أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - مأساة أم مهزلة؟














المزيد.....

مأساة أم مهزلة؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7915 - 2024 / 3 / 13 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التاريخ يعيد نفسه. وإن تكرر فمأساة أو مهزلة. الممانعة ليست مقصودة بكلام ماركس هذا، لكنه ينطبق عليها. الحرب الأهلية توقفت مع الطائف لتستعاد مرة أولى في مأساة الوصاية ومرة ثانية في مهزلة الميليشيات. نجاحهم في تعطيل انتخابات الرئاسة في المرة الأولى شجعهم على رمي الوطن في غياهب الجب العوني فكانت المأساة. فهل يمتنع مرشح الممانعة عن أن يكون معبراً إلى المهزلة؟ وهل يقلعون عن اعتبار مأساة 2006 انتصاراً فيوقفوا مسلسل الخسائر في مهزلة الإسناد والمشاغلة؟
"لولا الطائفية كانوا سحبونا من بيوتنا" قالها نبيه بري في الانتفاضة التي سبقت الثورة. ثم انتبه إلى أن استخدامه هذا السلاح الخادع، وهو العلماني حتى العظم، بمثابة مأساة، فنزلت الميليشيات في الثورة بالعصي والسلاح الأبيض وأسلحة الصيد والموتوسيكلات لتحميهم من غضب الشارع. تلك هي مهزلة المنظومة الحاكمة
خرج الرئيس من القصر واستقالت حكومات وتحولت الانتفاضة إلى ثورة ثم خمدت ونكبت البشرية بالوباء وتفاقمت أزمات الفساد والمال والنقد والاقتصاد والمعيشة. كل شيء تغير أو تبدل إلا النظام العميق في لبنان وحده ما زال يستخف بالوقت وبقوانين التاريخ ويلهو بأوجاع الناس.
طاولة الحوار في نسختها التأسيسية التأمت قبل حرب تموز 2006 واستؤنفت بعدها. كانت وظيفتها تقطيع الوقت بانتظار إقناع القوى المحلية والإقليمية والدولية بتسليم الميليشيات إدارة الشأن العام وتشريع نهجها في الحكم.
بلاؤها أرضى أصحابها وشجعهم على تكرارها عام 2015 لتثمر ما يفوق المأساة دماراً للدولة واقتصادها ومؤسساتها المالية والنقدية والإدارية وتهديداً بالدمار لأجهزتها الأمنية وللسلطة القضائية ووعداً للبنانيين بالانتظار على باب جهنم. في مهزلة التكرار الثالث عام 2022 لم يعد أحد يصدق الراعي فيما ذئب الانهيار يهدد القطعان.
لقد تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وبات كل شيء واضحاً كالشمس. الممانعة مصرة على إدخال الوطن في مرحلة المهزلة. غير أن للسياديين رأياً آخر، والسياديون ليسوا حزباً أو فئة بل هم اللبنانيون. فلكي تكون لبنانياً عليك أن تكون سيادياً مع الدولة والدستور والقانون، وإلا فأنت ماض في طريق الخيانة من غير أن تدري.
السياديون ردوا على المأساة بانتفاضة فجرتها أزمة النفايات، وردوا على المهزلة بثورة أشعلتها ضريبة على الاتصالات. أغلب الظن أن الضغوط الطائفية لن تبرر الإصرار على تكرار المآسي والمهازل ولن تشكل حماية لا لبيوت ولا لعروش، بل ستنفجر هذه المرة بأصحابها.
ثورة 17 تشرين رسمت خارطة طريق للحل من أربعة عناوين رئيسية. تشكيل حكومة بغير آليات المحاصصة، من كفاءات ومتفوقين وما أكثرهم في كل المجالات، في العلوم والأعمال والفنون وفي جمال الخلق والأخلاق. استرداد الأموال المنهوبة كخطوة أولى على طريق حل الأزمة النقدية والمالية والاقتصادية. تعزيز استقلالية القضاء لتمكينه من محاكمة الفاسدين ولصوص المال العام. إعادة تكوين السلطة استناداً إلى تطبيق سليم لدستور الطائف والتزام صادق بأحكامه.
اختار أهل الحكم الطريق المعاكس. أمعنوا بالمحاصصة وازدراء الكفاءة واحتضنوا الأتباع والموالين وتنافسوا حتى الخصومة وحتى العجز عن تشكيل حكومة. فاقموا الهدر وشرّعوا أمام مافيات النهب المنظم أبواب تهريب السلع المدعومة والعملة الصعبة.أدخلوا السوسة الميليشيوية إلى سلك القضاء وتحاصصوه وألغوا دوره كسلطة إلى جانب التنفيذية والتشريعية، واستبدلوا سيف العدل بمعايير الشفاعة والاستزلام والولاء لولي النعمة لا للقانون. أما دستور الطائف فلم يبق منه سوى استمرار الرئيس على كرسي التشريع لأكثر من ثلاثين عاماً.
الممانعون ينتظرون فتوى من الخارج، أما اللبنانيون فليس أمامهم سوى استعادة ثورتهم المبتكرة واستئنافها تحت سقف الدستور.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الهدنة والنكبة
- صراع الديكة
- الزائد في حب القضية كالناقص
- الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟
- أمين معلوف و-غرق الحضارات-
- أفكار لخطاب مضاد
- 14 شباط لا 14 آذار
- عناوين برنامج ليسار جديد
- فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام
- الياس عطالله: نقد التجربة
- التلفزيونات والمصارف والثورة
- الحرب مباراة في القتل
- حزب الله والخيارات المصيرية
- خيانة وطنية في الترسيم البحري هل سيكررونها في البرّي؟
- كريم مروة بين السياسي والمثقف
- الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)
- ضحايا أم تضحيات؟
- هل هناك حل ديني للشقاء العربي(3)
- هل هناك استبداد ديني؟
- -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟


المزيد.....




- من هو مسعد بولس الذي اختاره ترامب مستشاره للشؤون العربية وال ...
- عباس عراقجي يوجه رسالة إلى سوريا: الشعب الإيراني لن ينسى أصد ...
- رئيس الأركان السوري يجري جولة ميدانية في ريف حماة الشمالي (ف ...
- إسرائيل تكثف قصفها في غزة والضفة وتوقع قتلى وجرحى وفرنسا تحذ ...
- سوريا: ما أسباب وأهداف الهجوم الذي تشنه المعارضة؟
- من هو أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام؟
- ترامب يختار مسعد بولس مستشارا للشؤون العربية والشرق الأوسط
- رئيس الحكومة السورية يدعو إلى عدم الإصغاء للشائعات ويتحدث عن ...
- القمة الخليجية: ملكية حقل -الدرة- مشتركة للكويت والسعودية فق ...
- -سأكون سعيدا ولكن-.. زيلينسكي يدعي أنه لن يطلب -أبدا- تدخل ق ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - مأساة أم مهزلة؟