أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - قصة البحث عن مؤلفات البريكان بعد فقدانها ج1














المزيد.....

قصة البحث عن مؤلفات البريكان بعد فقدانها ج1


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 15:48
المحور: الادب والفن
    


( الفلاح الاَخير : حيث يعتنق النخل والظلمات ، ويمشي السكون الخفيف على الماء ، يختم جولته ، يدخل الكوخ . يشعل فانوسه ، ويدخن تبغا رديئاً يعد طعاما من الخبز والرز . يطعم كلباً يتيماً . ويرفع طرفاً كليلاً الى صورةٍ : ولد شاحب بثياب القتال . ثم يدخل في غيمة الذكريات
لا اَحد
في البساتين لا شبح غيره .
رحلوا وهو ينتظر الموت منفرداً !
). البريكان مجموعته الشعرية غير المنشورة )
احب ان ازف بشرى الى الوسط الثقافي الذي انتابه قلق من فقدان مؤلفات البريكان بعد مقتله في البصرة طيلة اكثر من عقدين . بان تلك المؤلفات الشعرية والبحثية نجت من الضياع وانها مودعة ببلد عربي في امان .
التقيت البريكان نهاية الثمانينيات وكانت الحرب العراقية الايرانية مستعرة .
جرى اول لقاء بيننا في معهد المعلمين .
مضيت مع نجله الاكبر الصحفي ماجد البريكان وكان فتى يافعا الى بغداد بعد رحيل البريكان وتسلمنا مفتاح الصندوق البريدي له لكن الوصول للصندوق كان يقتضي ترتيبا قانونيا فتاجل الامر بعدها بفترة اخبرني ماجد بانه تمكن من الوصول ولم يجد اوراقا فيه او مؤلفات .
الحقيقة وخلافا للاشاعة حدثني الرائد البريكان بانه اودع دفاتره في صندوق بريد ببغداد اثر اشتداد القصف على البصرة ثم سحبها على حد قوله .
كان يحتفظ بقصائده بدفتر صغير اوارق سمرغير مخططة بغلاف ورقي زهري , رايت ذلك حين قرأت له قصيدتي ( حارس الجثث) كنا واقفين في الهول بمنزله فسارع الى غرفته واتى باحد الدفاتر التي اصفها ووضع يده على النص واراني العنوان وهو ( حارس الاموات )..
اتفقت مع نجله الاكبر بعد يومين من تعرضه لحادث القتل بمنزله بان ندخل معا المنزل وننقذ المؤلفات باول لحظة تسلمه مفتاح المنزل من الشرطة .
حدث عكس ذلك فدخل ماجد منفردا وعاد ليقول لي ان الاوراق مفقودة كلها .
وبدات رحلتي المضنية للبحث عن تلك المؤلفات خشيت ان يكون المنفذ وربما بفعل تحريض قد استولى عليها فمزقت او احرقت .
حين نشرت بعد رحيله قصيدته ( الوصية ) كنت واثقا انها له لانه حدثني عنها قال لي يوما : نحن قست معنا الظروف فشنجتنا لهذا كتبت لحث الشباب على التمتع بالحياة :
(لكم أن تكونوا صغاراً
وأن تنعموا بالشباب
وأن لا تشيبوا سريعاً
لكم كل شيءٍ : جمال العطاء
وكنز الصداقة
لكم كل هذا الوجود العريض
فلا تقنطوا
ولا تتبعوا الشعراء إلى الوهم .
لن تجدوا حكمة في البكاء .
تسيئون فهمي
إذا لم تروا غير حزني العميق
نشدتُ الفرح
ولكن حملي ثقيل
فكونوا أخفّ وأوفر حظاً .
لكم أبسط الكلمات
ستكفي .
لكم فسحة الوقت :
أن تصنعوا أجمل الذكريات
وأن تعرفوا للفصول مسراتها
وأن تتغنوا معاً .
ألا آمنوا بالحياة
ولا تفقدوا لون هذا الحضور :
عذوبة هذا الهواء
وحرية الأفق المترامي
ودفء اليد البشرية
ومعجزة الحلم المشترك ).
اما قصيدة الفلاح الاخير فقد حدثني يوما بانه كتب ديوانا صغيرا عن الحرب واتذكر كان واقفا اسفل اللوحة الفنية الوحيدة المعلقة وسط صالة الاستقبال ( وقال كيف يكتبون عن الحرب تصور سائق اسعاف يقود في جو متثلج ان مثل تلك اللقطات افضل منعكس تصويري لهول الحروب ).



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزوف الاكاديميين عن الكتابة والنشر
- لماذا المقالات القصيرة
- الهوس بالحداثة حرمنا من سحر الواقعية
- اين سيكون مصير لوريات الاصدارات القصصية
- علاقة الشعر الفصبح بالشعر الدارج
- الجذور السيكولوجية للاهتمام ببيت شعر او قصيدة
- الشيئية في الادب البصري
- سرقة رأس جثة في العراق
- ظاهرة النقد الادبي في الفيسبوك
- مطلع قصيدة تعلل لمظفر النواب ليست له
- ذ كيم از اوفر قصة
- اشلاء القنبلة اليدوية
- مشروع لطباعة الكتب بالبصرة بسعر زهيد
- كيف تحمي طفلك من اللواط والمؤذن متهم
- بقطع ساقه صار غنيا
- الجميلات النائمات اسطورة شهوانية
- قصة موت معلن لماركيز والقدر المحتوم
- ماكنة السوس التي انقرضت في البصرة
- ها هو يسعى وليس مسجى قصة
- مقابر يصنعها الصغار


المزيد.....




- مهرجان -بيروت الدولي لسينما المرأة- يكرم هند صبري
- مهرجان -بيروت لسينما المرأة- يكرم هند صبري
- إطلاق خريطة لمترو موسكو باللغة العربية
- الدويري: كمائن غزة ترجمة لتحذيرات الاحتلال من تصعيد ضد قواته ...
- المكتبات المستقلة في فرنسا قلقة على مستقبلها في ظل هيمنة الم ...
- نساء حرب فيتنام في السينما.. حضور خجول في هوليود وأدوار رئيس ...
- -ذا سينرز-.. درس في تحويل فيلم رعب إلى صرخة سياسية
- عاجل | وزير الثقافة العراقي: سلمنا الرئيس السوري أحمد الشرع ...
- معرض أبو ظبي للكتاب ينطلق تحت شعار -مجتمع المعرفة.. معرفة ال ...
- الدورة الـ30 من معرض الكتاب الدولي بالرباط تحتفي بالشاعر الم ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - قصة البحث عن مؤلفات البريكان بعد فقدانها ج1