أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - تكية الزبير والطريقة الكسنزانية في التصوف














المزيد.....

تكية الزبير والطريقة الكسنزانية في التصوف


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


تقع التكية العلية القادرية الكسنزانية في قضاء الزبير غرب البصرة قرب الحي العسكري ,تم بناؤها سنة 1988,وكانت ملحقة ببيت احد مؤسسي الطريقة في البصرة طالب ميرزا الحسيني ,الذي اسهم بدور كبير في انبثاقها ,وهي الاوسع انتشارا والاكثر اقامة لحلقات الذكر والمناقب النبوية رغم وجود عدد من التكايا منها (تكية البصرة 1986والقرنة والاصمعي ومحيلة والفاو التي تاسست حديثا سنة 2004 ) .
تعرضت تكية الزبير التي تتبع الطريقة الكسنزانية الى سقوط قذائف هاون على مقرها وعانى الدراويش من مضايقات , وفي اواخر 2006 داهمتها قوى امنية عراقية ودنماركية اثر ورود وشاية حول وجود اسلحة داخلها . رغم انها تنهج الوسطية وتدعو للتآزر والتكافل ويتنوع المريدون فيها من مذاهب واعراق شتى .
تعد البيعة في الطريقة الكسنزانية وسيلة خاصة للتسجيل لديهم والانتماء ,وتسمى (اللمسة الروحية ) ..وهي تلقين بالمشافهة والمصافحة بطريقة ان يجلس المريد امام الشيخ الطريقة او احد خلفائه ويضع يده بيده , مصافحا ,ثم يغمض عينيه ويردد خلفه سند التلقين أي كلمات العهد , وبهذا يكون قد تم تسجيله ضمن الطلاب المريدين في المدرسة الكسنزانية , ويجسد تلك البيعة شاعرهم :
( بايعت بيعا له فلتشهد الامم
اني على العهد قد طافت بي الهمم ).
والكسنزانية تدعو الى التجلية والتحلية أي تخلية النفس عما سوى الله وتحليتها بكل ما هو رباني والهي وابدي , وهو ما اصطلح عليه المتصوفة ب .
ومن مصطلحاتهم (الاتباع ) وهو التسليم الكامل لله تعالى بين يدي اولي الامر والمشايخ على ان يتم فناء التابع في المتبوع بالتسليم الكامل المطلق له ظاهرا وباطنا , ويتجسد الاتباع ظاهرا بالاقتداء بكل حركات وسكنات واخلاق شيخه , وباطنا بان لا تغيب صورة الشيخ المتبوع عن قلب التابع ولو للحظة , فيتم الانتساب الروحي الذي ذكره تعالى على حد اعتقادهم .
وللاتباع ثلاث مراتب اولها اتباع الشيخ ويقود للمرتبة الثانية وهي محبة اتباع الرسول الاعظم والذي سيؤدي الى المرتبة الثالثة وهي محبة الله .
ويتخصص مشايخ الطريقة باذن من الله في الجانب الروحي من الدين ويعني ذلك انهم اصبحوا مؤهلين لتزكية النفوس وتطهير القلوب وترقية الارواح لمعارج القرب من المحبوب ويستلزم ان يكون العارف صاحب نور الهي ينظر به حسب وصف الشيخ الكيلاني فقد قال (للمؤمن نور ينظر به ولهذا حذر الرسول من نظرته : ).
لهم رايتهم الخاصة تسمى راية الكسنزان واسمهم مشتق من الامام علي والقادر الكيلاني والكسنزان الذي يعني باللغة الكردية < لا احد يعلم )..وقد اطلقت على خليفتهم الاول عبد الكريم الملقب ب شاه الكسنزان لانه اختفى في جبال قرداغ لاربع سنوات شمال العراق ولم يكن احد يعرف بمكانه قبل ان يظهر ويتسلم المشيخة .من طقوس الكسنزانية ما يسمى ب -الدربشة - وهي غرز ادوات حادة في مواضع بالجسم ومضغ الزجاج والموسى دون ان يترك اثر او يسال دم .. ذلك الطقس الذي حير الباحثين .. وهم يعللون هذا السلوك للبرهنة على عظمة الخالق ووحدانيته وعظمة النبي محمد ..
والتكية في الزبير تحيي المناسبات الدينية كولادة الرسول والامام علي .. وتقيم طقوسها في الاماكن العامة مثل كورنيش شط العرب وفي صحن مرقد الحسن البصري وقد تقصد التكية الرئيسة في شمال العراق او التكايا الاخرى في البصرة .. ولهم تمثيل في مجلس النواب ..والورود يجري بان يتحلقوا وعلى نقر الدفوف والانشاد يهزون رؤوسهم وتتدلى شعورهم الطويلة المسدله ..وقد يتمددون على الارضية رافعين وسط اجسادهم عن الارض بالاستناد على احد اذرعهم .
لقد اختفت من البصرة الكثير من التكايا لعل موت مؤسسيها كان احد اهم الاسباب فاندثرت تكايا ملا مرهون في الرباط وجامع بن المنارتين وعبد القادر الهندي والقادرية والسهروردية وكان بعض هذه التكايا ملحقات في جوامع اوبيوت .
وفي البصرة ولدت الطريقة الصوفية السهلية التي اسسها التستري احد كبار العرفاء الذي ابتعد عن البصرة بسبب ارائه الجريئة التي اثارت جدلا واعتراضا .. اما الجوزية التي تنسب الى المتصوف بن الجوزي -الذي ما يزال ضريحه قائما في طريق ابي الخصيب - فهناك شك بانه ابتكر طريقة صوفية مميزة .
تعد البصرة الارض الخصبة الاولى للتصوف في العالم فقد مهد له كبار العلماء الزهاد مثل الحسن البصري ورابعة العدوية .. الا ان التكايا لم تتمكن من جذب عدد كبير من المريدين .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقبرة الحسن البصري تتعرض للسرقة والتخريب
- المعبد اليهودي بالبصرة وطقوس السبت
- جويا الافغانية من مذيعة لعاملة مصنع
- تثقيب القوقعة ج3 الروائية فانتل الانهماك بتجسيد الماضي .
- سلمى الخضراء الجيوسي في ذمة الخلود
- دولة النساء للبرقوقي رحلة شمولية في اسرار المرأة
- الايزيديون يحتفلون اليوم بعيد الاربعاء الاحمر
- تثقيب الذاكرة ج2 الروائي الامريكي باورز
- تثقيب القوقعة ج1 الروائية غيليغان بركة الجزارين
- موسوعة العذاب كتاب تراث فريد
- رواية ارض البشر :محاولة لتخطي الموت
- استكشاف الشارع المعبد
- الشحاذون في البصرة فصيل منظم
- البحث عن الروائية الامريكية آش دايفيدسون
- الهواتف ستحيل الكتاب الورقي الى المتاحف
- عقرب في رمضان
- الروائي الاوكراني كوركوف يوميات غزو
- البعثة المصرية لليمن لكشف مخطوطات المعتزلة
- كتاب ( حياة النساء في اليمن ) كلودي فايان
- النوبلية اليس مونرو : الغور في روح المرأة


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - تكية الزبير والطريقة الكسنزانية في التصوف