أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عصام محمد جميل مروة - فارس عتيق يترجل -- كريم مروة --















المزيد.....

فارس عتيق يترجل -- كريم مروة --


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7852 - 2024 / 1 / 10 - 19:58
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في مقدمة الرسالة الاخيرة التي كانت بيننا منذ اربعة اعوام غداة الحالة والفراغ المتواصل مع بعضنا البعض نتيجة الترحال والسفر المُمل كما كان دائماً يقول ليّا مُعبراً عن قتامة المرحلة التي وصلت اليها الساحات الكبيرة في العالم العربي ولا سيما ساحة العمل الوطني والثوري عاصمة المقاومة بيروت ، ومن ثم دمشق وبغداد واليمن والجزائر والقاهرة وبغداد وحتى موسكو ،وباريس ، وكوبا ، وفيتنام ، وما ادراك ، لا سيما عاصمة العواصم ، المقاومة كانت فلسطين المحتلة وقدسها اللامع والبراق منذ مطلع القرن الماضي ساعة قررت الدول الكبرى ان تدعم قيام إسرائيل في جوار ارض حضارة العالم بأكملهِ . الرثاء كل الرثاء لْمن قدم لنا على اكثر من ثلاثة ارباع من القرن لغة ثقافية ادبية ثورية حمراء ، وطنية قومية عربية اقليمية عالمية ، وكان يُزودُنا بها دورياً عبر كتابات في الصحف الكبرى "" النهار - السفير - النداء - الاهرام - الثورة - الشرق الاوسط ، والطريق ، والعشرات من المجلات واللقاءات بعد الندوات والمحاضرات التي لا مجال يمكننا إيجازها هنا الأن بعد ترجل الفارس "" .
طبعا ً المقدمة تأخذ الجميع الى فتح الابواب والنوافذ للإطلالة على مشارف رحلة القائد الأممي كريم مروة الذي ترجل عن اكثر من فرسٍ وجواد ، لأنهُ وحيداً يعمل في الظل طالما هناك مسرحاً واسعاً قبل أن يُخبِرُ عن مكنوناته الذاتية والخاصة ليقدمها الى الشرفاء من الاجيال التي تعى بداية رحلة الصحفي الماركسي الشيوعي التنظيمي البالغ الباع في تواصلهِ مع كبار القادة أممياً وعربياً ولبنانيا وفلسطينياً بصورة خاصة مع الرمز ياسر عرفات ابو عمار منذ نهاية الخمسينيات في مؤتمر الشبيبة الديموقراطية في بودابست عاصمة المجر . وصاعداً حيث كان يلتقى بمعظم قيادات حركة التحرر الوطني العربية واعضاء من الذين رسموا خطة منفصلة عن الطريقة المعتادة لمواكبة متواصلة لإبقاء شعلة الثورة نيرة فكراً وعملاً وتقدماً ، جورج حبش ونايف حواتمه و اعضاء لامعة تحمل اوسمة على صدورها في النضال الثوري المتواصل بين الإنتماء الى ضخامة ما تحتاجهُ عمليات التحرر من العبودية والرِق وصولاً الى منزلة تحديد المصير ، هكذا كانت سيرة الرفيق ابو احمد كريم مروة الذي لم يمل من الإقتراب والتعرف على الرفاق في التنظيم سواءً كان ذلك سائداً في سيرتهِ الذاتية ام بعد رحلة العمر المديدة التي كانت "" 1910 - 2024 "" .
صباح اليوم تبلغت برحيل هذا العملاق من نوابغ الفكر الاحمر الذي جسدهُ طيلة حياته منذ التعبير الجميل حيث قال عندما كان طفلا يترنح بين جذلان حاريص الجنوبية المطلة على سهول فلسطين التي أُحتلت لاحقاً ، فكانت نظرتهِ أشبه بالتحول من مراهق وشاب صغير طامح الى تعبيد وتجسيد ما شاهدهُ من ظلم وفقر واحتلال .
تربي ابو احمد رويداً - رويداً على حُب جنوب لبنان وجنوب - جنوب لبنان ولاحقاً اصبحت فلسطين ثمرة اعماله التي جاوزت الاربعين مؤلفاً من الكتب والمنشورات كلها تدلنا على البعد الثوري العميق في الفكر الاحمر الذي حفرهُ كريم مروة وجسدهُ على ارض الواقع . هكذا حدثني اخر مرة إلتقيتهُ في منزلهِ .في الربيع الماضي .
كان باسماً ، وكان شامخاً ، حيث اوصاني أن لا أتوقف عن النهلِ من ينابيع دافقة إذا تلقفناها بصورة صحيحة فذلك يعني أن المسيرة مستمرة و طويلة بلا حدود .
إلتقيتُ بهِ للمرة الاولى مباشرة وتعارفنا واصبحنا رفيقين وصديقين رغم الفارق الكبير بيننا في العمر وكانت عوامل الحرب الاهلية بعد اندلاعها عام 1975 حجراً ومدماكاً اساسيا ً لمتابعة التواصل التنظيمي عندما كُنا في مرحلة الشباب المتحمس للإنخراط في الاجواء القتالية على محاور داخلية في شوارع العاصمة بيروت التي تقسمت واصبحت مجالاً واسعا للحروب .
كريم مروة كان موسوعة لبنانية اولاً وتنظيمياً ثانياً وكان يعتمد على خبرة قل نظيرها في مسئول تنظيمي أخر فكان يعرف الاشخاص ولا يتنكر لأي معرفة لصديق او رفيق من المناطق اللبنانية التي كانت مراكز حزبنا منتشرة هنا وهناك .
كتب كريم مروة الكثير من المقالات في مجلة الطريق التي كانت محصلة واقعية على الصعيد الماركسي اللينيني حيث ترأس ادارتها طوال سنوات الحرب الاهلية ، وبعدها وحتى خلال المراحل تلك كان رئيس تحرير جريدة النداء الناطقة الرسمية بأسم الحزب الشيوعي اللبناني ، منذ مطلع السبعينيات كان صيتها ملوَّن ومميزة في الوان حمراء ، عَلهَّا تجذب كل الاصدقاء والرفاق من القراء ، وخاصة في أيام الأحاد عندما كُنا نبيعها ونوزعها في الاحياء الشعبية والفقيرة في ساحل المتن الجنوبي فرعية "" حي السلم "" وكنا نتعرض دائماً للمضايقة من فصائل معادية محلية لحزبنا وافكاره الوطنية وتعاضده مع المقاومة الفلسطينية.
فكان دائماً يحثنا عبر رسائله المختارة في تمييزها واهميتها ان لا نتقاعس او نخاف من ايصال اعلامنا الى الطبقة العالمية التي تحتاج الى توجيه هرمي المنحى .
كريم مروة لَهُ بصمات على الصعيد اللبناني والوطني .
ولم يكن طامحاً او وصولياً او معنياً في تبوَّء ابراج عاليه لكي يصبح مُميزاً عن الطبقة العمالية والفقيرة والمثقفة ، فمن يدرس عن كثب مرحلة سيرة حياته يتأكد تمامآ ان الرفيق ابو احمد لا يتزحزح عن اولوياته في تواصله مع الطبقة العاملة الاساسية التي حدد التعلق بها ومعها إنطلاقاً من برنامج الذكرى الخمسين للحزب الشيوعي اللبناني قبل إندلاع الحرب الاهلية .
أخذ على عاتقهِ التواصل مع المثقفين والفنانين الذين لهم رؤية إحترام للقيم الاجتماعية والثقافية وضمها في قالب مشترك مع الحزب والثورة .
إعتذر ربما مؤخراً بعد تحول المسارات في العالم العربي وبعد إخفاقات خطيرة اثناء الحرب الاهلية اللبنانية التي انتهت مطلع الثمانينات مع إتفاق الطائف ، فقدم عروضاً عن ضياع فسحة التواصل الداخلي كانت اساسية في إدخار وتعزيز فكرة الحرب التي تحولت الى مصالح طوائفية مقيتة هي التي ساهمت في "" تغيَّيب اتحاد الوطن بلا مذهبية "" .
إعتذر عن خوض الحروب ، وإعتذر عن عدم التفاهم ،
وإعتذر مراراً عن فرض حالة الإفقار المُعمدة لشريحة كبيرة من المجتمع اللبناني الذي وجد نفسه بعد نهاية الحرب في ضياع للهوية الوطنية وتبديلها في هويات مذهبية اخطر من اصوات المدافع التي دامت منذ منتصف السبعينيات الى مؤتمر الطائف ونهاية الحرب . ربما تعرف الجمهور اللبناني الواسع والعربي على سيرة جورج حاوى الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني بعد اغتالهِ ، فقدم الرفيق ابو احمد عرضاً تاريخياً عن سيرة الحزب اثناء الرثاء . وكان الرفيق محسن إبراهيم يهز رأسه اسفاً على إغتيال العظماء ،وتم إستحضار سيرة المعلم كمال جنبلاط لِما يعني التآمر الأزليّ على إزاحة شرفاء الأمة وإلغاء دورهم في التواصل والتعاضد الوطني ،وعن سيرة الثوار والعمر الطويل في العلاقة التي تعمدت بالدم كما شاهدناه يذرف الدمع على صديق ورفيق عمره الذي لاقى مصيراً لا يليق بالزعماء للثورة . شهيداً مُغتالاً .
في كتاب المراسلات كريم مروة 1985- 2020
الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون
يقول بالحرف "" لذلك رأيت من الضروري أن اجمعها لكي تصدر في كتاب . وسلمت نصوص هذه الرسائل الى صديقي الكاتب والإعلامي صقر ابو فخر ليقرأها ويُعدّها للنشر في كتاب ويضع لَهُ تقديماً . والمعروف أن صديقي صقر كان قد أجرى حواراً معي حول سيرتي في عام 2002 صدر كتاب بعنوان "" كريم مروة يتذكر فيما يشبه السيرة "" .
طبعاً هنا اتقدم من كل الذين تعرفوا على كريم مروة الرفيق والصديق والأخ والمناضل والقائد والشيخ الشامخ فوق كل المحضورات.
كريم مروة علماً وصوتاً ثائراً وقلماً أحياناً جارحاً من بلاغة الصياغة التي يسردها فوق الصفحات ،
كريم مروة أخر فوارس عبروا فوق ممرات المحيط الى النهر ، و اخر مَنْ جسد ووطن حدود الوطن بعد ذمهِ الطوائف والمذاهب ، علماً هو الأوحد الذي تواصل معهم جميعاً لإزالة غبار محارق اوراق ازلية تخص الجنوب وما بعد الجنوب ،
اتقدم من كل افراد عائلتهِ الكريمة الفاضلة .
من زوجتهِ السيدة نجوى بزي مروة ، ومن ابناءه وبناته
السيدة هانيا مروة الصحناوى ، والسيد غسان مروة .
ومن جميع ابناء بلدة حاريص ، وحداثا ، والزرارية ،
ومن كل الرفاق والاصدقاء في الحزب الشيوعي اللبناني.

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 10 كانون الثاني - يناير / 2024 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقلعهُ من مكان فينبتُ رصاص الى أخر الزمان
- كأس مُرَّه و مسمومة على إيران تجرعها
- مشاعر فوق مقدرة غزة الصابرة
- توقيع على قذيفة من العيار الثقيل للقتل
- إستئناف نِفاق مزدوج أمريكي صهيوني
- إخراج قيد عائلي .. و زيح أحمر غائر
- قنابل غبية وأذكياء من حِقدٍ متفوق
- سقوط هيكل صهاينة العهد الموعود
- ضمير عربي إسلامي دولي متخبط
- حقائق و أوهام الحرب
- مناخ … وأفخاخ
- هدنة ما قبل التهور المتناقض
- رضيع وطفل وإمرأة و شيخٌ وكوفية و قضية
- لحظة غضب مُستدامة ضدكم
- الحروب والمواجهة مستمرة في غزة
- نُزهة غزة الصهيونية لن تدوم في فلسطين
- اللاسامية يجب أن تفتضح
- إهتزاز صورة الإنسان بعد مقتلة ومذبحة غزة
- القضاء على القضية الفلسطينية والعذر الأجدد حماس
- هل تُريدُها طويلة الأمد يا مجرم الحرب


المزيد.....




- شاهد كيف رد ساندرز على مزاعم نتنياهو حول مظاهرات جامعات أمري ...
- نشرة صدى العمال تعقد ندوة لمناقشة أوضاع الطبقة العاملة في ال ...
- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عصام محمد جميل مروة - فارس عتيق يترجل -- كريم مروة --