أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - لا تستعيدوا 14 آذار














المزيد.....

لا تستعيدوا 14 آذار


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صارت جزءاً من التاريخ الجميل، آتت أكلها وطويت صفحتها. هي ككل حدث تاريخي، إن تكررت ففي الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة. حنين جمهورها إليها يشبه الحنين العربي إلى غرناطة في الأندلس أو حنين الإسلاميين إلى عصر الصحابة أو الأحزاب الشيوعية إلى الأممية الثالثة.
لم أغب عن أي من مناسباتها، لكنني لم أقصر في نقدها. كنت أرفق مشاركتي في نشاطاتها بكتابة مقالة نقدية عنها. جمهور رائع أساء القادة إليه. أخذتهم نشوة المشهد المليوني في ساحة الشهداء ومتفرعاتها واستجابة الجماهير للرد على تجمع مضاد في ساحة رياض الصلح. تعاملوا مع الرأي المختلف كأي مستبد. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة لإخراج الجيش السوري من لبنان. اعتقدوا أن إخراجه كاف لإخراج الوطن من أزمته.
طبعاً كان ينبغي أن يخرج المسؤول المحتمل عن اغتيال رفيق الحريري والمسؤول بالتأكيد عن كوارث أخرى، لكنهم رفضوا الإجابة أو أجابوا خطأ على سؤالين. ماذا بعد خروجه؟ وماذا عن دخوله وعمن استدعاه وعمن تعاون معه؟
كانوا متيقنين من أن مغادرة الجيش السوري تكفي لإعادة اللبنانيين إلى وحدتهم الوطنية. لذلك سارعوا إلى عقد الاتفاق الرباعي ونسقوا مواقفهم في أول انتخابات نيابية أجريت بعد عهد الوصاية. أما السؤال الثاني فلم يكن محل اهتمام أحد، لأن النقد الذاتي ليس من تقاليد أي منهم.
جواب وامتناع عن جواب. من خلالهما نفهم لماذا كان عمر الحركة قصيراً. وجهت القيادات جمهورها كما لو أنها حركة تحرر وطني من استعمار أو احتلال، وهو أمر كررته لاحقاً بعض التحليلات حيال الدور الإيراني، مع أن التدخل السوري أو الإيراني ما كان لأي منهما أن يحصل لولا مرتكز محلي وفر له الغطاء.
ركزت 14 آذار على خطر العامل الخارجي واستبعدت الداخلي، انطلاقاً من الاعتقاد بأنها "حرب الآخرين على أرضنا". التنصل من المسؤولية أبقى جمر التوتر تحت رماد الأفكار، فما كان أسهل من استعادة مفردات الحرب الأهلية ولغتها القائلة بأن المسؤولية تقع على عاتق الآخر المختلف في الدين أو في السياسة أو في الجغرافيا.
استبعاد دور العوامل الداخلية منع ثورة الأرز من استكمال مهمتها كثورة وأوقف زخمها عند حدود الاحتجاج على عهد الوصاية فاستحقت إسم انتفاضة الاستقلال المظفرة. تعاملوا معها كثورة من غير أن يحملوها المهمة الأساسية التي تناط بالثورة، أي تغيير آليات الحكم لا الاكتفاء باستبدال الحاكم.
ثورة واحدة شهدتها بلداننا في ما سمي الربيع العربي الذي انطلق مع بوعزيزي في تونس. كل ما كان قبلها انقلابات لاستبدال الحاكم. استحقت إسمها لأنها لم تنفجر لا ضد استعمار ولا ضد احتلال ولا ضد الصهيونية بل ضد أنظمة بلا دساتير أو بدساتير معلقة. وثورة واحدة شهدها لبنان، لا في أحداث 1958 الطائفية ولا في 14 آذار 2005 بل في 17 تشرين الأول 2019، حصرت برنامجها في تغيير آليات النظام وإعادة تكوين السلطة ولم تدرج فيه أي بند يتعلق بتأثير العوامل الخارجية على مسار الأزمة اللبنانية المستدامة.
استلهام الجانب المضيء من 14 آذار، لا استعادته، يتطلب من قياداتها جرأة في قراءة تاريخ الجمهورية اللبنانية، ازدهاراً وحروباً وانتفاضات وثورة، على أن يقوم كل طرف بعملية نقد ذاتي يراجع فيها دوره ويحدد حصته من المسؤولية عما آلت إليه أحوال الوطن.
مثل هذه المراجعة من شأنها إلغاء تصنيف اللبنانيين ملائكة وشياطين، سياديين وعملاء، فلا تنكر لأحد إنجازاً في بناء الوطن ولا تغفل له خطيئة بحق الدولة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة أم مهزلة؟
- ما بعد الهدنة والنكبة
- صراع الديكة
- الزائد في حب القضية كالناقص
- الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟
- أمين معلوف و-غرق الحضارات-
- أفكار لخطاب مضاد
- 14 شباط لا 14 آذار
- عناوين برنامج ليسار جديد
- فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام
- الياس عطالله: نقد التجربة
- التلفزيونات والمصارف والثورة
- الحرب مباراة في القتل
- حزب الله والخيارات المصيرية
- خيانة وطنية في الترسيم البحري هل سيكررونها في البرّي؟
- كريم مروة بين السياسي والمثقف
- الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)
- ضحايا أم تضحيات؟
- هل هناك حل ديني للشقاء العربي(3)
- هل هناك استبداد ديني؟


المزيد.....




- خوف في الفاشر، وقوات الدعم السريع تستعد لاجتياح المدينة
- مصرع شخص وإصابة 23 في تدهور حافلة بشمال ولاية ميريلاند الأمر ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مركز قيادة لحماس داخل موقع للأونر ...
- وسط اتهامه بتعطيل الصفقة مع حماس.. نتنياهو يتعهد بمواجهة الض ...
- قناة -14- العبرية: إطلاق عدد من الصواريخ من سوريا باتجاه جنو ...
- أكثر من تهديد.. جنرال أمريكي سابق يحدد سببا لوقف دول الناتو ...
- كيف ينظر الداخل الفلسطيني لقرار إغلاق مكاتب الجزيرة؟
- في بيانها الختامي.. قمة التعاون الإسلامي تدعو لمعاقبة إسرائي ...
- الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بغزة ويقصف مدرسة تؤوي نازحين
- خبير عسكري: المقاومة حولت محور نتساريم إلى منطقة استنزاف لجي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - لا تستعيدوا 14 آذار