أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - الدولة اليهودية و أزمة الوجود او قرب النهاية















المزيد.....

الدولة اليهودية و أزمة الوجود او قرب النهاية


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 06:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيش اسرائيل هذه الأيام حالة تخبط شديد بسبب قرب اعلان الاتفاق النووي الجديد مع ايران.
هذا الاتفاق الذي لم تعر فيه الادارة الأمريكية اي اهتمام لشطحات الساسة في تل ابيب، الرافضة بشدة لهذا الاتفاق، و كذا الاتفاق الذي سبقه، و الذي وقعه اوباما، قبيل سنوات، نيابة عن الولايات المتحدة كطرف متعهد و اساسي، متجاهلا عويل و صراخ "نتنياهو"، كرئيس حكومة عن تكتل يقوده حزب "الليكود"، المتشدد، و كذلك متجاهلا ديبلوماسية اليمين الاصولي، ممثلة في وزير الخارجية آنذاك " افيدور ليبرمان".
من خلال هذا التقابل البسيط يمكننا الوصول الى ما تعنيه فعليا الازمة في الداخل "الاسرائيلي" بخصوص المسألة الايرانية، حيث يمكن اعتبارها و بكافة اشكال القطع و اليقين أزمة "دولة"، قبلها ازمة تدبير او ازمة سياسة او سياسة خارجية.
هنا كذلك يطرح سؤال كبير جدا، بخصوص الدور الذي تلعبه دول الغرب، و الولايات المتحدة، في المسألة الايرانية، باعتبارهم حلفاء تقليديين، و داعمين ملتزمين بأمن الدولة اليهودية. فالحديث هنا يتعلق بمسألة وجود، قبلها قضايا امنية.
و السياق هنا، هو البرنامج النووي لدولة تعلن العداء الواضح و المطلق لدولة اسرائيل، باعتبارها كيانا غاصبا وجب ازالته، و هذا العداء كذلك في معناه الشامل، او البنيوي هنا، يتجاوز المحدد السياسي او الاستراتيجي أو الجيوستراتيجي، و ذلك باعتباره "عقيدة دينية" قامت و تقوم عليها دولة بحجم ايران، باذرعها الممتدة في لبنان و سوريا و اليمن، على اساس عقائدي و طائفي حاد النبرة و النزعة، و على شكل ميليشيات مسلحة بعضها وصل الى مراحل متقدمة في بناء تشكيلاته و تطوير عتاده بشكل صار يحظى بتقييم عسكري مرتفع، يهدد بالاستحواذ الكامل على دولة من حجم لبنان، أو الاستيطان بشكل دائم، تحت شرعية النظام السوري المنتصر، و المحمي بدوره من قبل روسيا، التي تنخرط عضويا في تعزيز هذا الوجود، و اعادة تأهيل الدولة التي تحتضنه.
هنا يكون الموقف الغربي خصوصا، اعلانا مبطنا، بعدم التزام اي من دول الاتفاق النووي، بامن الدولة اليهودية، و عدم اكتراثها من اساسه، بقلق الساسة و النخب العسكرية في تل ابيب، من استفحال المد الايراني، و هو عائد بالأساس الى مخرجات هذا الاتفاق النووي، الذي لم يمنع ايران من المضي قدما في برنامجها، و إن على ضوء الالتزامات المسطرة،فقط، و لكنه كذلك ساهم في ابقاء هامش تحرك كبير لديها، لتعزيز وجودها في أكثر من بؤرة توتر، مستغلة حالة الفوضى الشاملة في منطقة الشرق الاوسط و كذلك، و هذا الأهم، الشرعية التي استمدتها من خلال هذا الاتفاق، الكارثة، كما يوصف في "تل ابيب"!
هنا نستغرب، كيف يمكن ان تستمر دولة اسرائيل في تبني نفس النهج، و كيف يستمر ساستها على نفس خريطة الحلفاء و الصداقات، الموضوعة قسرا فوق طاولة خيارات وهمية، تعتبر ان دول الغرب تنصت لقلق تل ابيب، و ان الادارة الامريكية تتفهم "قلق تل ابيب"، و ان الساسة في تل ابيب يعملون على التفاوض بخصوص بنود هذا الاتفاق او سابقه، عن طريق قنوات موازية، او سرية، كما يحدث بعد قليل، حيث يرتقب ان يبدأ رئيس الموساد زياراته الى واشنطن لتبادل التقارير و الملاحظات و الاقتراحات، بعد اتصالات الساسة مع "بايدن" و التي شهدت كذلك، تبادل مشاعر و احاسيس القلق ! او الرفض الشبه المعلن من جهة، للاتفاق، جملة و تفصيلا، و المبطن كذلك، لموقف الولايات المتحدة الامريكية، و باقي دول الاتفاق، التي لم تعد اصلا تقيم اي وزن لرأي "تل ابيب" او حتى ملاحظاتها و مخاوفها !
أنه لمن تجليات السخرية في التاريخ، ان من يقوم اليوم بدور الشيطان الاخرس، كرئيس للحكومة اليهودية، و هو "يائيير لابيد" كان بالأمس هو ذلك الصحفي و السياسي المعارض، الذي يعارض "نتنياهو" في كل شيء، باستثناء تعاطيه مع الملف الايراني، حيث كان موقفه داعما بشكل مطلق لاندفاع نتنياهو، في مسالة تجاوز الاتفاق و المضي نحو الحل العسكري بشكل منفرد، و ها هو اليوم يفاوض، بشكل اسوء و اكثر انحدارا من "نتنياهو" و ديبلوماسيته في أدنى اليمين، و إذ يصرح اليوم حكوميا في جوابه الضمني على شيء من هذه السياقات و التقاطعات ..
"أما أولئك الذين يقولون لنا إننا لا نرفع صوتنا بشكل كاف أو لسنا فظين بشكل كاف, فأذكر لهم ما حدث فعلا: عندما أصرّت إسرائيل في العام 2015 على الدخول في خلاف غير مبرر مع الإدارة الأمريكية, تكلل هذا بفشل ذريع. الطرف الأمريكي توقف عن الاستماع إلينا. كما ألحق ضرر بالعلاقات معه والإدارة وقعت في نهاية المطاف على اتفاق سيء مع إيران"
هنا بالذات يجب طرح السؤال، نفس السؤال الذي طرح قبل سنوات، ماذا كان لدى "تل ابيب" من امكانات او خيارات لم تقم بتفعيلها ؟ طبعا لا نجد شيئا، أو نجد العدم، و هو اقتحام ساحة الحل العسكري بشكل منفرد، و هو موضوع تسريبات ظهرت مؤخرا، عن خطط جاهزة لضرب ايران تم تعطيلها في آخر لحظة، خلال فترة اندلاع احداث ما سمي بالربيع و قبلها كذلك! و هو الفعل و رد الفعل، في نفس الآن، و المنطقي و الموضوعي، على طريقة التعاطي الدولية الغريبة مع ملف حساس و متشابك الخيوط، و الغرابة هنا لا تأتي طبعا، من خلال ماهية الاشكال، بل من خلال طبيعة التحالفات و المحاذير الناتجة عنها، و يتعلق الامر بما لازال يسمى "حلفاء اسرائيل" التقليديين، و دعمهم الراسخ و التزامهم بامنها و وجودها .
طبعا لا يستقيم في العرف الديبلوماسي اعتبار التنصل من التزام معين، تحولا نحو المعسكر المعادي، رغم اننا بصدد حالة حساسة جدا و جد مركبة. و عكس ما يظهر في الصورة على أنه تنصل من هذه الالتزامات، بلسان المخذولين في "تل ابيب"، أو محاولات احتواء سلمية للخطر الايراني، براغماتية النزوع، و بدون كلفة ضخمة، كغزو العراق مثلا، فإن الحقيقة و الواقع و المردود الفعلي لهذا التعاطي و هذه السياسات هو قطعا، اتفاق سيء، و هو ما همس و يهمس به من حين لآخر، نتنياهو، و كبار العسكريين في "تل ابيب" .. "أن التعاطي الغربي متمثلا في الاتفاق النووي كان كارثة أمنية و جيسوستراتيجية على تل ابيب و المنطقة"، و انه ساهم في تقوية ايران و تعزيز قدراتها بشكل سيء جدا، صارت معه عملية الاستئصال شبه مستحيلة، حتى بالنسبة للقوة الامريكية في الشرق الاوسط ! و هنا حيث استفاق الجميع على وقع الصدمة، التي كان يعلم قادة الغرب جيدا، شكلها و وقعها، باعتبارهم مشاركين عضويين و مستفيدين نافذين من النشاط الايراني، و بدأنا نسمع تصريحات في الولايات المتحدة، عن ضرورة سلك مسار التغيير من الداخل في ايران، عن طريق دعم الاحتجاجات و تأجيجها، كما صرح رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية السابق "مايك بومبيو"، في سياق انسحاب الادارة السابقة من الاتفاق النووي، و سلسلة من الاوهام التي باعها و سوق لها الرئيس السابق "ترامب" .. من التلويح بضرب ايران عسكريا الى صفقة القرن في الشرق الاوسط الى "تدوينة تويتر" تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل اعلان التطبيع مع دولة اسرائيل من قبل هذا الاخير، او ما نسميه "صفقة وحيد القرن". و بتدوينة "تويتر"، كذلك، تمت اقالة مستشار الامن القومي الامريكي "جون بولتن"، المتحمس جدا لضرب ايران عسكريا، و الداعم بشدة في نفس الآن، لاطروحة الانفصال التي تتبناها "جبهة البوليزاريو" في شمال افريقيا .
هنا بالضبط استشعر الساسة في "تل ابيب" خطورة القادم، و تصاعدت الكتابات في الاعلام و الهمس في اروقة الساسة بخصوص الحسم في استحالة اي تدخل عسكري تقوم به الولايات المتحدة لانقاذ ما يمكن انقاذه، و بالتالي اطلاق العنان لكافة اشكال العته و الجنون و الدعارة السياسية و الجيوستراتيجية، فبعد نهاية ولاية "بينيت" الحكومية، التي تخللها شبه انقطاع للاتصال مع الادارة الامريكية، نجد اليوم عودة "لابيد" بنفس الاعذار، و المماطلات، و ذلك الحوار البئيس مع الحائط، او الفراغ ..

و هذا ما يتقنه اليهودي العاجز المتخبط المهزوم أكثر من اي شيء آخر !



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاملات كوخافي في حضرة النجمة الخماسية
- بدايات
- -وزارة الثقافة و مصادرة كتاب -مذكرات مثلية- من معرض الكتاب ا ...
- كلام حول لاءات و مآلات جماعة -العدل و الاحسان-
- نظمات الحرب الحديثة و الحرب النووية / محددات الصراع النووي ب ...
- بين موسكو و تل ابيب ..
- نقاط اساسية في فهم التحولات الطارئة، من الشرق الاوسط الى شما ...
- مواقف و قضايا
- حول الموقف الاسباني الجديد من نزاع الصحراء
- حلف الناتو و محاذير النذالة
- نهاية الاسبوع، بداية الاسبوع
- منطق و مآلات الصراع بين روسيا و منظومة حلف الناتو
- ماذا بعد مقتل قاسم سليماني ؟
- العاب نهاية السنة
- حدثان و تقاطعات
- نهاية حزب الاخوان في المغرب، سياقات و مآلات
- المجتمع المدني
- حكومة يبقى الوضع على ما هو عليه، و سكر (الاخوان) بره !
- بين التاريخ و الحضارة، و التحولات الكبرى !!
- لم يعد هناك مكان في الوسط


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - الدولة اليهودية و أزمة الوجود او قرب النهاية