أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رياض قاسم حسن العلي - شئ عن الهوية














المزيد.....

شئ عن الهوية


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 20:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سألني قبل سنوات أحدهم إن كنت سنيّا او شيعيّا. فأجبته كان الاجدر بك ان تسألني أولاً هل انا مسلم او لا. لأنّ التشيّع والتسنّن يتبع الإيمان الاوّل لكنّه فاجأني بردّه؛ حيث قال لي لا علاقة للإيمان الدينيّ بالهوية الطائفيْة فأنت سنيّ او شيعيّاوحتّى لو كنت ملحداً او لادينيّا، لأنّ مفهوم الهويات الفرعية هي هويات ثقافية واجتماعية وليست بالضرورة ان تكون هوية دينيّة بحتة .
والهويات الفرعيّة ليست دينيّة او طائفيّة بل تتعدد إلى هويات مناطقيّة وعرقيّة وقبليّة وسياسيّة في بعض الأحيان. ففي وقت ما كان السؤال المتداول في بغداد : هل أنت شيوعيّ ام بعثيّ؟ في حين أنّ سؤال الهوية يكاد يختفي في مدينة مثل الچبایش لأنّ الاغلب الاعمّ من سكان هذا القضاء الجميل هم من قبيلة واحدة ومن طائفة دينيّة واحدة في حين انّ سؤال الهوية في مدينة مثل بغداد او البصرة يستحقّ التأمّل لأنّ هذا السؤال يتبع الوضع السياسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ في مرحلة ما.
وفي كلّ دولة يختلف سؤال الهوية ، ففي مصر مثلاً يكون سؤال الهوية في الغالب دينيّا بينما في المغرب يكون السؤال عرقيّا بالنسبة الى العرب والامازيغ.
وفي بعض الاحيان يكون الاسم دليلاً على هويّة ما ، فآسم مثل عبد الحسين او عبد الزهرة او عمر او صهيب دليلاً على آنتماء لهوية طائفيّة ولكن ليست مذهبيّة لأنّ المذهب هو اتجاه عقائديّ ، فمن المنطقيّ ان نجد شخصا آسمه عمر مثلاً وهو ينتمي طائفيّاً الى السنة لكنّه يذهب في مذهب عقائديّ مغاير في مرحلة ما ، ولكن في الاغلب يكون الانتماء الطائفيّ يتبع الاتجاه المذهبيّ لأنّ العقيدة الدينيّة وإن كانت متوارثة بحكم التنشئة الاجتماعيّة بيد أنّه يحدث أن يشهد تحوّل في هذه العقيدة بحسب الاقتناع الروحي والعقلي وهذا يرجع الى الشخص نفسه.
وفي الدول القوميّة التي نشأت في القرن العشرين.،فإنّ السؤال عن الهوية يكون محصوراً بالتفسيرات الدستوريّة والقانونيّة. بينما في الدول الشموليّة لا معنى لهذا السؤال لأنّ المواطنين كلّهم تابعين لهذه الايدولوجيّة الشموليّة؛ كأن تكون قومية او يسارية او أسلاموية. ومن يتبع ايديولوجية مغايرة يعد خائناً ويعدم في الغالب. لذا تكون الهويات الفرعية مضمورة وفي داخل المنازل فيما يتعلّق بالافراد الذين يحتفظون بها. امّا للأفراد المؤدلجين فالامر مختلف .
في لبنان مثلاً يكون السؤال عن الهويات الفرعية مقنّنا؛ بمعنى أنّ الانتماء الطائفيّ مشروع. فالاحوال الشخصيّة تكون حسب آنتماء الفرد لطائفته. وبحسب اتفاق الطائف. فإنّ السلطات السياسيّة توزّعت بين الطوائف اللبنانية حتى أنّ إحدى الصحف كما اتذكر أصدرت ما نشيت بعد هذا الاتفاق. مفاده ( توازن الطوائف في اتفاق الطائف ).
ومن المعلوم انّ مفهوم الحكم في العراق بعد الاحتلال كان شبيها بهذا الاتفاق. حيث تمّ تقسيم السلطات الثلاث بين الطوائف والقوميات العراقية الثلاث ( سنة وشيعة واكراد) وطبيعيّ ان تقوم الاحزاب الحاكمة في لبنان والعراق بتعزيز المفاهيم الطائفية لمصلحتها الخاصة.
فالهوية ليست خطابا طوباويّا كما يذهب إلى ذلك علي حرب. بل هي مفهوم ينتمي إلى الفرد وعلاقته بالمجموعة ، فالانسان في المجتمعات الضعيفة والهشة يشعر بالحاجة الى هذا الانتماء، لأنّه يشعر بأنّ الدولة غير قادرة على حمايته ناهيك عن الصراعات المسلحة التي تحدث بين الطوائف. او ربما تستأثر طائفة ما بالحكم والثروة على حساب باقي الطوائف. حتّى لو كانت الطائفة الحاكمة ليست اكثر عددا من باقي الطوائف الاخرى ، ففي البحرين مثلاً يكون عدد الشيعة أكثر من نصف عدد السكان لكنهم لا يشاركون في الحكم. وكذلك الحال مع الطائفة العلويّة في سوريا حيث هي أقلية لكنّها هي الحاكمة على الرغم من أن الحزب الحاكم في سوريا لا يتبنّى المفهوم الطائفي. لكن مفهوم السلطة والحكم في الشرق الاوسط لاعلاقه له بالاتجاهات العلمانية .
والهوية ليست ضدّ العولمة ، فالثقافات المحلية لايمكن ان تلغيها العولمة وهذه الاخيرة يمكن ان تصلح للتبادلات الاقتصاديّة. ولكنّها لم تنجح في طمس الاختلافات المحليّة. بينما التبادلات الثقافية بين الشعوب هي تبادلات بين الثقافات المحلية. وعادة أنّ الدول التي ليس لها عمق تاريخيّ كالولايات المتحدة تسعى إلى الهيمنة الثقافيّة على باقي الشعوب من خلال نمط الحياة والسينما والدولار والاعلام. ولكن التقدم التكنلوجيّ أتاح لكلّ الشعوب ان تقدم هويّاتها الثقافية بشكل اوسع لباقي المجتمعات.
ويمكن استثمار الهويات الفرعية للنماء والتنوع الثقافي في البلد الواحد. وكذلك على نطاق عالميّ فالصراع ليس هو السمة الدائمة بين الطوائف والقوميات بل إنّ هذا الصراع هو لحظة مؤقتة.
فالسائح لايريد مثلاً ان يشاهد بلده في البلد الذي يزوره بل يريد ان يرى الثقافة المحلية المختلفة .
لكن الامر الخطير هو أن تتفوّق الهوية الفرعية ( طائفية- عرقية- ثقافية- سياسية) على الهوية الوطنية العامة ، فالوطن لا تعلى عليه اي هوية اخرى ، ولهذا حديث متصل.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيني وبين إيران
- المحتوى الهابط في الادب
- في الحاجة الى التنوير واشياء اخرى
- البصرة مدينة الرب التي تحرسها الانهار
- في احوال القراءة / اراء
- بوح
- شئ عن الصحافة في العراق
- من سيرة الجوع والوجع إلى فرج الزعلان..
- همسة في سردية الشعر/ نماذج
- تناصات في وحشة الهور
- نحن والتلفزيون
- البحث عن الذات قراءة في رواية ( دفوف رابعة العدوية ) لعبد ال ...
- من يوميات الجوع
- خلدون السراي والرأس الذي تحول الى عش للعصافير
- مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية
- رهان عبد الكريم كاصد الستيني
- عن جوع التسعينات اتحدث
- ضياء خضير يعانق جان جاك روسو
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رياض قاسم حسن العلي - شئ عن الهوية