أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - يحي جابر وأنجو ريحان














المزيد.....

يحي جابر وأنجو ريحان


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7939 - 2024 / 4 / 6 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أعرف يحي منذ كان فتى في ذروة حماسه الحزبي. وأعرف أنجو ريحان وحكاية والدها خليل(يوسف في المسرحية). نحن من جيل واحد نشأنا معاً في حزب العمال والفلاحين وصغار الكسبة، والمثقفين المصنفين في الأدبيات الشيوعية"خونة طبقتهم".
أظن أن النص لم يقل كل ما يعرفه يحي. لكن ما قاله كاف لتعريف الجيل الشاب المحتشد في القاعة بالمآسي التي صنعها جيل الحرب وأصيب بها. العمل المسرحي غلف تلك المآسي المبكية بالسخرية والدعابة والأغاني وبأداء أنجو الرائع ليلطف وقعها المؤلم. وهل أكثر إيلاماً من أن يناضل يوسف من أجل حكم وطني ديمقرطي، ومن أجل البرنامج المرحلي ومن أجل العلم والخبز والحرية، ومن أجل القضية الفلسطينية، لينتهي الأمر بأنجو وهي تغني "بيي راح مع العسكر حارب وانهزم في عنجر".
المسرحية ظلمت الشيوعيين إذ بدوا كأنهم وحدهم الضحايا. صناع الحرب اللبنانيون كلهم ضحايا. يمكن تبديل الأسماء، وبالديكور ذاته يمكن أن تقول أنجو المآسي ذاتها عن كل من شارك في الحرب الأهلية. لم ينج حزب من قهر أو تنكيل أو أسر على يد خصم له أو صديق في الداخل أو عدو في الخارج.
لم تقل المسرحية المآسي كلها لكنها أومأت إليها. مهمة الفن ألا يقول كل شيء. أن يقوله إيحاءً وتلميحاً. أنجو أبدعت في تجسيد الحرب كلعبة مسلية تضحكنا ثم تبكينا. الحرب في وعي الناس وفي ضمائرهم غيرها في خطط القادة ومؤامرات الدول. يوسف الشيوعي يتحلى بالطيبة والصدق ولا يحسب لسوء نية الأقربين من أهل الخندق الواحد حساباً. يفضل العودة إلى بيته وتعريض نفسه لخطر الاغتيال على أن يستولي عنوة على بيت سواه. هذه من عمل الشبيحة والميليشيات.
فيما كنت أتابع أنجو وهي تروي سيرة والدها الدمث الودود الصادق المحب، تذكرت كيف قررت قيادة المنطقة الحزبية معاقبته في حرب عناقيد الغضب، عندما قصد خليل ريحان بيروت ليتفقد بناته ولم يتمكن من العودة الفورية إلى قريته، لممارسة مهامه الحزبية بعد أن قصفت إسرائيل الجسور وقطعت الطرقات بين العاصمة والجنوب، مع أنه لم يكن لأي جنوبي أي دور في مقاومة الطيران الإسرائيلي. غير أن تقرير المسؤول العسكري في الحزب أمام القيادة المركزية أكد إن قواته قاومت العدوان ببسالة، ولم يشر التقرير إلى أن مستشفى النجدة الشعبية في النبطية كان يستغيث عبر الإذاعة لأن كميات الوقود المتبقية في خزاناته مهددة بالنفاد.
حصل ذلك مع خليل، يوسف في المسرحية، بعد نجاته من ثلاث محاولات اغتيال وبعد خروجه من معتقلي أنصار وعتليت. التهمة تفقد بناته، ومنهن أنجو، للاطمئنان عليهن. تهمة هي أشد مضاضة على المرء من الأسر ومحاولات الاغتيال، لأنها من ظلم ذوي القربى.
تقول المسرحية إن الشيوعيين ضحايا. وقرية الرميلة ببيوتها وبأهاليها ضحية أيضاً. فمن يكون الفاعل؟ هل يكفي تجريم الطائفية وعنجر؟ من الصدف أن يتزامن افتتاح المسرحية مع صدور كتابي، في نقد الحرب الأهلية. لا شك أن لغة الفن أجمل من لغة التحليل وأن مسرحة الهموم أبلغ من وصفها بالكلام. طلبت من يحي أن يبدع نصوصاً أخرى أبطالها من حلفاء الشيوعيين وخصومهم في الحرب.
كان لدى كل منهم عزيز إسمه يوسف معتقل في عتليت أو في المزة أو في أقبية الميليشيات المحلية. المارونية السياسية، الشيعية السياسية، الجبهة اللبنانية، الحركة الوطنية، التنظيمات القومية والعلمانيون والفدراليون والمثقفون ورجال الدين والمصرفيون ومنظمة التحرير" كلهم أبطال الحرب وضحاياها". أنجو الرائعة التي لعبت عشرين دوراً في المسرحية قادرة على أن تكون بنتاً لأي يوسف من هؤلاء الذين ليس أي منهم برئياً من دم يوسف.
لدى كل فريق نسخة من يوسف المخدوع ونسخة من خليل المناضل. ولدى كل منهم قضية وأبطال وشهداء وجوانب مضيئة ولا أظن أن سؤال المسرحية وعنوانها، شو منلبس؟ يغمط هذه الجوانب من ماضينا أو يغلق أبواب الأمل أمام أحلامنا الجميلة.
الجواب على السؤال تجسد في شخص طفلة إسمها يارا لبست، حين صارت صبية، لباس امرأة حرة علمانية تنبذ التعصب والانغلاق وتسخر من التصنيفات الطائفية والمذهبية وتدعونا إلى التحرر من خصومات افتراضية أفقدت وطننا السلام والاستقلال والوحدة الوطنية.
لعل يحي وأنجو يجمعان هؤلاء المتنوعين المتشابهين في حبهم للحياة وللوطن في مسرحية قادمة ليفتحا أمام جيل ما بعد الحرب أبواب الأمل.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربون وفاء
- توحيد قوى الاعتراض
- لماذا لم تتوحد قوى الاعتراض؟
- انتخابات رئاسية تحت البند السابع
- لا تستعيدوا 14 آذار
- مأساة أم مهزلة؟
- ما بعد الهدنة والنكبة
- صراع الديكة
- الزائد في حب القضية كالناقص
- الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟
- أمين معلوف و-غرق الحضارات-
- أفكار لخطاب مضاد
- 14 شباط لا 14 آذار
- عناوين برنامج ليسار جديد
- فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام
- الياس عطالله: نقد التجربة
- التلفزيونات والمصارف والثورة
- الحرب مباراة في القتل
- حزب الله والخيارات المصيرية
- خيانة وطنية في الترسيم البحري هل سيكررونها في البرّي؟


المزيد.....




- استئناف الهجمات بين إسرائيل وإيران ليلاّ.. ماذا حدث في الساع ...
- مركز رصد الزلازل الإيراني: هزة أرضية بالقرب من منشأة -فوردو- ...
- حرب إيران وإسرائيل.. بنك الأهداف يتوسع
- الشرطة الإيرانية تعتقل عناصر خلية إرهابية عميلة للموساد وتضب ...
- سفارة موسكو في الجزائر تحتفل بيوم روسيا
- سفارة موسكو في نواكشوط تحيي اليوم الوطني
- إعلام: الولايات المتحدة تتخلى عن أوكرانيا بخفض المساعدات الع ...
- باكستان تعرب عن تضامن واضح مع إيران
- كيف نجح الموساد الإسرائيلي في اختراق إيران؟
- القسام تقصف مستوطنة إسرائيلية وتستهدف 11 جنديا بخان يونس


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - يحي جابر وأنجو ريحان