أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - ها هو يسعى وليس مسجى قصة














المزيد.....

ها هو يسعى وليس مسجى قصة


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7726 - 2023 / 9 / 6 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


قال الجيران انها قبل ليلة حاولت فقد سمعوا بعد منتصف الليل صرختها المدوية ولكنها قضت في الليلة الثانية بعد ان تناولت كمية كبيرة من الزرنيخ .
وقيل ان اختها هي من دسته لها في طعام العشاء , قبل الليلة التي خطبها من ابيها لعشيقها جارهم المعلم .
بعد مصافحة وقدح شاي وابتسامة ثبتت بمسامير على وجه بالغ السمرة بعينين صغيرتين تنضح بساطة وطيبة وشعر مجعد قال له وهو يستخرج مسبحته المصنوعة من العقيق المزيف ( انا اوافق شرط ان تقبل امها ساتلفن لها في لبنان فان لم تعترض كما اتمنى فطلبك متحقق بأذنه وقدومك موضع فخر واعتزاز ).
لا احد حتى الكهنة وقراء المستقبل واخطر المحللين النفسانيين يستطيع تفسير ما حدث بين غروب ليلة ومنتصف ليلة الموت التالية .
هل هي بنفسها ام ان اختها مزجت الزرنيخ لها في العشاء منفذة ما كانت تصرح به لها غيرة او حقدا على عشيق اختها الذي فضلها عليها رغم كل معاركها الاغرائية معه .
او ان امها رفضت الرجل , وهل رفضته كرها بالشاب او حقدا على امه او عائلته او ان لها عريسا اخر او تطمح بخاطب له مواصفات هي كانت تحلم بها .
وهل تنصل الشاب من عهده وارسل لها بانه يرفض الزواج منها .
ستبقى عشرات ال هل بلا اجوبة .
عائلة ساكنة , اختان واب بسيط لم يسمع لهما صوت ولا باغتهم احد في شجار , موهبة زقاقهم الراسخة , استاجروا البيت فكان ابوهما يجلس على عتبة الدار بدشداشة حائلة يقلب عينيه يمنة ويسرى لا يتقن الا قتل الوقت يضع كوفية زرقاء بلا طاقية على رأسه او يكون شعره المجعد حسيرا .
الجميع مشغول فلم يتبرع احد ان يستنطقه عن حياته والفتاتان بين الجدران لا تزوران ولا تزاران , انها عائلة الاسرار المغلقة .
لكن اخطر صفة للحب هو الظهور من اشد الانفاق ظلمة وعمقا فانتشرت شظايا الاشاعة , ان جارهم الوسيم بشكل غير معقول, يعشقها ولم يعر الناس اهتماما لهذا النبا فلا احد يصدق حتى في الخيال ان رجلا يمتلك مثل ذلك الجمال الساحر يقترن بشابة متواضعة الشكل جامدة السلوك .. ابدا تتلفع بثوب اسود على بشرة شديدة السمرة ولم تكن تملك جسدا انثويا ثائرا ليكون سببا مقنعا .
بعدما تم تشييع الفتاة من مكان مجهول او ارسلت فورا للنجف بلا تشييع كانت ردة فعل اختها وهي تلتفت على بعد خمسين مترا من بيت الشاب حيث يقطنان ( انذال انتم قتلتم اختي )
لم يكن صوتا مدويا يناسب الفاجعة كان اقرب للخطاب الانفعالي العادي انها من عائلة تشربت بالخجل وتغذت بمشاعر السلام ولم تتقن الشراسة حتى في اشد اللحظات فتكا .
وعندما قصده جاره المعلم ليعزيه غروبا بعد سبع ساعات من تابوتها كان ابوها السيد مذهولا وقال (لا ادري ماذا حدث) قال بحركات راس قلقة وعيون بلا دموع وايد متوترة ( لقد وافقت امس حين قصدتني فما الذي حدث )
لم يعلم بان بنته الكبرى اخبرت اختها, ان لم تموتي سما فانا ساسمك , لن تتزوجيه .
اما هو او الموت حكاية تحتاج مجلدات لكن السرية التامة هي التي منعت الالسن من الانشغال لحظويا بهذه الحكاية .
في سريرهما المتلاصقين تفكر الصغرى ليلا بانفاسه قربها وحرارة جسده وتحلم الكبرى بوجهه الزهري وجبة للتماسيح في لحظة تتحول الامواج الى نافورة دم .
لقد كانت تغلي من حكايا اختها الوحيدة عنه حتى تضخم في كيانها بركان الحقد الاعمق فمضت بعد سنة من دفن اختها في يوم زفاف العشيق الوسيم لبيت جارتها التي اقيمت فيه الوليمة وقبل ان تدس السم في طعام المحتفلين وتقتل العشرات تم اكتشاف تواجدها فهرعت عائلة الشاب وطردتها مع مقذوفات من الشتم والازدراء والسخرية والاهانة وتم تعقيم القدور الواسعة بعناية شرسة .
لكنها بلغت الشماتة بعد سنة من زفافه حين خر مضرجا على اسفلت فوار برصاصة اشتباه ورغم ان التحقيق اكد ان الرصاصة من ذخيرة لا يملكها الا قناص بريطاني مر في رتل تعرض لاختناق مروري ,الا ان ملف القضية ارسل الى دولاب المهملات والجنح العقيمة في نفس الساعة من الضحى الذي احتوى فيه التابوت اختها العاشقة .
بعد اشهر غلف الناس هذه القصة ومرت كاي حجر وقع في بركة ارتجت ثم استقرت , كاي جملة من ملايين الكلمات التي نقذفها يوميا ونتناسها في اليوم اللاحق .
بعد اشهر امتهن ابوها التعليم الخصوصي بمنزله ولم يكن تربويا مختصا قيل درس القانون لكنها صفة لم يتاكد احد من صحتها , ونجح في مهنته لانه يتقاضى مبلغا بسيطا ولديه مقدرة على سلق الدروس على نار فوارة فينجحون .
صار يقصده المئات من فتيات وشبان فاشترى منزلا خصصه للدروس .
بعد عشرين سنة من الحادث .. في ذلك الصباح المبكر وفيما كان جاره المعلم الذي خطب فقيدته لجارهم الوسيم يهم بدخول الزقاق اتاه شبه راكض والدموع تنهمر من اسفل نظارته الطبية وعانقه بحرارة ( انت حي اخي الغالي الحمد لله , سألت ابن اخيك من لحظات فاخبرنى بانك مت ) , فرفع هذا رأسه ليرى بن اخيه يضحك على بعد عشرين مترا .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابر يصنعها الصغار
- الفيل ( الحجاب ) قصة
- نجاة من دهس واختطاف
- رواية حي سليطة ج3
- تعال معي نطور فن الكره رواية ج5
- حي سليطة رواية ج2
- رواية حي سليطة ج1
- مراجعة دائرة في العراق
- تعال معي نطور فن الكره ج4 رواية
- تعال معي نطور فن الكره رواية ج3
- مركبات تربوية
- ظلال من نقرة السلمان
- مقتطف من رواية تعال معي لنطور فن الكره
- جثتان بخنجر معكوف ورصاص... ج
- جثتان بخنجر معكوف ورصاص قصة قصيرة
- مقتطف من رواية صنارة وانهارج3
- كتاب ( مجهر على القاع )
- مقدمة كتابي ( مجهر على القاع )
- تثقيب القوقعة ج 9 وفاة الروائي مارتن فالزر
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج17


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - ها هو يسعى وليس مسجى قصة