أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - جثتان بخنجر معكوف ورصاص قصة قصيرة














المزيد.....

جثتان بخنجر معكوف ورصاص قصة قصيرة


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 22:19
المحور: الادب والفن
    


كانت معركة دموية وقاسية وفوارة .. لكن سكينته لم تسقط من يده حتى غرزها في عنقها عميقا .
فتاتها الصغرى الخمرية , بدوية الحسن والطبع واجهت موتا سريعا وجميل التنفيذ .. ثلاثون رصاصة من طليقها الاسود لم تفلت منها الا رصاصة واحدة اخترقت الجدران واستقرت في ثلاجة جارها ..
دعوه اصدقاؤه ليستمتع بامرأة فلما دخل البيت عرف بانها اخته فغض بعيون جادحة وخرج سريعا...
كان زوجها المسن يصرخ كل مساء والناس في الزقاق الضيق المكتض يسمعونه بلا مبالاة , حتى ما عادوا يهتمون بصراخه .
كان يعمل مزيت سكك ابواب بدهن اسود ويستجدي ..امرأة ناضجة الجسد , شرسة ومرنة الروح ومبتسمة للهواء ان مر, ومسن من اعماق التاريخ .. محنط يسعى ..بدشداشة ممزقة وسخة وكوفية زرقاء يزيت الابواب منذ الصباح في ازقة ام البروم .. يكرمه الحلاق الذي ينتف شعرك وهو يزينك لان يديه ترتجفان .. حلاق يتعذر عليه ان يرى الواقع الا وهو ثمل في الخامسة والخمسين من عمره .. قنينة العرق الثقيل لا تفارق يديه الا ان جاء زبون ونادرا ما يجيء.
تكرمه فنانة مصرية شهيرة , استاجرت منزلا خلف الملهى الذي تعمل فيه ..
المرأة تعود في الشتاء الممطر بعد المنتصف محملة بانواع الفواكه والهدايا, سكرى ومتسخة منهم . تضع الكثير من الفاكهة على اسيجة جيرانها بارتفاع متر ونصف حيث يضعون البطيخ ليبرد.
لكنها راضية بظلمتها ومستنقعها , فان صدح .. تشهق للسماء وترقص وان جمد الجسد حتى تسمعه < ما ظنيت .. ما ظنيت عشكك عشك ليلة ليلة ليلة ويوم ,.. ليلة ويوم > عندها تتفجر مشاعرها ويختلط الكحل مع الدموع .
حين اعتقل جارها الشاب , هي الوحيدة التي زارته في المعتقل محملة باشهى المأكولات في جلة على رأسها وجاملت الشرطة والمفوضين ليعتنوا به فهو ابن المرأة الخالصة الايمان التي تخاطبها ابدا ب < ام الورد > حين تمر عليها وهي تفترش التراب بظل باب المنزل .
وحين دعته بنتها الجميلة الكبرى بعد طلاقها ليقترب منها في منزلها رفض الشاب ذلك بحدة وقال لها <ساشرح لك يوما السبب >.. وفشلت كل محاولاتها لاستدراجه لدروس وسخه .
في غروب صيف ساخن مر عليها ( هل تاتين معي نتفسح ) , كان يمزح , ولم يتوقع انها بعد لحظات تلفعت بعباءتها وتمشت معه في ازقة قمامة , مكتضة , وعيون مترعة بالاستغراب والفضول ...
هنالك قال لها (( موقف امك معي في السجن نبيل وانساني .. الجميع من مؤمنين وفاسقين .. واضحين ومقنعين .. اصدقاء وجيران مقربين .. جميعا .. كلهم لم يجرؤا الا امك فقد زارتني في السجن وجعلتني اتحمل سلاسله وايامه المريرة ... اخر ما يحدث في الكون ان اختلي بك فانت بنت انسانة نبيلة)) .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطف من رواية صنارة وانهارج3
- كتاب ( مجهر على القاع )
- مقدمة كتابي ( مجهر على القاع )
- تثقيب القوقعة ج 9 وفاة الروائي مارتن فالزر
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج17
- مقتطف من رواية صنارة وانهار
- الريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج16
- الجدار الطيني
- هل تتحول بعض النساء لخطوط حمراء
- ديوان (مجوهرات روحية )
- من اجل معجم يواكب المستجدات
- ديوان (اله المسخ )
- ديوان (البصيلة الزجاجية)
- التماثيل في البصرة فقر كمي وتراجع فني
- كتاب المعجم العربي الجديد لهادي العلوي
- ديوان (تصديع القوقعة)
- ديوان (الانوثة في مرجل الروح)
- الكراجات نقد
- المادة 272 والاساءة للرموز والمعتقدات الدينية
- بصرياثا : انجاز مؤسسة بجهد فردي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - جثتان بخنجر معكوف ورصاص قصة قصيرة