كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 00:12
المحور:
الادب والفن
يعاني النقد عموما من التراجع خاصة بعدما اختفت تلك المجلات الرصينة التي كانت تصدر من العراق ولبنان وغيرها .
فلا غرابة من الهبوط في النقد الادبي في مواقع التواصل لكن الخطورة تكمن بترسيخ الوهم .
حين تتصفح المجموعات الادبية في الفيس بوك ترى نزيفا من المقالات النقدية التي لا تفتقر الى ابسط المقومات وحسب بل هي ذاتها تشكل امية ثقافية .
كنا في الصفوف الاولى من المتوسطة يحدثنا مدرسنا عن كتاب التربية الوطنية بانها ( ابلع هوا وطّلع حكي ) وارى بذلك افضل وصف للنقد الذي اتابعه من سنوات في الفيسبوك .
انهم يرسخون الوهم للمبتدئين او يضيعونهم , فاذا قدمت لهم وجهة نظر فسينتصب السيف وتقام العداوة او يحذفونك من المجموعة تخلصا من ظلك الثقيل .
هناك اشكال اخر هو ان اولئك ممن يسمون انفسهم نقادا وهم فارغون يتمكنون احيانا بلغة مغلقة ومفاهيم سائبة ومصطلحات غريبة ان يوهموا بان نصا يفتقر الى الفن بانه نتاج عظيم .
حتى اني استغربت يوما من كاتب يحمل الدكتوراه يشير لكاتبة مبتدئة بانها بمستوى السياب .
الحقيقة ان اغلب النقد المشار اليه يتناول الكتابات النسائية مما يرسخ الظن بانها للمجاملة او الاستقطاب.
وهي ظاهرة مستنسخة حتى في المجال النقدي خارج حقل عوالم التواصل .
فتكتب فتاة قصة متسرعة وهي لا تمتلك الادوات وربما الموهبة .. بعد ايام من صدورها يتناولها عدد من النقاد ويحولونها الى كاتبة عظيمة بكلماتهم المرمزة وطرقهم التظليلية ولغتهم المغلقة .
لقد تحول النقد في الفيسبوك الى كارثة نقدية متنقلة .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟