أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - العاب نهاية السنة














المزيد.....

العاب نهاية السنة


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طيران جيش الدفاع الاسرائيلي يقوم ببهلوانيات لا تشاهد حتى في اضخم انتاجات افلام الاكشن الأمريكية، فبعد تزويد موسكو لسوريا بمضادات جوية نوعية، يعيد اليوم جيش الدفاع ما يمكن اعتباره نفس العوبة 2018، أي الاغارة على مواقع سورية في نفس اللحظة التي تكون وسائط الدفاع الجوي السورية معطلة، أو في اللحظة التي يكون فيها استعمال اي رد ناري، خطرا على الحركة الجوية الروسية قرب مطار "حميمم" او باقي اماكن التواجد العسكري الروسي !!
أنها ديبلوماسية غليظة نوعا ما، و ثقيلة، تلك التي تخاطب بها اسرائيل بعض بقايا خصيان السوفييت، و ايتام سطالين !
نذكر ان سقوط او اسقاط طائرة التجسس العملاقة "ايليوشن" بالضبط قبل ثلاث سنوات من اليوم، كان ردا مباشرا و ضمنيا، على اول اسقاط لمقاتلة اسرائيلية، و هو رد جاء بعد اسابيع معدودة !
كيف اسقطت اسرائيل "ايليوشن" الروسية، و عليها 17 من ارفع الضباط الروس ؟! كان ذلك بنفس الطريقة تقريبا، حيث قامت مقاتلتان من جيش الدفاع بتنشيط و تفعيل الوسائط الدفاعية السورية، في نفس اللحظة التي تواجدت فيها هناك طائرة "ايليوشن" الروسية، التي ترصد النمل و القمل في سوريا و ما بعد سوريا الى حدود مزارع خيار جيش انتصار، في مصر ! و دون ان ترصد الشبح المتربص بها، و الذي لم يكن بهذا المعنى حتى مصدر النيران، بل الهدف، الذي استدرج النيران الى عمق مؤخرة الهدف الحقيقي .. قبل التواري في المحيط و ترك روسيا في حيرة من امرها !!

هذا الحادث أنتج مباشرة، اقدام "موسكو" على التاشير بتزويد سوريا بمنظومات اس300 للدفاع الجوي، و بدأ هنا تدريب جحاش الجيش السوري على استخدامها، و هو ما تم خلال ستة اشهر، شهدت تخرج ما سمي بأول فوج "آس300"، و دخوله الخدمة تحت اشراف و تاطير عسكريين روسيين، يحد بشكل شبه كامل من فعالية اي عمل دفاعي نوعي مباشر و جاد، حيث يفقد كل شيء قيمته و معناه اذا فكرنا لحظة واحدة، في ان هناك تنسيقا دقيقا فرضته هذه الحادثة بين الجانبين الاسرائيلي و الروسي، و هو خط ساخن يشتغل قبل دقيقتين من اي هجوم مخطط له، و يعطل اي نشاط عسكري جوي روسي، و معه كذلك اي نشاط دفاعي سوري، بعتبار ان الروس هنا اوصياء مباشرون على وسائط الدفاع الجوي الحديثة و النوعية !!

هكذا استمر النشاط الاسرائيلي فوق السماء السورية بوتيرة متصاعدة، رغم بعض الآراء التي كانت تتوقع خفوت هذا النشاط المفرط بنهاية مهام "غادي ايزنكوت" على راس هيئة الاركان اواخر عام 2018، و هو العقل المهندس لما بات يعرف باستراتيجية ردع الوجود الايراني في سوريا و المنطقة، منذ تسلمه المنصب تزامنا مع تصاعد وتيرة الفوضى داخل الحدود السورية !
سنة 2019 و ما بعدها، شهدت استمرارا لنفس الوتيرة الحادة و العنيفة، بقيادة "افيف كوخافي"، رغم بعض التحذيرات الامريكية حتى، و الملازمة للخطاب الديمقراطي المتحفظ و المهزوم، بل الملحوظ ان هناك استعمالا متصاعدا للقوة النارية، خصوصا بعد اول استعمال للقصف الصاروخي، انطلاقا من البحر هذه المرة، عن طريق سفن حربية اسرائيلية، اواسط هذا العام، بالتنسيق طبعا مع الجانب الروسي، بحكم ان القصف كان مجاورا لقاعدة عسكرية روسية كانت تتخذها عناصر ايران درعا لها بعد تزايد نطاق الاستهداف .

تشير القراءة العمودية للمشهد هنا الى نفاذ استراتيجية اللاحرب و اللاسلام الاسرائيلية، في اطار توافقات و حزازات تظهر و تختفي و تعيد تشكيل ذاتها، بينما تقول القراءة الأفقية، أن هناك حربا اخرى غير معلنة، بين الجانبين الاسرائيلي، و الروسي، منطلقها هو عجز الادارة الامريكية عن خوض هذه المواجهة او التدخل، و هذا كذلك من تركات الادارة الديمقراطية السابقة الشاذة، و المهزومة، و الموبوئة بلوثات المنظومات المافيوية العميقة، المتغلغلة داهل اوساط الغرب و المستفيدة من معادلات الخراب و الخراب المؤجل في الشرق الاوسط، بدا منذ الخط الكيماوي الأحمر لاوباما، و الذي تم الدوس عليه بكل كاريكاتورية، ثم الاتفاق النووي مع ايران، و الذي اظهر انتهازية الغرب و ضلوعه بشكل عضوي مباشر في تقوية "البعبع" الايراني، و اظهر كذلك رخص نخبه السياسية، التي واكبت هذه الكارثة، و استفادت منها، و ذلك على حساب امن المنطقة و العالم،
ختاما ..
الرسالة الاسرائيلية وصلت الى موسكو في وقتها، و بأقصى و أقسى درجات السريالية و الغرابة، و يعاد كذلك التذكير بها من حين لاخر، لكنها لم تصل بعد الى بيت الداء الحقيقي، اي ادارة الديمقراطيين في امريكا، و دول الاتحاد الاوروبي !!

مرة أخرى نقول بأن في عمق امريكا و منظومة الغرب المتهالكة شيء فاسد يغذي المشروع الايراني، و يمنع استئصاله !



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدثان و تقاطعات
- نهاية حزب الاخوان في المغرب، سياقات و مآلات
- المجتمع المدني
- حكومة يبقى الوضع على ما هو عليه، و سكر (الاخوان) بره !
- بين التاريخ و الحضارة، و التحولات الكبرى !!
- لم يعد هناك مكان في الوسط
- من سيرة كلب أجرب
- نهاية الاخوان في المغرب، ديمقراطية الصناديق و اشياء اخرى !
- السياسة و سياسة الحقيقة
- العبث في الشرق للاوسط، تأملات تاريخانية
- الحكومة الاسرائيلية .. حكومة التوحد
- الشرق الأوسط، و مرحلة ما بعد الفوضى !
- المشهد السياسي الراهن في اسرائيل، و الاقصى !!
- في اشكالية الثورة
- انقلاب في الاردن !
- خواطر صباحية.. -مصر و تركيا و الثورة-
- حدث الآن و الأمس، و يحدث دائما
- تفكيكات بنيوية، على هامش التطبيع و الوطنية
- بين التيه و التيه المركب
- من ذاكرة الربيع


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - العاب نهاية السنة