أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الروائي الياباني ميشيميا وروايته اعترافات قناع














المزيد.....

الروائي الياباني ميشيميا وروايته اعترافات قناع


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 07:56
المحور: الادب والفن
    


بعد ترشيحه لاكثر من ثلاث مرات لجائزة نوبل وانجازه اربعين رواية و ثمانين عملا مسرحيا و20 مجموعة قصصية .. وضع الكاتب الياباني يوكو ميشيميا حدا لحياته بالانتحار باسلوب مرعب على الطريقة اليابانية الساموراي .وبعد مرور اكثر من خمسين عاما على الحادث ما يزال الجدل قائما حوله . وليس غريبا الانتحار في اليابان فقد انتحر الكاتب كواباتا مؤلف ( منزل الجميلات النائمات ) سنة 1972 بخنق نفسه بتنشق الغاز بعد ان حصد جائزة نوبل 1968 .
كانت عملية الانتحار مرعبة فبعد ان استدعى كويو الصحافة لتصله بعد ربع ساعة , بقر نفسه بالسيف معتمدا على صديقه بان يقطع رأسه ويخلصه من الاحساس بالالم .. لكن صديقه تردد فانتحر ما استدعى رجلا ثالثا ليحز رأسه.
ولعل كاتب سيرته , داميان فلاناغان, تمكن من تفسير حالة الانتحار فقال .
ولد الكاتب في طوكيو (1925 ـ 1970 ) ظهر اول عمل له 1941 وهو في ال 16 من عمره ...كتب روايته اعترافات قناع سنة 1949 وهي لون من الاعترافات والسيرة الذاتية ..تتصدر الرواية كلمات دستوفسكي في الاخوة كرامازوف (رهيب هو الجمال المروع , رهيب لانه لم يسبر له غور ولا يمكن ان يعرف له قرار ....) .
تبدا الرواية بوصف الظروف البيئية والانسانية التي احاطت بولادة الطفل ( في مساء اليوم السابع لف الطفل في اردية داخلية من الصوف الناعم والحرير الشاحب الصفرة البس كيمونو من الكريب الحريري ذي الزخارف اللامعة . وبحضور اهل الدار المجتمعين رسمت جدتي اسمى على شريحة مراسيمية من الورق وضعتها على منصة التقدمة في ركن الصلاة ) . جدته التي تكره جده وتشبعه سخرية كانت روحها ضيقة الافق لا تقهر وهي وحشية في شاعريتها .. اخذته من احضان والديه لتحتفظ به لديها في الطابق السفلي . في عامه الاولى تهاوى من الدرج حين تعثر بذيل كيمونو امه ما تسبب له مرض التسمم التلقائي وكاد يزهقه .. وهنا نصل الى مقطع غاية الدرامية يصعب تصويره لو لم يكن المؤلف مشبعا بالحس المسرحي والتبحر في الدراما <وقفت جدته - حين استدعيت اثر حادث سقوطه - عند المدخل منحنية على العصا .. حدقت بجدي بنظرة ثاقبة عندما تناهى صوتها هادئا على نحو غريب كانما تنحت كل كلمة من تلفظها
ــ امات ؟
ـ لا
فنزعت نعليها , اجتازت المدخل عبرت البهو بخطى واثقة تحاكي خطى راهبة > .
يمضي الكاتب باضاءة حياة الطفل والبذور التي ستنمو عميقا فتشكل هيكل مسيرته عبر تحليل سيكولوجي وفلسفي عميق ..مستفيدا من التاريخ الاقدم كالرومان والموروث الياباني وتجربته الحياتية الغنية في وصف يعكس دقة كامرا ولغة سهلة عصية تستدعي تاملا متانيا لفك شفراتها .. فما هي تلك الافكار والصور التي تترسخ في ذهن ووجدان طفل أي طفل لتكونه وتجعله مغايرا ..وهل للتركيب الفسلجي والبيلوجي علاقة بذلك .. حين سألت البريكان مرة عن سر كتاباته عن الموت ووصفه نفسه بانه شاعر الموت اجاب بان حادثة موت اخيه الصغير يكمن السر وراء ذلك لكن عددا لا يحصى شهد حوادث موت لصغار مقربين وظلت فكرة الموت لا تقلقه فما السر اذن ...يحاول كويو بروايته القناع ان يجيب :
( ما من شك في ان صورة ما رايت انذاك قد اكتست معنى جديدا , في كل مرة من المرات التي لا حصر لها والتي اعدت النظر فيها من خلالها تكاثف زخمها وتركزت في بؤر النظر , لانه عبر المنظور الغامض والضبابي لذلك المشهد لم ينتصب شيء في جلاء يختل تناسبه مع باقي مكونات المشهد بقدر ما بد ذلك الشخص المقبل منحدرا عبر التل ,ولم يكن ذلك بدون سبب فقد كانت هذه الصورة ذاتها اولى الصور التي قدر لها ان تواصل تعذيبي وبعث الذعر في نفس طوال عمري ) .
لكن لماذا شكل ذلك المشهد لشخص ينحدر من تل , يجمع السماد البشري وهو يحمل نيرا مثقلا بدلوين يوازن ثقلهما باقتدار بخطواته , كشفه الاول لقوة معينة ؟!
سيحاول الكاتب الاجابة وتحليلا لمدى تاثير هذا المشهد ومشاهد اخرى ستصادفه وستؤدي به شخصيا الى الانتحار الشخصي بصورة مرعبة .
(شعرت حيال مهنته < جامع فضلات البشر > بشيء يحاكي اسى نفاذا اسى يصهر البدن راودني الشعور بالمأساة باكثر معاني الكلمة حسية شعور معين بالتخلي عن الذات شعور بالحميمية مع الخطر ..) من هنا تبدأ الساماراوية بالتجلي : الانتحار لحظة الخطر , عدم الاستسلام والتراجع ..حتى في قراءاته المبكرة يستقطبه الموت فحين قرأ لاندرسون تجاذبته قصة - عفريت الورد ـ حيث فتى جميل يطيح برأسه شرير مستخدما السكين - ... ومن قصص وايلد تأسره قصة الصياد وروحه التي تسجل جثة صياد شاب القتها الامواج على الشاطيء ..ورغم ان الطفل في الرواية قد تستقطبه صور للجمال والفكاهة الا ان قلبه ميال لمشاهد الموت والدم اكثر من سواها .
ويصادف ان يطلع الطفل على لوحة القديس سباستيان للمصور جيدو رينيه فيصف جذع شجرة الاعدام في غابة كابية وشابا وسيما عاريا مقيد الى الجذع ,مخمنا ان اللوحة مشهد لاستشهاد احد المسيحيين : ( ما ان تطلعت الى اللوحة حتى انتفض كياني كله بفرحة طاغية ) .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربة الربل في البصرة
- بصرياثا اول مجلة ادبية الكترونية في البصرة
- تثقيب القوقعة ج5 الروائية اليابانية يوكو
- مسؤول افغاني يزود ايران بماء من الجلكان
- الدكة العشائرية تستهدف معلمات بغداد
- تكملة المعاجم العربية للمستشرق دوزي
- الروباتات تقتحم مصانع البصرة لاول مرة
- ظاهرة قتل الاباء اطفالهم في العراق
- رواية وليمة لاعشاب البحر وضجة الجدال
- تثقيب القوقعة ج4 الروائي الهايتي ماكنزي يفوز بجائزة غونكور.
- تكية الزبير والطريقة الكسنزانية في التصوف
- مقبرة الحسن البصري تتعرض للسرقة والتخريب
- المعبد اليهودي بالبصرة وطقوس السبت
- جويا الافغانية من مذيعة لعاملة مصنع
- تثقيب القوقعة ج3 الروائية فانتل الانهماك بتجسيد الماضي .
- سلمى الخضراء الجيوسي في ذمة الخلود
- دولة النساء للبرقوقي رحلة شمولية في اسرار المرأة
- الايزيديون يحتفلون اليوم بعيد الاربعاء الاحمر
- تثقيب الذاكرة ج2 الروائي الامريكي باورز
- تثقيب القوقعة ج1 الروائية غيليغان بركة الجزارين


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الروائي الياباني ميشيميا وروايته اعترافات قناع