أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - نهاية حزب الاخوان في المغرب، سياقات و مآلات















المزيد.....

نهاية حزب الاخوان في المغرب، سياقات و مآلات


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتحدث عن خسارة مدوية لحزب "الاخوان"، و كأننا كنا او مازلنا ضمن نفس ذلك "المسار" الديمقراطي، الذي يزعم الحزب انه دشنه كبديل للمجهول، و تسيده طوال ولايتين حكوميتين ! و نفسه المسار الذي يتولد من داخله هذا النقاش، نقاش الحصيلة الحكومية للبيجيدي على امتداد ولايتين حكوميتين، و الحصيلة الانتخابية لنفس الحزب بعدهما .
هو منطق و منطلق يفرض نفسه على الجميع، و الوحيد ربما الذي امتلك شجاعة الخروج منه و من داخله هو "منيب"، عندما قالت مؤخرا بالانتخابات المزورة، و هي التي اوصلتها الى البرلمان في نفس الآن ؟!
تجري الأمور و كأن هناك من يريد صناعة او فرض نمط من الوعي السياسي، مفاده ان "البيجيدي" عوقب انتخابيا، اي شعبيا، بينما المسألة ليست بالضرورة كذلك، و هنا ينطلق نقاش آخر صعب، عن مسالة الاختراق، أو ما الذي دفع بالحزب الى تدمير نفسه بالتدريج و عبر مراحل، او هل كان البيجيدي، فعلا، بالحجم الذي تم التسويق له منذ البداية ؟!
من الصعب تجاهل تصريح "الياس العماري"، قبل حوالي خمس سنوات عندما كان امينا عاما لحزب "البام"، و القائل صوتا و صورة، بأنه "طلب من حزبهم الانسحاب، من بعض الدوائر الانتخابية، افساحا للمجال، امام اكتساح البيجيدي" ؟!
هذا كلام مسؤول، حتى و ان بدا سرياليا، لانه صادر عن شخص الامين العام لحزب، و لانه موجه لوسائل اعلام معروفة الخلفية و الوجهة، و درجة الانتشار، و حيث هو اخراج شبه شبه متلفز، تلاه توضيب صحفي نصي على شكل حوار او لقاء، نشر في جريدتين معروفتين لا يستهان بحجمهما في سوق المقروئية !
السؤال الفارق هنا، يتلخص في هذه الصيغة التركيبية المفترضة لواقع انتخابي آخر و هو :
"هل كانت النتيجة لتكون نفسها، في حالة لم يكن المنافس، حزب "الاحرار" ؟!
و بخصوص الواقع "السياسي"، هل كان لحزب العدالة و التنمية، منطلق سياسي معين، لم يحافظ عليه ؟!
الإجابة في جميع الحالات، تفضي الى مفهوم "اللاجدوى" .. L absurde" .. في لعبة السياسة و العملية الانتخابية "المنشطة لها"، حتى لا نقول، المحركة لها ! و هو تنشيط يرقى لمستوى الفولكلور، مقنن بالدستور كقانون للسياسة، و الاعراف الدستورية، ك "قانون لدستور السياسة" !!

نجد أن "بنكيران" لم يتحرك خارج الخط السياسي المرسوم سلفا لحزبه، و الخط الذي رسمه الحزب نفسه، لنفسه، بعيدا عن صراع الصقور و استقطابات "الحمائم" .. و التي تظل عناصر ثانوية و داخلية، تؤثر على الجو العام داخل الحزب، لكنها لا تمس "عمله" الحكومي، الخاضع بالضرورة للسلطة العليا و الصلاحيات المتنفذة !
و كما ان تشكلات و مآلات الخلاف، داخل الحزب نفسه، لا تؤثر على هذا المستوى، فإنها بالضرورة تتأثر أو تخضع، لهذه السلطة، او الصلاحيات المتنفذة !

إن تواجد "العثماني" في منصب "وزير الخارجية"، في سياق معين، محلي و اقليمي و دولي، ليس وليد تجاذبات و استقطابات داخل "الحزب"، أو اي حزب معين، حاكم، او مشارك في اغلبية الحكم، بل هو "شبه املاء" كما يفهم من تطابقه و حالات اخرى مجاورة، و هو تطابق يصعب او يستحيل نفيه بالمطلق !!

نلاحظ هنا ببساطة، كيف ان بداية الانهيار الداخلي، للحزب، بدأت مع وصول الجمهوريين الى السلطة في الولايات المتحدة، و حيث كان "العثماني"، دون غيره، يجد مقعدا حميما و قريبا، بجوار نظيرته "كلينتون"، في المحافل الدولية، دون غيره من نظراء وازنين من دول وازنة، فإن هذا المقعد بقي شبه شاغر، عند الجانبين، بل إن التمثيلية الديبلوماسية الامريكية في المغرب، بقيت شبه فارغة، طوال فترة حكم "ترامب"، بما يشبه علاقات ديبلوماسية شبه مقطوعة، باستثناء مشارف السنة الاخيرة التي شهدت عودة موظف ديبلوماسي، و ملحق ثقافي، قبل الشروع في مراسيم دعم و رعاية "اكذوبة" ما سمي بصفقة القرن، و بعدها مراسيم "التطبيع و حفل السقوط الكبير !
إن الخارجية الأمريكية هنا، كانت في وضع يشبه القطيعة، مع "حكومة الاخوان"، و جزء كبير من منظومة الحكم ككل، و هو الوضع الذي استمر لمدة غير يسيرة، ظهرت معها عشرات الفرضيات و التساؤلات من قبل المراقبين، عن ماهية الخلاف او الاشكال، الذي ظل محكوما بالغموض، او اللامشكل، اللاتواصل ! و هو لبس استمر بالتحديد، طوال تواجد "ريكس تيليرسن"، على راس وزارة الخارجية الأمريكية، توازيا و تزامنا مع تواجد " جون بولتون" كمستشار للأمن القومي !
إن اولى بوادر عودة العلاقات، بشكلها التمثيلي التواصلي المباشر، و الظاهر، لم تبدأ الا بعد استقالة "ريكس تيليرسن"، و اقالة "جون بولتون" على التوالي، حيث شرع مباشرة وزير الخارجية المعين الجديد "مايك بومبيو" في القيام برحلات مكوكية و غريبة الى العاصمة "الرباط"، سبقت أو استبقت دخول صهر و مستشار "ترامب"، "جاريد كوشنير" الى معادلة الوصل و التواصل الجديدة بعنوانها الابرز آنذاك، "صفقة القرن"، و مآلها المفاجئ، "التطبيع"، و ما يسمى "مرسوم ترامب"، بخصوص الصحراء الغربية !
و كما في بلدان اخرى عديدة، كانت هناك رغبة ملحة لتحييد اطياف الاسلام السياسي، من خارطة التوازنات الجيوسياسية، في سياق التمهيد ل"صفقة القرن"، و وصفات تطبيع البؤر الحساسة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا، حيث استهلت ادارة الجمهوريين ولايتها بتصنيف "الاخوان" كتنظيم ارهابي، و هو ضوء اخضر معلن، لأنظمة ما بعد "الربيع الاخواني"، يفيد بالمرور الى السرعة القصوى في مقاربات التصفية و الاستئصال !
إن هذا "الربيع الاخواني" الذي دعمته ادارة "الديمقراطيين" بشدة، و راهن عليه جزء لا يستهان به من الغرب كذلك، كحل وسط لاحتواء غضب "الشعوب" و فورات الميادين، جعل من مسألة "التطبيع" و "صفقة القرن"، أمرا غير مقبول عند شارع صدق اكذوبة ان زمن الصمت ولى و أن الكلمة صارت للجماهير الغاضبة، و عليه كان لابد من العودة الى ذاك المرجع "الامريكي" المتعالي، في الاخضاع و اعادة ضبط الارادات، سواء على مستوى الشارع أو حتى الأنظمة المستفيدة من وضع شاذ ما، بشكل او بآخر، و هو المرجع الذي يتشكل من ثلاثة عناصر : العسكر، الاقتصاد، السياسة .
هكذا، تتحد كيانات الاقتصاد و الاقتصاد العالمي، مع كيانات العسكر، و السياسة، لاعادة صنع المشهد وفق الصورة المراد تسويقها للشارع المنهك، و المستنزف، و هكذا تم معالجة ازمة "الاخوان" في مصر و ليبيا، و اليمن، و تونس، و معها كذلك بعض مظاهر و بقايا الأنظمة السابقة، على مراحل و مستويات عديدة، كان اخرها اعلان الاخوان جماعة ارهابية، و الشروع في اعادة المحور الخليجي/ السني السلفي / الى الاضواء، بالموازاة مع تصعيد لهجة الخطاب، بخصوص الملف الايراني !
هي خريطة تحالفات و تجاذبات تؤدي الى نفس النتيجة كذلك، أي اللا معنى و اللاجدوى ! حيث ان ايران و ان كانت داعمة مثلا للمقاومة الاسلامية في غزة و جنوب لبنان، فإنه لا رابط يجمعها مع المشروع الاخواني الذي يظل نقيضا للمشروع الايراني/الشيعي اكثر مما هو نقيض للمشروع السني الخليجي، او حليف غير معترف بشرعيته على الأقل، باعتباره "مشروعا سنيا"، يجمع حوله نفس اهل "السنة و الجماعة" ؟؟
و حيث ان دويلة قطر، أو "طبل" الاخوان العالمي، أو برميل الغاز الدولي النافذ داخل امريكا نفسها، و اليمين الاصولي اليهودي كذلك، في واشنطن و تل ابيب، تعرض بالتزامن كذلك لحصار يقال بانه "خليجي"، او من طرف الاشقاء الاعداء، و هو الحصار الذي بدا يتبدد، و بشكل سريالي، بعد مغادرة "الجمهوريين" للحكم، و عودة "الديمقراطيين" للبيت الابيض، و السريالية هنا تكمن في دخول "تركيا" كذلك، الى نطاق المصالحة و اعادة ترتيب العلاقات مع دول الخليج زائد "مصر" .

نحن الآن بصدد عملية اعادة ترتيب للاوراق، بشكل عمودي و أفقي، و هي عملية تعتمد على اعادة تأهيل الانظمة و المنظومات المستهلكة، و التخلص من تلك التي لم تعد صالحة لاعادة التدوير .. و هو بالضبط، حال الاسلام السياسي في شمال افريقيا، أي المغرب تحديدا، باعتبار أن وصوله الى السلطة و ممارسته لها لم يكن بشكل راديكالي او جذري، كما أن ابعاده عنها، لم و لن يكون كذلك، بل عبر مراحل من الاستنزاف و الحشر في الزوايا القاتلة كما يراها المريدون، و هي "التطبيع" اولا و أخيرا، ثم "تدهور الاوضاع المعيشية" بالنسبة لباقي اطياف الشعب !!

ختاما، نكاد نجزم بان السقوط في حالة حزب العدالة و التنمية، ليس موضوعا انتخابيا، أو نتاج سياسيا شعبيا، لأن هذا ببساطة ضرب من ضروب الاختزال و التسطيح و التدليس، من منطلق العلوم السياسية و ابسط مداخله المنهجية، و جهل او تجاهل لواقع السلطة و منطق الحكم !

لدينا قناعة بان نهاية الاخوان هنا كانت تنزيلا عنيفا و تداخلا بنيويا مركبا لارادات عليا .. ليست بالضرورة متوافقة حتى مع بعضها !!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني
- حكومة يبقى الوضع على ما هو عليه، و سكر (الاخوان) بره !
- بين التاريخ و الحضارة، و التحولات الكبرى !!
- لم يعد هناك مكان في الوسط
- من سيرة كلب أجرب
- نهاية الاخوان في المغرب، ديمقراطية الصناديق و اشياء اخرى !
- السياسة و سياسة الحقيقة
- العبث في الشرق للاوسط، تأملات تاريخانية
- الحكومة الاسرائيلية .. حكومة التوحد
- الشرق الأوسط، و مرحلة ما بعد الفوضى !
- المشهد السياسي الراهن في اسرائيل، و الاقصى !!
- في اشكالية الثورة
- انقلاب في الاردن !
- خواطر صباحية.. -مصر و تركيا و الثورة-
- حدث الآن و الأمس، و يحدث دائما
- تفكيكات بنيوية، على هامش التطبيع و الوطنية
- بين التيه و التيه المركب
- من ذاكرة الربيع
- بعد عشر سنوات .. اين حركة 20 فبراير ؟
- ظاهرة التصحر، من منظور التاريخ و الايديولوجيا


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - نهاية حزب الاخوان في المغرب، سياقات و مآلات