أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟














المزيد.....

الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ورد في عظة غبطته:" كثيرا ما يحدث عندنا أنّ إحدى الطوائف لا ترى في الطوائف الأخرى، ولا سيما تلك التي تخالفها النظرة إلى الأمور، إلّا جماعة من العملاء، والخونة". تعميم لم ينقذ العبارة من وضوح القصد، "إحدى الطوائف" هم الشيعة.
ماذا أفعل بقلمي؟ ينطبق عليه قول الشاعر محمد الماغوط، ما أن يرى صفحة بيضاء حتى يرتجف كاللص أمام نافذة مفتوحة(يرى"كلاماً طائفياً"في حالتي). وكيف لي أن أنتقد من رأيته الأفضل ليكون رئيساً للجمهورية، لا لأنني أرغب في تولي رجل دين مسؤولية سياسية، بل لأنه يتداول في عظاته بمصطلحات الدستور والدولة والسيادة أكثر من أي سياسي. وكيف لي أن أنتقد ولم يجف بعد حبر قولي إن البطريركية عمرت لبنان، من الحويك حتى الراعي، والمارونية السياسية تخربه!؟
رجل الدين، ككل البشر، قد يقع في مغبة الانحراف المهني، فلا ينجو من استخدام مفردات الدين خارج الشأن الديني فيضعها في غير محلها لينطبق عليها قول الشاعر، "فوضع الندى في موضع السيف بالعلى مضر كوضع السيف في موضع الندى". لكن ما جعلني أقدم على النقد أنني أظن، وأتمنى أن يصح ظني، أن غبطته يملي أفكار عظته على أحد مستشاريه موكلاً إليه مهمة الصياغة. وليس كل صائغ كالمتنبي الذي كان يأخذ المعنى من الممدوح ثم يعيده إليه شعراً "فإنك معطيه وأني ناظم".
الطوائف في لبنان حقيقة راسخة في التاريخ والمجتمع والثقافة والعادات والتقاليد، لكنها في السياسة خطر على الوطن. أنا إبن طائفة تربيت على قيمها من والدي، وإبن قرية فيها مسجدان وحسينيتان وكنيستان، وفيها شيعة وموارنة وكاثوليك، في هذا المناخ تعلمت التسامح واحترام التعدد والتنوع وحب الوطن، لكنني كلما ذكر إسم طائفة في خطاب سياسي أو في بحث أكاديمي أتحسس قلمي.
في سَوْق أبناء الطائفة كلها، أي طائفة، بالعصى ذاتها، إساءة لمن لا يقبلون أن يساقوا كالقطيع. أنا الشيعي في تذكرة الهوية، لا أرى الطوائف الأخرى مجموعة عملاء وخونة، وإذا كان في طائفتي من يسيء للآخر المختلف فذلك نابع لا من قيمه الدينية بل من انتمائه السياسي. لذلك كنت حريصاً على التمييز بين الموارنة والمارونية السياسية، وبين السنة والسنية السياسية، وبين الشيعة والشيعية السياسية. وحدهم الذين حولوا طوائفهم إلى كيانات سياسية ارتكبوا الكبائر. ولا يجوز أن تزر وازرة وزر أخرى.
على المقلب الآخر قال سماحته،"المطلوب ملاقاة سيادة الجبهة الجنوبية بالسيادة النيابية الميثاقية ليبقى لبنان". بلغة الانحراف المهني ذاتها أُفرغت المصطلحات من معناها العلمي والقانوني فصارت السيادة سيادة الجبهة، وليست أي جبهة بل جبهة الجنوب بالذات، وسيادة البرلمان.
السيادة، يا صاحب السماحة، هي سيادة الدولة على حدود الوطن وداخل حدوده، وهي سيادة القانون على جميع المواطنين بمن فيهم، وعلى وجه الخصوص، أصحاب السماحة والغبطة والمقامات السياسية. في لغة المحاصصة وحدها يتقاسم المحاصصون أركان الوطن، الشعب والأرض وسيادة الدولة.
هذا هو معنى أن يكون "لجبهة الجنوب" قوانينها وأجهزتها الأمنية، فيصير جيش الدولة دخيلاً عليها وقوات الطوارئ طرفاً غريباً زرعته المخابرات المعادية. المحاصصة وحدها تحتاج إلى ميليشيا دينية تصادر تأويل الكتاب المقدس وتأويل الدستور أسوة بالميليشيات المسلحة التي تصادر الأموال والحريات. أخطر ما في قول المفتي أن السيادة، كما يفهمها، شرط لبقاء الوطن، وإلا فلن يبقى وطن.
في السجال الطائفي لا تصح معادلة العين بالعين وهفوة بهفوة. لأن تناول السياسة بمصطلحات الدين خطر على الدين ولعب بنار الوحدة الوطنية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمين معلوف و-غرق الحضارات-
- أفكار لخطاب مضاد
- 14 شباط لا 14 آذار
- عناوين برنامج ليسار جديد
- فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام
- الياس عطالله: نقد التجربة
- التلفزيونات والمصارف والثورة
- الحرب مباراة في القتل
- حزب الله والخيارات المصيرية
- خيانة وطنية في الترسيم البحري هل سيكررونها في البرّي؟
- كريم مروة بين السياسي والمثقف
- الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)
- ضحايا أم تضحيات؟
- هل هناك حل ديني للشقاء العربي(3)
- هل هناك استبداد ديني؟
- -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟
- شقاء العرب أم خروجهم من التاريخ؟
- -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)
- -حماس- واللحظة القومية(1)
- بعد اليسارية والقومية ما مصير أحزاب الإسلام السياسي؟


المزيد.....




- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟