أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - تناصات في وحشة الروح














المزيد.....

تناصات في وحشة الروح


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7373 - 2022 / 9 / 16 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


حسناً...
هاهي ساعة الوداع قد حانت
حيث لم يبق أي شغف في الحياة..
وأنا منذ ذلك اليوم الجبلي الذي منحني فيه الرب الكثير من الساعات الإضافية...
وحيث شفتا زوجة كاكا محمود وعيونها الخضراء...
لم يعد يثيرني في تلك الحياة شيء...
لانبيذها الاحمر...
ولا فستقها الحلبي..
ولا نهود كلّ النساء في شارع ادجوير رود...
طفلةٌ وغشيمة هي الروح...
سأتذكّر فوزي كريم وهو يتبختر ببنطلونه القطنيّ في بوابة قاعة البرت هول...
وأتذكّر عكازة عبد الخالق الركابي في شارع المتنبي وهو يدسّ في جيبه ورقة ما...
سأتذكّر شارعنا الضيق وهو يثير الغبار إذا مرت به سيارة رباعية الدفع يملكها أحد الاغنياء...
وتلك البنت التي كانت ترسل إليّ قصاصات ورق في عصاري الصيف الخانقة...
حيث ضاعت سنين العمر بلا خبرة...
وانا قد ضعضعني العرق ذو القبعة السوداء...
وملابسي المعلّقة خلف الباب..
وحذائي العتيد...
هل تذكرون حينما رفضت ان اخرج من البيت لأن جوربيّ الوحيدين لا اعرف اين ذهبا ذات شتاء...
وانا المدلّل حيل صباي ضيعته وانا شاب...
ببضعة دنانير كنت اذهب إلى العشار أجوب الطرقات وكلمات حسين عبد اللطيف تمشي أمامي...
لم يبق لدي شيء...
سوى مكتبة فقيرة فيها آلاف الكتب...
وبضعة قبلات...
ووردة مخبّأة في كتاب قصصيّ لعبد الستار ناصر...
فيه نساء كثيرات...
ومحطة قطار...
لا أتذكّر....
وبضعة اشرطة لكريم منصور يبكي فيها على صديقه محمد...
ويتغزّل بأمّ الشامات...
لم يبق لي شيء سوى تلك الاحلام...
هل تذكرون سطح بيتنا...
حيث الشبق الأوّل قرب دجاجات تبحث عن ديك نزق...
وتلك العصاري ذات الجوّ الخانق في الصيف...
وثمة جنازة لصديقي ضياء تمرّ في الشارع المغبر...
والنساء على الأسطح..
أي عصريّة عيد تلك يا دوخي وأنا الذي ينفع لمثلي الحزن واريده يزيد...
لم يبق لدي شيء...
وانا ابحث في اهوار الجبايش عن ملاذ لجبيني المرهق...
هل أنتهي من عمر كذّاب...
والإغواء الذي غمرني من عمر الشباب..
والليل يخنق الصباح...
والنهر الصغير...
اتذكرونه..
حيث سبحت لأوّل مرّة...
ونائب ضابط جبار يصرخ بي...
لا تغرق يا ولد...
وأنا خصمي الليل..
تريدني جرف لا أخاف من الروج...
وفي جبال السليمانية حيث كنت جائعا...
ثمة بغل في الوادي...
وأنا على رأسي بندقية شرطيّ نزق كهذا الديك الذي تبحث عنه دجاجات سطح بيتنا العتيق...
وفي ذهني؛ روحي سهام هجرك مرّة دنها
ومرة أبعد جروحك ومرة دنها
وبين الهور والجبل رصاص كثير...
وسلطة غاشمة...
ونساء وخمر ...
وقصائد لحسب الشيخ جعفر لا افهمها...
ألم صبري كالملح على وجه الارض...
ولم يبق لدي شيء...
ذات يوم سأكون تحت التراب..
وحينما أموت قولوا لا يستاهل..
ويا سهر ذوب جفن عين العليل...
أكتب واقرأ منذ ثلاثين سنة...
وها أنا وحدي بلا شفتين...
ولا نبيذ...
موت لدينا...
وهل تريد ان نزفك بلا اغنية...
يمرّ بينا هذا الرصاص ونحن غافين...
يا كريم منصور...
صارت دنيانا عدوّ بحجة خليل
وحتى اغلى الناس صاير عاذل..
هل للسماء أن تنهمر وتعتذر بغداد
وأنا مع ضياء نشرب سم..
قالوا مات...
امس سلم علي وفات...
حينما يأتي الليل حسباتي تزيد...
لا اذم الريح وشراعي رقيق...
يا كريم منصور...
وانا اعيش في بيدر عذابي...
والتمر رطب عال...
ونحن جنب النار التي ركضت اطفيها وانا شاب...
ثمة ناس لا تسمع..
وأنا أمشي وأقول وصلت...
والقنطرة بعيدة...
والحكايات ورق..
وهذا الحائط المهدوم...
في مدينة تحتها قبور الجنود
وهل يوجد حائط في دنيانا لم يهدم؟
هل ندقّ اوّل باب؟
لا ردّ
وثاني باب...
لا ردّ
وحرقنا الثياب
لا عود ثقاب
والدخان يعمي العيون...
يا كريم منصور....
وتناخت النسوان...
وخيال العشاق يمرّ على الطرقات..
ونسمع شاعرنا...
ضعن ولفي سره وكوطر وانا حاي
بعيد ولاسمع وني ونوحاي
مدام الوگت دافني وانا حاي
اخافا ليش بعد من المنيه



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17
- هلوسات 16
- هلوسات 15
- هلوسات 14
- هلوسات 13
- هلوسات 12
- هلوسات 11
- هلوسات 10
- هلوسات 9
- هلوسات 8
- هلوسات 7
- هلوسات 6
- هلوسات 5
- هلوسات 4
- هلوسات 3
- هلوسات 2


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - تناصات في وحشة الروح