أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام محمد جميل مروة - مشاعر فوق مقدرة غزة الصابرة















المزيد.....

مشاعر فوق مقدرة غزة الصابرة


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 18:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


عجِبتُ لِمَن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه (( الإمام علي إبن ابي طالب )) .
ليس تحريضاً ولكنني من شدة الألم والغضب الذي فضح المستور والمغطى طيلة ثلاثة أشهر من البطولة والبسالة والشجاعة التي تجددت محياها مع شروق لحظات النصر ورفع المعنويات لإستعادة إحياء القضية الفلسطينية وابعادها المزروعة في نفوس الشعب العربي الذي إستيقظ ذات صباح فقرأ على مسامع كل متابع أن هناك إشارة فوق العادة وربما غير مسبوقة ويستحيل تجاوز متابعة تلك الواقعة .
عملية طوفان الاقصى قصة تُشبهُ الأساطير بكل معانى التفسير لإيجاد مخرج للازمة التي تشتعل وتهدأ منذ العقود الثمانية الماضية.
مشاعر فوق مقدرة غزة الصابرة تحدد بوصلة أوجه الإنتصار رغم ما نراه من تدمير ٍ بعد حصار .
الصراع العربي الاسرائيلي ، المقاومة مستمرة ،
السلام المفقود ، الحرب تتأجج ، وقف إطلاق النار ،
لقاء سرى وأخر علني ، رفض المفاوضات بين الطرفين ، فشل الإتصال لأسباب مجهولة ، لقاء قمة عربية ،
إجتماع مغلق ، فرض حصار ، تبادل لاطلاق الأسرى ،
صفقة القرن ، عودة التطبيع ، الأعتراف المتبادل بحق الدوليتين ، فوق كل تلك العناوين تبقى الحرب وإقتناع الشعب الفلسطيني طيلة تلك المراحل المفصلية التي تخللها عناوين أنفة الذكر ، فالمقاومة هي الطريق والدرب الوحيد الذي يُوصِل الى نتيجة حتمية لإستعادة حق ابناء فلسطين في بناء دولتهم رغم الغيوم التي ظللتها اكثر من سماء وفضاء منذ التشريد الشهير والترحيل المُجبر خارج حدود الوطن الفلسطيني الذي تم إدراجه على لائحة الدول التي يُرادُ لها ان تُمحى "" لكي يحَّلُ مكانها شعب اكثر دموية فيما اذا ما تيسر لَهُ وسائل وسلاح يستغلهُ في تنفيذ وإتخاذ المجازر وسيلة لتحقيق الإرهاب الدولى اليهودي الصهيوني المنحى "" .
اذاً عملية طوفان الاقصى غيرت نظرة المجتمع الدولي والشعوب التي كانت ربما غارقة في جوانب كثيرة من احداث تختلف عن صيغة الحروب ، هذا اذا ما عُدنا الى إندلاع الحرب الاوكرانية الروسية التي اخذت جزءاً كبيراً من الإعلام مؤخراً في حصة العالم ، ومن هناك كان الغياب التام عن رواج إعادة الحديث فيما يخص القضية الفلسطينية التي اخذت مسيراً سياسيا جديدا في توسيع رقعة حلقة مشروع دونالد ترامب في الإخاء الإبراهيمي غير مفهوم وغير معلوم لمعظم الأمم .
فكان التطبيع يتسلل عبر وسطاء يمررون المؤامرة تلو الأخرى وكأن الشعب الفلسطيني مُغيَّب و تم إزاحته عن الساحة التطبيعية تحبباً لأسباب أكبر من قدرة السلطة الفلسطينية التابعة لوديعة إتفاق اوسلو الباهتة من جهة ، كذلك لو إستعدنا جوانب اكثر أهمية فسوف يتم الإستهجان لمراحل ما بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بأسلوب ربما ليس مهماً العودة الى التفاصيل .
اطلال غزة شاهدة على المثابرة الأبدية في إتساع مسرح العمليات العسكرية الضخمة التي أخذت على عاتقها قيادة المقاومة في مسيرها المُشرف والمُشرق الذي فضح اسرار الألهة ما بين من يرفع أصبع المواجهة ، وما بين من يُنكِسُ رأسهُ خوفاً من الإلغاء السياسي ، او عدم إطالة أمد الحكم الأبدى تحت غطاء الحماية الدولية.
غطرسة الإدارة الاميركية وكل الحلفاء لهم دور لا يُخفى في التشريع العلني لإدارة قيادة حكومة الجزار بنيامين نتانياهو الذي أخذ نفساً غير مُنتظر مباشرة بعد عملية طوفان الاقصى ، حيث كانت الصدمة ولأول مرة ربما في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي "" تُهاجم إسرائيل وجيشها في عُقرِ دارها "" ،
كانت دائماً تحارب وتقاتل خلف حدودها التي رسمتها وأخذت موقعاً لها ولإحتلالاتها المتتالية رضاء الامم المتحدة وتم تسجيلها في ملفات علنية وليست سرية وإجبار هيئة الامم على توقيع فرض احتلالها لفلسطين ، وبداية تسميتها أرض الميعاد ، إنطلاقاً من تلك المحصلة البديهية كانت حكومة العدو الصهيوني قد روجت قبل بداية شنها الحرب الحالية في عزمها على ملاحقة الارهابيين واقتلاعهم من ارض غزة حسب كل محور لقاء تم سراً وعلناً بين الإتصالات السريعة لتغطية مُستدامة لحرب غزة الحالية .
إما عنونة المقالة او السرد التاريخي في العجب لِمَن لا يخرج رافعاً سيفه بعد جوع او خنوع او صمت او ردة او حتى إستغاثة وحرص أصيل على إغاثة سريعة للملهوف حسب الكرم والجوَّد العربي الذي يتغلغل في نفوسنا افراداً وشعوبا ننتمي الى لغة واحدة في جزيرة العرب التي راودتها الحروب ومراحل السلام وأنحصار فترة زمنية ليست قصيرة تحقيق جدارة الإستحقاق للعيش على أرضنا .
إذا كانت كل الانظمة الغربية قدمت وتقدم لدولة الصهاينة ما يُلزم من عدةٍ وعتاد وحتى رجال .
فكيف هي حالنا نحن ابناء "" الرَبعْ الواحد "" متى يا تُرى سوف نُغيثُ الجائع والمجروح والمحاصر والمغبون والذي يحارب ويقاتل بأظافره مُعتقداً أن شرف فلسطين يبقى رهناً بعيداً عن المساومة او الخنوع لتلك المهالك التي تفرضها الإمبريالية العالمية على دول الطوق التي لها علاقات ديبلوماسية مع الصهاينة .
تعتقد إسرائيل اذا ما فعلاً تم إدراج مشروع حَّل الدولتين فسوف يكون ذلك بداية لنهاية قيام إسرائيل المنصوص دائماً في عقول قياداتهم التي تحمل ابعاد عنصرية لا تحتاج الى شرح .
فلذلك كل دقيقة تستغلها إسرائيل الان في محاولاتها المعتادة وإستخدام الاسلحة المتطورة وربما الممنوعة دولياً ، فها هي الطائرات تغير وتقصف بأسلوب عشوائي غير آبهة لما تقترفهُ في التدمير للأبنية السكنية المدنية وإرهاب الناس وإجبارهم على مواصلة الفرار وفرض عمليات "" الترانسفير المنظم لديهم في كل مراحل الحروب السابقة والحالية والقادمة على حدٍ سواء "" .
المشكلة الأن ليس في شمال غزة او وسط القطاع او جنوبهِ او حتى في مناطق اخرى في الضفة الغربية ومناطق تواجد مخيمات اللاجئين ، القضية أخذت أطراف الإمساك في فرض قوة مقابل المحتل وإن كانت غير متناسقة .
ما قبل عملية طوفان الاقصى كان الحوار على مقربة من التصفية لصالح إسرائيل.
اما بعد إندلاع الحرب ، علينا قراءة دقيقة لِما نملكهُ من طاقة إذا ما قررنا العزم على حساب مكتسبات ريعها لصالح ألشعب الفلسطيني منفرداً ومقرراً مصيرهُ بعد رحلة ثمانين عاماً من المقاومة و العزلة .
الحاجة الى ماء ودواء وسلاح ودعم ، لا يُستجدى من ابناء العمومة والجيرة الأخوية المعمدة بالدماء .
في هذه المرحلة الدقيقة وربما الاخيرة من سرعة تدهور حالة قطاع غزة المحاصر ، علنا نستيقظ قبل فوات الأوان يا سادة وقادة دول الطوق.
العشرات من الألاف يتوزعون ما بين طفل وأمراة وشيخ ، أستشهدوا وما زالت المعركة مستمرة ،
وصلت حصيلة الجرحي الى ما فوق المعتاد في حروب دامت ايام واسابيع وشهور ، ولكن المؤسسات الصحية كانت مفعلة ، على ارض المعركة الان كل يوم حصار وكل يوم دماء وكل ساعة قراءة مُبهمة ليس لدينا تفسيراً جوهرياً عن الصمت والسكوت والإستهانة والتقليل من شأن حالة إنقاذ ما يُمكن إنقاذه .
فوراً بلا إستشارة هنا أو هناك فالإنسان الفلسطيني في خطر فماذا لدينا لكى نخشاه ، قبل حساب الشعوب .
وللحديث بقية.

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 31 كانون الاول- ديسمبر / 2023 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقيع على قذيفة من العيار الثقيل للقتل
- إستئناف نِفاق مزدوج أمريكي صهيوني
- إخراج قيد عائلي .. و زيح أحمر غائر
- قنابل غبية وأذكياء من حِقدٍ متفوق
- سقوط هيكل صهاينة العهد الموعود
- ضمير عربي إسلامي دولي متخبط
- حقائق و أوهام الحرب
- مناخ … وأفخاخ
- هدنة ما قبل التهور المتناقض
- رضيع وطفل وإمرأة و شيخٌ وكوفية و قضية
- لحظة غضب مُستدامة ضدكم
- الحروب والمواجهة مستمرة في غزة
- نُزهة غزة الصهيونية لن تدوم في فلسطين
- اللاسامية يجب أن تفتضح
- إهتزاز صورة الإنسان بعد مقتلة ومذبحة غزة
- القضاء على القضية الفلسطينية والعذر الأجدد حماس
- هل تُريدُها طويلة الأمد يا مجرم الحرب
- إشهاد يا عالم علينا وعلى غزة
- أكاذيب و أضاليل عن طوفان الموتي في غزة
- كرة دم تتدحرج والحكم بلا صافرة


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام محمد جميل مروة - مشاعر فوق مقدرة غزة الصابرة