أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الفيل ( الحجاب ) قصة














المزيد.....

الفيل ( الحجاب ) قصة


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7721 - 2023 / 9 / 1 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


لم يكن يعلم ــ حينما اشار اليه بيده على بعد اربعة امتار فيما كان يجلس قرب صديقه وصاح : بلهجة حادة ــ بانه كان يخفي مسدسا في حزامه .
حين مر على زميلته الرسول قالت له ( اين ) فاستغرب لانه توجه في الموعد المقرر تماما .. وقبل ان يرمي استفساره قالت ..
الشفتان الزاخرتان بالثرثرة اللتان لا تعرفان الانطباق , شهيتان ,محمرتان طبيعيا يزيدهما اغراء شامة في طرف احداهما وابتسامة تراق بين التوترات .. تخّصر فتاك وحوض مكتمل التكوين .. ونهدان منتفضان وان انحنا قليلا حتى ان حاملة الصدر تحتار بضمهما العصي .
كل صبح وهو يتوجه الى عمله يراها متلفعة بعباءة سوداء تضيء بشرتها الشمس... كلها كيان جميل متوتر .. تضع امامها على كارتون من الورق المقوى بيضا والوانا من الاجبان وعلب سجائر قرب باب منزلها .
قال لزوجها ( انت تزوجت امراة نبيلة عفيفة وتلك رسالة ارسلتها لها لتوصلها لانسانة جارتكم احد صمم يقترن بها .. وليس لها ).. ورغم ان كلامه غير مقنع وان في الرسالة وصفا للبسطة وشباكهم الذي حولوه مدخلا لدكان .. الا ان الرجل قال له بصوت شبه منخفض وعيون متوقدة < الاهم ان لا تمر بهذا الشارع بعد اليوم >, مكتفيا بهذا الاخطار سترا للفضيحة .
وجده اكبر دجال صادفه , في القفر قال لهما انظروا ان شهبا تمر في الافق وهي جان يخطف .. كان بدينا يلتحي اشعث بعينين واسعتين عميقة التحديق وجبين متغضن.
في غرفته المنخفضة الوان من كتب السحر وانواع من الادعية وسبع عيون وقرون الثور وذيول الماعزوعضوة الضبع وكميات من الدهون الهندية والبخور المزكم وعظام الهدهد وكل ما يكمل شخصية الدجل ويكثف تاثيرها ..
قال له ( لا اؤمن بكل ما تفعله فان اسطعت فبرهن ). .. فتناول ورقة قرا عليها وبدا يتلو جملا مبهمة وقال له ابسط يمناك وبعد ربع سأله اين احسست بخدر فاجابه بسبابتي فقال ( انا اثرت عليها ) .
فساله هل تصف من احب وكان يقصد فتاته الفيل الحجاب .. فتناول ورقة وطلب منه ان يمسك بها واخذها منه وكورها بورقة اخرى واضرم فيها عود ثقاب للحظات ثم استخرج الورقة المسخمة التي في الاسفل ( انظر اليست هي ) فاجابه لا فابتسم وقال له لا تخجل ولا تقلب الحقائق ( اليست هي من تنظر شزرا
) الحقيقة هناك شبه بين صورتها واقعا وصورة وجهها على الورقة خاصة بالنظرات التي تنظر من الزوايا دون تحريك الرأس . مع هذا قال للساحر ( لست اؤمن بما تقول ).
نظر لبقعة آسنة وقرا عنوانا بالاحمر ( اليوم قضينا على عدو الشعب قاسم ), فالتقطها .
لنصف قرن يبحث عن هذا العنوان واراها لصاحبه ...الاف الاسئلة القاها عليهم ( اين كنتم وكيف تلقيتم خبر الانقلاب 58) .. نصف قرن يحاول ان يتمثلهم ويراهم بمشاعر طازجة في ذلك اليوم حيث سمعوا بالبيان رقم واحد ونحرت العائلة الملكية ... اكيد قرا الملايين زمرا وعوائل هذا العنوان الفاجع. وتدفقوا الملايين هاتفين يزخرهم الامل ونصب اعينهم ايام خصب قادمة ..الوهم فضيلة تمطرها السماء ستعقبه انقلابات دموية متسلسلة وسيقضمون الحنظل ثم ينسون كل شيء .
وسار ثلاثتهم اذا برجل غير طبيعي بنظرات محدقة لا تسبر المنظور تغور بعيدا قال له وهو يطلق جملا ترسم شخصياتهم (انت عاشق لامراة متزوجة ورسم صورة المراة الفيل الحجاب بالضبط ونصحه ( هي بسيطة فلا تلوثها )..
يوما ما دعاه زميل ان يباتا معا قرب بسطته جوار منزلها على بعد خمسين مترا ورغم ان التهديد مضى عليه عام الا انه ما يزال قائما لكن البسطة تحجب وقد لا يكتشفه زوجها . فنام هناك مناجيا وحالما وشعور يتملكه بانه عاد ثانية قريبا منها .
دعته بعد سنة ونصف على التهديد بان يدرس نجلها الصبي فعلم بانها رتبت الامر مع زوجها واقنعته بانه كان واهما فقصد دارهم واعتلى والطفل السطح وهناك شرع بتعليمه القراءة لثلاثة ايام قبل ان ترفده .( انه يرسم له دمى ولا يفيده ).
كانت تقول لطفلها حين رفض التعلم باول يوم ( ساقطعك بالسكين ) فشعر بجحيم عصبيتها من خلال حركة يديها وجحيم العينين.
في الليل يدعوها باحلام يقظة فيتمتع بها بنهدين كافرين وشفتين بسوى قبلة لا تعرفان الانطباق .
وفي النهار يردد (تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوما او يموت حليلها ) .
النساء فضحت عنقود عنب ولاديا صغيرا من اثر الوحم على صدرها .. الاخرون نقلوا عن شجار متواصل مع زوجها لمجاملاتها البريئة معهم وربما انزلاق لم يتم التاكد منه , صديق نقل عنها بانها تسخر منه .
...واستغرب وهو يتذكرها بعد ربع قرن مع صديقه الذي اختار لها الاسم الانكليزي للحجاب وهو الفيل في مقهى روادها فهود متحفزة انه يتربص بها ريب المنون .. وانه قال له بعد ان اكتشف بعلها رسالته ( تحفز فان اتوك بخناجرهم فلا عليك سوى ان تخوض معركة دموية ) .
تطوى السنون كالبرق لكن عنقود العنب الصبي على نهدها الايسروقولها لاحداهن بان زوجها ثقيل عليها ليلا لم يمح من ذاكرته .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاة من دهس واختطاف
- رواية حي سليطة ج3
- تعال معي نطور فن الكره رواية ج5
- حي سليطة رواية ج2
- رواية حي سليطة ج1
- مراجعة دائرة في العراق
- تعال معي نطور فن الكره ج4 رواية
- تعال معي نطور فن الكره رواية ج3
- مركبات تربوية
- ظلال من نقرة السلمان
- مقتطف من رواية تعال معي لنطور فن الكره
- جثتان بخنجر معكوف ورصاص... ج
- جثتان بخنجر معكوف ورصاص قصة قصيرة
- مقتطف من رواية صنارة وانهارج3
- كتاب ( مجهر على القاع )
- مقدمة كتابي ( مجهر على القاع )
- تثقيب القوقعة ج 9 وفاة الروائي مارتن فالزر
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج17
- مقتطف من رواية صنارة وانهار
- الريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج16


المزيد.....




- MAJID TV “تثبيت تردد قناة ماجد 2024” .. نزلها في خطوة واحدة ...
- الروائية ليلى سليماني: الرواية كذبة تحكي الحقيقة
- -الرجل الذي حبل-كتاب جديد للباحث والأنتروبولوجي التونسي محمد ...
- شارك في -صمت الحملان- و-أبولو 13?.. وفاة المخرج والمنتج الأم ...
- تحميل ومشاهدة فيلم السرب 2024 لـ أحمد السقا كامل على موقع اي ...
- حصريا حـ 33 .. مسلسل المتوحش الحلقة 33 Yabani مترجمة للعربية ...
- شاهد حـ 69 كامله مترجمة .. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 69 بجود ...
- التمثيل الدبلوماسي العربي في فلسطين... أهلا وسهلا بالكويت
- معرض الدوحة الدولي للكتاب.. أجنحة ومخطوطات تحتفي بثقافات عُم ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الفيل ( الحجاب ) قصة