أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - شط العرب ينتظر سرير الانعاش














المزيد.....

شط العرب ينتظر سرير الانعاش


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 10:03
المحور: الادب والفن
    



نحن الصيادين الذين من اكثر من نصف قرن نلتصق بالشط وتزدحم الذاكرة بآلاف المشاهد : من غرقى وطبول الخشابة صادحة في الزوارق وعدد الصيد التي تطورت واصناف الاسماك التي انقرضت شيئا فشيئا وبمشاهدة هواة الصيد على جسر الدوب العائم الذي اطاحت به رياح فازيل بعد سنوات من انشائه .. وطالما سمعنا الجدات تصرح ( اذا جسر جسر على شط العرب فستنشب حرب ) وصدقت نبوءتهن بمقتبل الثمانينيات , قبله كانت الطبكة هي ما ينقل الطلاب الى جامعتهم الوحيدة شرق البصرة باتجاه الحدود الايرانية .
نحن الصيادين الاكثر خبرة من الدارسين - الذين لا يغادرون مكاتبهم الا نادرا -بتقلبات النهر .. نئن من الصيد الجائر والاهمال المخزي .. نحن الصيادين نبكر قبيل الفجر ونعود بالاهات بلا سمك .. لقد تسلل - قيل تعمدا اثر استيراد صفقة مشبوهة من مصر , او صدفة - لون من الاسماك المتوحشة تسمى وهي منافس غذائي نهم يقضي على بيوض الاسماك الاصيلة والمصيبة انها تحتفظ بصغارها بفمها فتحفظ من الضياع والموت . هذا الغزو الذي يتعذر ردعه او تحجيمه نجح بفرض الاحتلال على البيئة المائية ولا تنفع معه مقاومة مسلحة او تفاوض .فاختفت اجود انواع السمك البصري ( البني بانواعه والحمري والكطان ) واعقبها ندرة ملحوظة باسماك السمتي -الكارب - من سنتين . والغريب ان الاسماك البحرية التي كانت تتواجد في شط العرب اصبحت نادرة ما يعكس ليس الملوحة وحسب بل سمية الماء التي تخطت المعدلات المقبولة دوليا. لقد اصبح التركيز الملحي والملوثات السامة وحشا يكره شط العرب على الاحتضار . فضلا عن المنسوب المتدني باستمرار .
كانت النسوة الصغيرات يصدن الاسماك بقدورهن النحاسية لحظة تنظيفها على الضفاف وينقلن منه الماء بادوات مخروطية ثقيلة يسمونها .
سنة 2018 اصيب 100 ألف بصري بالتهابات معوية , تزامن ذلك المشهد مع تظاهرات احتجاجية صاخبة .
ان التراكيز الملحية والملوثات شديدة الخطورة المتدفقة من القنوات الداخلية ومياه الصرف الصحي ,والبزول الزراعية والورش الصناعية كلها خليط كيمياوي سام . لقد اغلقت ايران نهر الكارون جنوب الشط ونهر الكرخة شماله واقامت ايران 123 سدا وتركيا اكثر من 500 سدا , ما جعل العراق يواجه الجفاف وسمية الماء وتدهور المناسيب ..وحين تطالع المعاهدات الدولية تراها تنص : < على الدول المتشاطئة ان تتفاهم حول المياه > .. لكن البلد الضعيف لا يصلح للمفاوضات .
كم احس بخيبة ظن وانا انظر للمشاريع التي تقام بلا بنية تحتية سليمة ..وارى في دول الجوار مشاريع عملاقة للصرف الصحي تقاوم مدة قرن .
42 نهرا دوليا بيننا والجارة ايران كلها قطعت الان <17 في السليمانية و11 ديالى و 4 بالكوت و 7 عمارة و 3 بصرة >.. كنا ننشيء سدودا لنحافظ على البلد من الفيضان وكانوا ينشئون سدودا لحجز الماء منذ خمسينيات القرن الماضي .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي الياباني ميشيميا وروايته اعترافات قناع
- عربة الربل في البصرة
- بصرياثا اول مجلة ادبية الكترونية في البصرة
- تثقيب القوقعة ج5 الروائية اليابانية يوكو
- مسؤول افغاني يزود ايران بماء من الجلكان
- الدكة العشائرية تستهدف معلمات بغداد
- تكملة المعاجم العربية للمستشرق دوزي
- الروباتات تقتحم مصانع البصرة لاول مرة
- ظاهرة قتل الاباء اطفالهم في العراق
- رواية وليمة لاعشاب البحر وضجة الجدال
- تثقيب القوقعة ج4 الروائي الهايتي ماكنزي يفوز بجائزة غونكور.
- تكية الزبير والطريقة الكسنزانية في التصوف
- مقبرة الحسن البصري تتعرض للسرقة والتخريب
- المعبد اليهودي بالبصرة وطقوس السبت
- جويا الافغانية من مذيعة لعاملة مصنع
- تثقيب القوقعة ج3 الروائية فانتل الانهماك بتجسيد الماضي .
- سلمى الخضراء الجيوسي في ذمة الخلود
- دولة النساء للبرقوقي رحلة شمولية في اسرار المرأة
- الايزيديون يحتفلون اليوم بعيد الاربعاء الاحمر
- تثقيب الذاكرة ج2 الروائي الامريكي باورز


المزيد.....




- لازلو كراسناهوركاي.. الكاتب الذي عبر من الأدب إلى السينما وص ...
- صورة المعلم في الرواية العربية: دراسة نقدية منهجية تطبيقية ت ...
- أسماء أطفال غزة الشهداء تقرأ في سراييفو
- الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للأدب
- تامر حسني يعيد رموز المسرح بالذكاء الاصطناعي
- رئيس منظمة الاعلام الاسلامي: الحرب اليوم هي معركة الروايات و ...
- الدكتور حسن وجيه: قراءة العقول بين الأساطير والمخاطر الحقيقي ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - شط العرب ينتظر سرير الانعاش