أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - لم يعد هناك مكان في الوسط















المزيد.....

لم يعد هناك مكان في الوسط


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 7032 - 2021 / 9 / 28 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


...

هناك خبر شبه مؤكد، عن زيارة يعتزم القيام بها وزير الدفاع الاسرائيلي، "بيني غانتس" الى المغرب، الأيام القادمة، على رأس وفد استثماري يضم مستثمرين يهودا من اصل مغربي في مجال الصناعة العسكرية.
...
قبل ايام، و بعد اعلان الجزائر اغلاق مجالها الجوي في وجه الطيران المغربي، ظهرت بيانات منسوبة الى الفدرالية، تدعوا المغرب الى التهدئة و اقالة الموظف المسؤول عن اعتراف "القبايل"، او ما يظهر على أنه النقطة التي افاضت الكأس !
و غير بعيد، كان موقف البعض في اليمين بعيدا عن الصواب، حيث اتهم "الفدرالية" بالترويج للجبن و الانهزامية و الانبطاح، هل الأمر فعلا كذلك ؟
هنا بالذات وجب طرح سؤال بسيط و سهل : هل يعكس موقف "الفدرالية" قناعاتها الحزبية، او قناعات مكاتبها السياسية و قواعدها المناضلة ؟!
ليس المهم هو الجواب بالتحديد، قد يكون كذلك، و قد يكون اكثر "انهزامية" من منظور يميني طبعا، لكن السؤال الذي يجب طرحه هنا بالذات هو بخصوص الموقف الرسمي، و بصيغة اوضح، هل بيان الفدرالية، ترجمة لموقف رسمي غير معلن، أو يختمر داخل اروقة السياسة و صنع القرار؟ لاسيما تزامنه مع هجوم "وضيع" و معتوه، تقوده انكشارية "اخنوش" الاعلامية، ضد "السياسة الدبلوماسية الخارجية في شخص "ناصر بوريطة"، و كأنه كذلك، هو المقرر و الآمر و الناهي داخل وزارته ..
تحديد اجابة معقولة على هذا السؤال، يكون منطقيا بانتظار ما ستنتجه الايام القادمة من تطورات، و هذا هو الشكل الموضوعي الوحيد للاجابة، او نصف الاجابة، حيث يبقى السؤال متفرعا الى اتجاهين ..
هل موقف الفدرالية، ترجمة او ايماء مباشر، من دوائر عليا، او جناح مشارك في صناعة القرار، حيث يصنع طبعا ؟!
أم انه في حال تم اعتماده كمسلك ديبلوماسي رسمي، يبقى مجرد تلاق في النظرة الى الامور، أي تلاقي نظرية "اليسار" عن وحدة الشعوب و تجنب النزاعات المفتعلة، بالمنطق البراغماتي للسلطة، الذي يتجنب خوض غمار مجهول، قد لا يعلم بم سوف يبدأ و بماذا سوف ينتهي ؟!
...

أثناء كتابة هذه السطور، نتذكر ما سمي، من باب السخرية، ازمة "بانكيمون"، و كيف اضطرت "الدولة" الى الاستعانة رسميا، ب "نبيلة منيب" كموظفة سلك ديبلوماسي غير معلنة، او سفيرة نوايا يسارية حقوقية، حسنة، و كيف كان لهذا التوظيف دوره المعتبر، في سياق كانت الديبلوماسية الفعلية نوعا ما "مهزوزة"، بسبب توترات مع "فرنسا" و دول الخليج العربي كذلك خصوصا !
"نبيلة منيب" هنا، لم تكن تمثل حزبها او احزاب الفدرالية، بل كانت تمثل الدولة، كشخصية سياسية لها وزنها "السياسي" ذات اليمين و ذات الشمال، و بمعنى انها تملك نوعا من المصداقية لدى اغلب الاطراف، و هو ما جر عليها انتقادات و همسات من داخل الاحزاب نفسها، احزاب اليسار الاصلاحي و قواعد النهج، منها التلميح لاشتغالها على نيل منصب او حقيبة ديبلوماسية .. او وزارة الخارجية حتى !!

...

"بيني غانتس"
وزير الدفاع الاسرائيلي، الجنرال السابق و بطل الحرب، معروف بكونه يساريا، علمانيا حداثي الهوى، يراس تحالف "اسرائيل ازرق أبيض"، الحزبي الانتخابي، الذي يدعوا الى التغيير و السلام، أو الاستسلام للجميع، تحت راية علمانية بيضاء و دولة زرقاء، تكفل للجميع الحقوق و المساواة و الحرية و العدالة، و تنهي الفصل و التمييز الديني و العنصري !

كان "بيني غانتس" رأس الحربة و المقاتل الاشرس، في معركة كسر العظام، التي اطاحت بحزب الليكود، و "نتنياهو" خلال خمس جولات انتخابية و انحباس حكومي سياسي، دام اكثر من سنة !! ليحصل مؤقتا و بعد ذلك بشكل حاسم على "حقيبة الدفاع"، كما نص الاتفاق "بينيت/لابيد"، و "بيني غانتس"، و القائمة العربية .. في انتخابات عجيبة و سريالية كذلك !!
قبل تشكيل الحكومة النهائية، التي سوف تطيح ب "نتنياهو"، تم تشكيل عدة ائتلافات حكومية مؤقتة، اعطت وزارة الدفاع ل "بيني غانتس"، مؤقتا، بجوار "نتنياهو" كرئيس وزراء، ثم بعد ذلك تم اعطاء الوزارة الهامة، لرئيس الحكومة الحالي، "نفتالي بينيت"، خلال الائتلاف الرابع او الخامس، و قد كانت هدفا مبكرا له، منذ تقديم /افيدور ليبرمان/ لاستقالته من المنصب، اواخر سنة 2019 ، و هذا الاخير يمثل حليفا معلنا لليمين الصهيوني، الى جانب "نفتالي بينيت"، و حزبيهما ال عبارة عن نسخ شبه متطابقة، خطا و ايديولوجيا و عقيدة، "البيت اليهودي" / "اسرائيل بيتنا .. و حيث بنى كل منهما برنامجه الانتخابي على لازمة "استئصال" حركة حماس، فور الوصول الى منصب رئيس الحكومة بالنسبة ل "افيدور"، و الوصول لوزارة الدفاع بالنسبة ل "بينيت" الذي تعهد ايام شغله لوزارة التعليم، بالقضاء على كافة قادة حماس في ظرف 24 ساعة بمجرد وصوله للمنصب !
و خلال الجولة الأخيرة التي سوف تسقط "نتنياهو"، حدث ما لم يكن في الحسبان، او حدثت المفاجئة، حيث كانت احزاب اليمين تحاول ما امكن، و فقط، نيل اغلبية برلمانية زائد وزارة العدل و الدفاع، ما يمكنها من اتخاذ قرار الحرب و السلام بحرية و اريحية بعيدا عن حسابات حزب الليكود المنهك و المكبل بالفضائح و المتابعات القانونية و متتاليات الفشل. لكن المفاجئة كانت، أو الخيانة كانت، كما اصلها و جذرها، عربية..، حيث و بتزامن صعود "يائيير لابيد" على حطام "بيني غانتس" الذي فشل في اسقاط الليكود انتخابيا، ستندلع بشكل مبهم احداث الشيخ جراح، و حرب غزة الاخيرة، لتزعزع موازين اللعبة، و تخلخل خزانات الانتخاب، داخل الدولة اليهودية، ضف الى كل هذا، قيام احزاب القائمة العربية الموحدة و الاسلامية، بشكل سريالي و مفاجئ، بدعم تحالف "بينيت-لابيد" في الزمن القاتل، ليصير "نفتالي بينيت" محظوظا بالحكومة و الخارجية، تناوبا مع "لابيد"، بينما يعود "بيني غانتس"، بشرف الخاسر، الذي قاتل الى النهاية، لاخذ "وزارة الدفاع" !!
...
أثناء الفترة التي اعلن فيها "بيني غانتس" خسارته لرهان "اسقاط الليكود" انتخابيا، بكل شجاعة و وضوح، تم استقباله في احدى شاشات الاعلام العبري ، ذات امسية و بشكل البث المباشر، لاعلان خسارة تحالف "ازرق ابيض"، لرهان تشكيل الحكومة و الظفر بالأغلبية، و في مشهد قد يظهر تهكما صهيونيا او مواساة، بالمفهوم الحداثي اليساري، خاطب المنشط ضيفه "بيني" .. قائلا ..
المهم ان المواطنين العرب /عرب 48 تعرفوا خلال الحملة الانتخابية على سياسي لطيف جدا و مهادن، و متشبع بقيم التسامح و السلام" ..

هنا امتعظ "بيني غانتس" من كلام المنشط التلفزي قائلا، لا اقبل هذه الصورة على أية حال، كسياسي حاليا أو كعسكري سابق، و يسترسل فخورا و منتشيا ربما ليقول ..

"انظر هناك .. هناك .. هناك قبور مازالت تحمل اسمي في لبنان و الضاحية الجنوبية الى اليوم" !


ختاما ..

هل ستقبل مثلا، "نبيلة منيب" لقاء "غانتس" و وفده المهم جدا، مشاركة في ذلك من موقعها، كشخصية سياسية يسارية و برلمانية، في اطار نفس موضوعها السابق، المتعلق بالوحدة الوطنية و المصالح العليا ؟!
و هل نتخيل مصافحة بين الاثنين، و همسا من قبل هذا الاخير في أذن "اليسار البرلماني" او "البرمائي"، بما مفاده "ايييه الحلاوة دي" ؟؟؟

يا وطنيين .. يا مطبعين .. يا ممانعين ..
لم يعد هناك مكان في الوسط !!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيرة كلب أجرب
- نهاية الاخوان في المغرب، ديمقراطية الصناديق و اشياء اخرى !
- السياسة و سياسة الحقيقة
- العبث في الشرق للاوسط، تأملات تاريخانية
- الحكومة الاسرائيلية .. حكومة التوحد
- الشرق الأوسط، و مرحلة ما بعد الفوضى !
- المشهد السياسي الراهن في اسرائيل، و الاقصى !!
- في اشكالية الثورة
- انقلاب في الاردن !
- خواطر صباحية.. -مصر و تركيا و الثورة-
- حدث الآن و الأمس، و يحدث دائما
- تفكيكات بنيوية، على هامش التطبيع و الوطنية
- بين التيه و التيه المركب
- من ذاكرة الربيع
- بعد عشر سنوات .. اين حركة 20 فبراير ؟
- ظاهرة التصحر، من منظور التاريخ و الايديولوجيا
- التطبيع و -تامغرابيت-
- امريكا و الديمقراطية الوسخة..
- تأملات سوسيوثقافية بأثر رجعي
- التطبيع مقابل الصحراء، أم -الصحراء مقابل التطبيع- ؟!


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - لم يعد هناك مكان في الوسط