حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 01:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يكن "رمضان قديروف" يستعرض كلاميا، عندما وجه القيادة في موسكو قبل اشهر، بضرورة الانتقال الى مرحلة التكتيك النووي.
اليوم باستهداف مبنى الكريملين بقلب العاصمة الروسية موسكو، دخلت روسيا فعليا مرحلة "الهزيمة النفسيّة"، التي تتحمل مسؤوليتها مباشرة القيادة السياسية و العسكرية. كما أن قرار مدير "شركة فاغنر" اليوم، بالانسحاب يوم العاشر من مايو، من جبهة "باخموت"، بعد مقطعي فيديو بثهما على التوالي، هو كذلك امتداد لهذه الهزيمة، و كذلك سابق لها، حيث ان خلافاته مع القيادة العسكرية ليست وليدة اليوم، بل يمكن رصد اول بداياتها قبل اسابيع مضت.
يحمل "بريغوجن" المسؤولية مباشرة للقيادة العسكرية و الاوليغارشيا الحاكمة، في عرقلة وصول الذخائر الى جبهات القتال، و هو بذلك يحاول اخلاء ساحة "بوتن" من اللوم، أو بما يعني، أن هناك خيانة في الداخل الروسي، ارتباطا بالحادث الاول، استهداف "الكريملين".
هنا تم الوصول الى اقصى مدى استفزاز ممكن دون رد يذكر، و الأسوء انه يدخل ضمن بنود ما يسمى بالعقيدة الدفاعية، أو "العقيدة النووية" التي لاطالما اشهرها طراطير الجيش و بيادق السياسة في موسكو، في وجه المؤيدين قبل المعارضين، كما حدث عندما اقترح "قاديروف" بشكل ملح، استعمال النووي التاكتيكي، كضرورة حيوية في ساحة المعركة، أي من منظور القتال على الارض طبعا، و ليس فقط الاستعراض، او ممارسة الضغط/الرعب النفسي، و عندها تلقى محاضرة وضيعة جدا، من قبل "ديميتري بيسكوف"، تتحدث عن كيف و متى يكون الردع.. بمعنى "ليس شأنك"، و باستحضار ممل لبنود تلك الوثيقة التي تم الآن ضربها بعرض الحائط هذه المرة، كسياسة عليا في الرد و التعامل مع مختلف اشكال التصعيد، و الأسوء ان تشخيص الحادث هذه المرة، من قبل الروس، يفضي الى اتهام مباشر لاوكرانيا، و الولايات المتحدة من ورائها.
طراطير موسكو الآن مجبرون على تقديم الحساب، أو اغلاق افواههم الى الأبد،
و في جميع الحالات نشهد نهاية مذلة ل "روسيا"، نفسيا على الأقل، سببها حسابات القيادة السياسية الضيقة و الوضيعة، و عبث الاستراتيجيات العسكرية، و شيء من الخيانة طبعا.
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟