروع قانون -يدين- اتفاقية 1968 مع ال ...
- بوساطة تركيا وقطر... باكستان وأفغانستان تتفقان على تمديد وقف ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - جمهورية فؤاد شهاب السياسة(2)