أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مقابر يصنعها الصغار














المزيد.....

مقابر يصنعها الصغار


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 12:05
المحور: الادب والفن
    


سدرة قزمية واحدة تختبيء خلف شجيرات واطئة وقصب حي ونبتات شوكية واعشاب استطالت , خلفها حاجز بستان من الاسلاك الشائكة .. نادرا ما يقصدها احد .. كانت تسلية لنا ايام حصار الكورونا .. اقصدها مع حفيدي قبيل اذان الافطار في رمضان نلتقط قليلا من ثمرها ونعود ..
( انت افضل من سواك ) قال جارنا الفلاح حين شكوت من الحصار الذي فرضه الوباء .. لم افهم ما قصد الا بعد اشهر ( تتسلى ببقايا بستان وتصطاد في النهر ).
آثار لنهيرات طمرت وبقايا احجار من بنكلات الهنود ايام الاحتلال البريطاني مطلع القرن العشرين .
هناك رايت طابوقا رتب بشكل مربعات وشواهد قبور من الورق المقوى كتب عليها اسماء الشهداء واعلام العراق صغيرة .. وهناك على حجر كتب بخط بدائي ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ..)
بعد استقصاء لايام عرفت من اسس هذه المقبرة الطفولية واجابني بن جارنا المؤسس في الخامس الابتدائي ( انهم شهداء العراق ضد داعش ).
بعد ايام سمعت هذا الطفل يحدث اقرانه عن معركة الجمل وجيشي يزيد والامام الحسين ويشرح لهم من كان على حق من الجيشين .
انه عنيد هذا بن عمتي الصغيرة بدات تحدث جدها عن الحكاية قرب قفص كبير لطيور الحب في اول صبح من سبتمبر ..الرياح شمالية راكدة لكنها رحمة من جحيم صيف تخطى نصف درجة الغليان .
نادرا ما وقفت استطلعه فلم يكن وجودهن وصخبهن يثيرني خلافا لاهتمامي بجراء الكلاب الصغيرة والقطط .
لكني وقفت ذات يوم لنصف ساعة اراقبهن تلك طيور الكناري حيث يبذل الذكر كل جهد ويستكشف طرقا للاغراء لاجل حيازة انثى .. يمشط ريشها بمنقاره حتى يدنيها من النعاس يطاردها حتى تتخلى عن اسلحتها الدفاعية .
حدثتني حفيدتي عن عناده ان اراد شيئا .
وحين وجد طير حب ميتا اراد دفنه فاخرجوه من القفص ووضعوه بتابوت من الورق المقوى وشيّعوه مطلقين ( لا اله الا الله ) وهم يحملونه ثم اودعوه في القفص فاحاطت به الطيور وصوتت ووقفت على التابوت .. بعدها اخرجوه من القفص ومضوا به لحديقة خلف المنزل وحفروا له قبرا ..
كل ذلك جرى وهم يصورون عملية التشييع والدفن بهواتفهم والطفل العنيد يمثل دور النائح الباكي ويعدل من نظارته السوداء وكوفية الحزن التي اخذها من خاله .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيل ( الحجاب ) قصة
- نجاة من دهس واختطاف
- رواية حي سليطة ج3
- تعال معي نطور فن الكره رواية ج5
- حي سليطة رواية ج2
- رواية حي سليطة ج1
- مراجعة دائرة في العراق
- تعال معي نطور فن الكره ج4 رواية
- تعال معي نطور فن الكره رواية ج3
- مركبات تربوية
- ظلال من نقرة السلمان
- مقتطف من رواية تعال معي لنطور فن الكره
- جثتان بخنجر معكوف ورصاص... ج
- جثتان بخنجر معكوف ورصاص قصة قصيرة
- مقتطف من رواية صنارة وانهارج3
- كتاب ( مجهر على القاع )
- مقدمة كتابي ( مجهر على القاع )
- تثقيب القوقعة ج 9 وفاة الروائي مارتن فالزر
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج17
- مقتطف من رواية صنارة وانهار


المزيد.....




- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...
- انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مقابر يصنعها الصغار