حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 14:09
المحور:
كتابات ساخرة
في مقال لاذع له، و صَلبٍ، بمعايير التحليل السياسي و الانضباط المنهجي في عملية جرد السياقات و المآلات و الدلالات، سبق للكاتب الصحفي "علي انوزلا" أن اعتبر حكومة "جطو"، بمثابة "عقاب ملكي" موجه للشعب الذي لم يشارك بكثافة في الانتخابات، بشكل انتج ذاك المشهد الانتخابيّ "المُبَلقن"، و الذي أحرج "القصر" كثيرا، و خلخل معادلة الدستور كقانون للعبة السياسة، و الاعرافَ الدستوريةَ، كقانون ٍلدستور السياسة. و هو المقال الذي نجزم أنه عَجّلَ باعتقاله و اخراس صوته المزعج جدا و المتفرد، الى شبه الابد !
هنا وجد القصر نفسه امام صدام لابد منه، مع حزب لا يمكن اتقاء شره، انطلاقا من مأثورة "اتق شر من احسنت اليه يوما"، و بمعنى اقناع و اسكات كافة اطره و مناضليه، رغم كونه حزبا "متمخزنا" حتى النخاع، و غارقا في الريع السياسي و دعارة المواقف و المبادئ.
و هكذا، تم الذهاب نحو كسر العرف، او التقليد، و تعيين وزير اول تكنوقراطي، بدل الارتكان لنتائج التصويت، و قبلها "القانون الدستوري" و العرف السياسي.
بعد سنوات ..
قبل اعلان الخبر بشكل رسمي، انتشرت اخبار عن عدم تعيين "اخنوش"، رئيسا للحكومة، كما يفرض العرف و القانون، لاسباب عدة و رجوعا الى فرضيات و معطيات قديمة و أخرى جديدة تناسلت كالفطر، في اوساط الاعلام المقرب من دوائر القرار، منها مثلا، كونه "ورقة شبه محروقة" شعبيا، و منها كونه يمثل ازعاجا لاطراف داخل دائرة الحكم، الضيقة، و منها أنه يحمل اجندات مشبوهة، تسعى لاحداث الوقيعة بين الشعب و القصر ؟!
و الغريب، مثلا، ان الجهات النافذة في دائرة الحكم، و المفترض انها مصدر هذه الاخبار او الشائعات، حسب تقديرات موازين القوى و النفوذ المعروفة، هي نفسها تلك التي كان يرميها "بنكيران" بنفس التهم، قُبيل استوزاره بعد تعديل الدستور، و التغيير الهادئ، في سياق خطاباته العلنية الموجهة لقواعد حزبه و لوسائل الاعلام!
لكن تم كما هو منتظر، من باب الصلاحيات و الاعراف، تعيين "اخنوش" رئيسا للحكومة، فيما يمكن اعتباره هذه المرة "غضبا إلاهيا"، بالمفهوم التاريخي و الانثروبولوجي السياسي، على الشعب و القصر و الجميع .. ؟!
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟