أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - صراع الديكة














المزيد.....

صراع الديكة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7908 - 2024 / 3 / 6 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وثيقة الوفاق الوطني في الطائف لم تكن حداً فاصلاً بين مرحلتين إلا من الناحية النظرية. عملياً، عهد الوصاية هو الحد الفاصل. قبله كانت خطوط التماس السياسية أو العسكرية شديدة الوضوح. معه لم نعد نعرف من هي السلطة ومن هي المعارضة.
خلال الحرب الأهلية تعرض رفاق لعملية خطف وتولى أبو طارق من تنظيم الصاعقة تحريرهم. في طريقنا إلى مكان احتجازهم، وكان الجيش السوري يعمل كقوات ردع، تبادلنا حديثاً ودياً كحليفين لدودين. قال لي إن الرئيس الأسد سيجعل لبنان نسخة طبق الأصل عن النظام السوري، حيث الجبهة الوطنية هي المثال والنموذج. كان يريد أن يجمع تحت سقف واحد الحركة الوطنية والجبهة اللبنانية، كمال جنبلاط وكميل شمعون، الشيوعي والكتائب. اختفى أبو طارق خلال الاجتياح الإسرائيلي فلم يشهد قيام هذه الخلطة السحرية التي انتظرت عهد الوصاية لتخرج إلى النور.
ظلت الخلطة هذه على حيويتها حتى بعد اغتيال رفيق الحريري، ولم ترتسم حدود الصراع الداخلي بوضوح إلا مع ثورة 17 تشرين 2019 التي أعادت خلط الأوراق والقوى وأصرّت على أمرين، الأول تقليص دور العوامل الخارجية في عملية الصراع الداخلي والتركيز على معالجة عاهات النظام السياسي وعلى رأسها رسم خطوط تماس واضحة بين دعاة بناء الدولة ومعرقلي بنائها، والثاني تحريم الصراع العسكري بين المتخاصمين.
قبل هذا التاريخ لم يكن هذان الأمران واضحين لا في سنوات الوصاية ولا في تلك التي سبقته ولا التي تلت خروج الجيش السوري من لبنان. تغليب العوامل الخارجية على الداخلية استمر عامل تفجير منذ أحداث 1958 حتى حرب غزة مروراً بالحرب الأهلية اللبنانية، وصار على المحلل أن يبدأ من بكين وواشنطن ليعرف ما في بيروت. في تلك السنوات استسهل اللبنانيون استخدام السلاح بالأصالة عن أنفسهم وبالنيابة عن سواهم.
حلف بغداد والوحدة المصرية السورية، الحلف الثلاثي والنهج، الحركة الوطنية والجبهة اللبنانية، مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومقاومة الوجود السوري، السلاح الميليشيوي الفلسطيني واللبناني أو سيادة الدولة على حدودها وداخل حدودها. كل هذه العناوين شكلت أسباباً دائمة لانقسامات داخلية تهدد الوحدة الوطنية وتزعزع أركان الدولة. ظل العامل الخارجي طاغياً حتى في الانقسام الآذاري بين 14 و8.
ما من مرة في تاريخ لبنان تمثل تيّار الاحتجاج والاعتراض على النظام وقوى السلطة وسياساتها، بحسب قول الزميل حسان الزين، (جريدة نداء الوطن 17شباط 2024) "بموروث يساري وقومي يقدّم البعد الاجتماعي والاقتصادي و»مشروع بناء الدولة»، ويؤخّر «المعطى» الطائفي والهويّاتي، وبموروث أيديولوجي وسياسي لبناني، أو لبنانوي (متمركز حول جبل لبنان وبيروت)، يقدّم البعد الهويّاتي الطائفي، السياسي، ويؤخّر البعد الاجتماعي- الاقتصادي".
القوى المتحدرة من "الموروثَيْن" دخلت "من كل قلبها" في الحروب الأهلية المتعاقبة، ثم شاركت في الانقسام الآذاري؛ وهي ذاتها كانت جزءاً من السلطة حيناً ومن المعارضة حيناً آخر. ما يجعل تصنيفها في أي من الخانتين صعباً هو غياب مشروع الدولة عن لائحة برامجها وأهدافها. مرض "الموروثَيْن" يتمثل في أولية السلطة على الدولة. من تكن السلطة عنده هي الأولوية يرتكب الأخطاء والخطايا ولا يردعه رادع عن أن يكون مدافعاً عنها تارة ومعارضاً لها تارة أخرى.
تصنيف القوى تصنيفاً سليماً ينبغي أن يعتمد معيارين اثنين، موقفها من الدولة لا من السلطة، وقيامها بعملية نقد ذاتي لسلوكها في المراحل السابقة من عمر الوطن. القوى المؤهلة لحمل مشروع الدولة يفترض فيها أن تكون ديمقراطية وتعترف بالآخر وتقبل النقد، وتكون عابرة للطوائف. وإلا فهو صراع ديكة سرعان ما تكذب ماؤه الغطاس.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزائد في حب القضية كالناقص
- الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟
- أمين معلوف و-غرق الحضارات-
- أفكار لخطاب مضاد
- 14 شباط لا 14 آذار
- عناوين برنامج ليسار جديد
- فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام
- الياس عطالله: نقد التجربة
- التلفزيونات والمصارف والثورة
- الحرب مباراة في القتل
- حزب الله والخيارات المصيرية
- خيانة وطنية في الترسيم البحري هل سيكررونها في البرّي؟
- كريم مروة بين السياسي والمثقف
- الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)
- ضحايا أم تضحيات؟
- هل هناك حل ديني للشقاء العربي(3)
- هل هناك استبداد ديني؟
- -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟
- شقاء العرب أم خروجهم من التاريخ؟
- -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - صراع الديكة