أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الكراجات نقد














المزيد.....

الكراجات نقد


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7680 - 2023 / 7 / 22 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


(وعبر اسى المحطات ..وجوع الروح والجسد ..اظل انشد الابد)…اول ما لفت نظري هو تذليل اللغة واختيار الوسط منها..فللهجة الدارجة مواطن تشع فيها. وتغذيك بطاقة ايحائية ان حسن الاختيار وتحكمت الضرورة…فهذا الوطن ( مسخم)..وهي مفردة عميقة الدلالة في اللهجة العراقية الدارجة…. يختار الكاتب باكثر من موقع تلك المفردات ليعقد مصالحة بين الفصحى والدارجة..ليس بدافع التبسيط. بل لاجل التوسع..فليس يعقل ان تكون كل مفرداتنا الشعبية مهملة بحجة انها ليست فصحى…
حين تتناول اصل مفردة معجميا وجذرها تصاب بالدهشة وانت ترى تحولاتها المجازية…في العربية حرف يقلب المعنى ان تجاور مع مفردة ما…ماذا يقول الجنوبيون لمن اخطأ او اساء( صخم الله وجهك).. او او [ مصخم ملطم]..لذا تلسعك مفردة - مسخم- للوطن
: يضعك الكاتب وجها لوجه امام الفاجعة ..اي وطن مسخم هذا..يكره الفتية اليافعين على موت مجاني او ملل الواجبات…ويفرض الف فدية يوميا….
اترك القراءة فورا ان رغبت بقراءة عجلى..فهذا نص لا يتصالح معك وانت تقرؤه كشارب كأس مثلجة..بعجالة ولا مبالاة…فتلك البائعة الحميراء يدنو اليها جندي فتي خشنته الحرب ساعة الفجر والمطر يلتهمك او نسمة ربيع تشملك او طاقة مسعرة تنبض فيك
: تراها تغريك فلا تفكر انها تفعل ذلك لاجل الرزق..انت امام جمال يسمرك..لكنك ذاهب للموت…انت كمن يلقي النظرات الاخيرة على الحياة
ولكنك في حياتك منتقل من كراج لكراج…حاملا همك وقلقك..مفارقا سلسلة امانك والاستقراردفئك والجو المثلج..فتتعمق فيك الغربةويتمكن منك الفراغ…لهذا ثبتها البريكان[ وعبر اسى المحطات]
: هكذا ينتقل بك الكاتب من محطة لاخرى راسما الفوارق السيكولوجية بينها ..مفرقا بين منسوب الحزن بين كراج وكراج..كراج الحيانية..ومرآب التنومة الفوارق هنا بسلوك الناس..فالكية ذات الكية..الفرق بالبعد النفسي…بمنسوب البذاءة واللطف..بين قوة
التوتر والانفس الرضية.. بين المساحات المخضرة وتلال القمامة.
اتفهم القصد من اهمال مفردة ( المرآب)..واتوقع ان الكاتب خانه توضيح الفكرة …لكنها تحيلنا الى بحث لغوي ..فلماذا تهمل بعض المفردات؟..وتستبدل وكيف يتحكم بها المجاز..اؤيد فكرة احد علمائنا اللغويين( كل المفردات مجازية) ..فنحن لا ندري كيف تحولت لفظة [ الاستقراء] من الاصل للمجاز..كانت العرب تجمع الماء الشحيح من بقع متناثرة .. وتحجزها بحفرة واحدة..لسهولة التناول..كيف تحولت الى المنطق…مفكر ذكي اخذ جوهرها وحرفها عن اصل معناها..المهم ليس المرآب لفظة غريبة مهملة لان هناك حنان البقاء..وقوة التمسك بالبيت او البيئة …انما طغت الكراج فازاحت المرآب لاسباب مجهولة..لكنه بحث يستحق التأمل والتعمق [ التحول المجازي للمفردات]..لكني اتفهم قصد الكاتب ..فللمفردة ظلالها..ومن هنا تصمد القصائد ان استخدم لها مفردات ذات طاقة ايحائية..
: تناول الكاتب مزاج السواق..فهم ينتعشون باغنية الاطلال لكنهم يتمسكون بسعدي الحلي..الاطلال واضحة لكن سعدي الحلي ذلك المطرب الفذ الذي شغل الاجيال..ولم تستطع كل الاشاعات التي تشمله وكل الاف الطرائف التي نسبت اليه خاصة ما يتعلق باتهامه بحب الذكر ..
: لم تستطع ان تطمره..فمن لا تطربه( غفه رسمك بعيني من الصبا لليوم).. ورغم ما يؤاخذ عليه السواق اخلاقا فان الغيرة تحركهم فيحجزون للعوائل
: وقد يقرأ هذا الجيل لف الطعام وغيره بالصحف..فلا يدرك ما وراءها..اما نحن الذين عاصرنا عهد التمجيد..فقد حفظنا عشرات الطرائف..مثلا ( اشتريت جريدة لامسح بها الجام او اقتنيتها لالف بها الفلافل..لقد اتخمونا صحفا وتلفازا به بتمجيده( الضرورة)…التفت الكاتب لذلك فوثق لمجلات وصحف تتبع للنظام شهيرة
نعم ستطوينا..سننسى ويبقى الحجر خالدا رغم خلوه من المعنى( بريكان)..لكن علينا ان نوثق ما نستطيع…لنتغلب على مللنا وقلقنا ورعبنا الخفي…لن ينقذك نسيم المتوسط..فها قد مضت عقود مذ غادرت الجامعة في انتظار مزيد من الملل في الكراجات.
>



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادة 272 والاساءة للرموز والمعتقدات الدينية
- بصرياثا : انجاز مؤسسة بجهد فردي
- الروائي النوبلي ماريو يوسا ورواية الرياح
- تثقيب القوقعة ج8 الروائي ميلان كونديرا
- تثقيب القوقعة ج 7 وفاة الروائي باسكال مورسييه
- حجر كريم
- جميل جمال العراقي الذي شارك بانقلاب الحكم باليمن
- تثقيب القوقعة ج6 الروائية كولين هوفر
- افتتاح مغيسل ومقبرة نموذجية بالعراق
- كورماك وروايته الطريق فاجعة نهاية العالم
- حياتي مع هاتفي
- ثورة الزنج والاسئلة المحيرة.
- البصرة اكبر مزرعة للالغام
- مقتطف من رواية (صنارة وانهار )
- شط العرب ينتظر سرير الانعاش
- الروائي الياباني ميشيميا وروايته اعترافات قناع
- عربة الربل في البصرة
- بصرياثا اول مجلة ادبية الكترونية في البصرة
- تثقيب القوقعة ج5 الروائية اليابانية يوكو
- مسؤول افغاني يزود ايران بماء من الجلكان


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الكراجات نقد