أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - نحن والتلفزيون















المزيد.....

نحن والتلفزيون


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 04:33
المحور: الادب والفن
    


ارتبطت مرحلة مابعد الحداثة الاوربية بالسينما والتلفزيون والحداثة الشرقية بالتلفزيون تحديداً لأن السينما كانت ذات تأثير محدود في فئة خاصة من المجتمع - باستثناء مصر لأنها كانت تنتج السينما- بينما كان دخول التلفزيون الى كل بيت أثر في تغيير اتجاهات الرأي العربي ليس نحو العلمنة والتنوير بل كتعبير عن توجهات السلطة الدينية التقليدية او القبلية القسرية لذلك استثمرت السلطة مابعد انتهاء الحقبة الكولينيالية وبدأ خرافة الاستقلال الوطني خاصية التلفزيون للتأثير على افراد الشعب الجائع لهكذا وجبات من التعبئة المؤدلجة بدون أن يعرف هذا الفرد لأن ما لديه من معارف لا يتجاوز سيقان زوجته او توجهات السركال وشيخه المتوج بلا قيمة.
ومن المعلوم انه في المدن كانت ثمة طبقة انتلجنسيا مثقفة تمارس النشاط الثقافي المتعدد بالاضافة الى طبقة متعلمة هي عماد الوظائف والمهن الحكومية والاهلية وبقية الشعب كان يمارس حياته بشكل اعتيادي لا يعرف من الحياة الا السعي لتوفير لقمة العيش وهم في الاغلب العمال والحرفيين الماهرين وغير الماهرين والمتسكعين والشقاوات والباعة والحمالين والحراس والشرطة والسائقين وغيرهم وهؤلاء من السهل التأثير عليهم بواسطة التلفزيون بينما اعتمدت السلطة على الانتلجنسيا والمثقفين لتنفيذ سياستها التوجيهية.
في كل دول العالم فان التلفزيون وسيلة للترفيه الا لدينا نحن في الشرق البائس فأنه وسيلة للتعبير عن قصائد في حب القائد وأقوال القائد واغاني في مديح القائد وحينما تنتهي البرامج نكون امام شخير القائد.
ويجدر بالذكر هنا ان التلفزيون العراقي هو أول تلفزيون بث في الشرق الاوسط سنة 1956 وكان في البداية لا يحمل أي ايديولوجيا خاصة لكن بعد سنتين تحول الى اداة بيد العسكر الجدد واستمر في ذلك لعقود طويلة ووصل الامر الى بث محاكمة وأعدام عبد الكريم قاسم وزبانيته على الهواء مباشرة من قبل انقلابيين لا يقلون وحشية عن المنقلب عليهم.
ويمكن أن نقول ان التلفزيون العراقي منذ الثمانينات تحول الى تلفزيون شخص الحاكم بأمره ومكرس بالكامل لبث توجهاته وتوجيهاته وفق أجندة مخطط لها من قبل مكتب الثقافة والاعلام في الحزب الحاكم.
وفي حرب الثمانينات كان يحلو للتفلزيون العراقي ان يعرض قتلى الحرب بشكل مقزز وبعيد عن كل انسانية وحتى بعد نهاية الحرب وفي التسعينات تحديداً استمر تلفزيون الشباب في عرض هكذا مشاهد قبيحة كي لا ننسى.
كانت الرحمة تأتينا نحن اهل البصرة في الصيف حينما تهب رياح الشرچي فنستقبل بث تلفزيون الكويت فنرتاح لأيام معدودة قبل ان تعود رياح الشمال الكريهة.
واكثر ماكان يشدنا في تلفزيون الكويت هي الاعلانات حيث نشاهد منتجات لا نعرفها ولم نسمع بها لأننا كنا نحارب وكل المجتمع يجب ان يحارب.
لكن مع ذلك كان ثمة شئ جيد بعض الشئ ، كبرنامج الرياضة في اسبوع في يوم الثلاثاء الذي يقدمه مؤيد البدري والذي اشتهرت مقدمته التي كانت موسيقى حلاق اشبيلية لروسيني والذي بدء بثه لأول مرة في آذار سنة 1963 وتوقف في آذار 1993 وبرنامج العلم للجميع في يوم الاربعاء الذي كان يقدمه المرحوم كامل ادهم الدباغ حيث بدأ بثه لأول مرة في أيلول 1960 وتوقف في آذار 1994 ويذكر ان الدباغ هو كان صاحب فكرة التوقيت الصيفي والشتوي ومن الطرائف التي يتداولها الناس حينها ان المرحوم الدباغ كان لايمتلك أذن . وبرنامج عدسة الفن لخيرية حبيب يوم الخميس والذي بدء بثه سنة 1969 ويذكر ان اول من قدمه هو الفنان سامي السراج ثم تركه ليقترح مخرج البرنامج على زوجته خيرية حبيب ان تقدمه بدلاً عنه وتميزت خيرية بخجلها وهدوءها الملحوظ وبسببها وبسبب المقدمة الموسيقية انتشر البرنامج انتشاراً كبيراً وحظي بشعبية كبيرة جدا.
وبرنامج سينما الاطفال الذي تقدمه الجميلة نسرين جورج والذي جعل السينما محببة للأطفال من خلال شرح نسرين للفلم ومداخلات الاطفال الحاضرين.
وفي صباح يوم الجمعة كان لابد من برنامج عشرة دقائق بصوت أمل المدرس وكذلك لا ننسى البرنامج الشهير ( استراحة الظهيرة ) الذي كان يبث في ظهيرة كل جمعة وفيه القفشات الكوميدية لمحمد حسين عبد الرحيم وامل طه وبقية الممثيلن وكان يعالج بعض الظواهر المجتمعية بأسلوب كوميدي ممتع ثم فجأة اختفت كل تلك البرامج لأسباب عديدة كأنه قدر وخطط لنا أن نعيش زمن التفاهة والانحدار والتوجيه المقيت.
وبمناسبة الحديث عن مذيعي تلفزيون بغداد فأن مايلاحظ على المذيعين الرجال ان شكلهم يوحي بأنهم ( زلم خشنة) بشواربهم الكثة وسحناتهم المتجهمة وجديتهم المفرطة وهم بذلك يقلدون ولي نعمتهم لذلك حينما جاء اكرم محسن كان كالمذيع الكيوت وسط جوقة الديكة المحيطة به ويقال ان بعض الامريكان كانوا يعتقدون ان مقداد مراد حينما كان يلقي البيانات ابان احتلال الكويت هو الرئيس نفسه بسبب تشابه السحنة الشواربية ومن الطريف ان شمعون متي حلق شاربه بعد سقوط النظام كأنه يريد التخلص من هذا الثقل الكبير الذي يجثم فوق فمه.
بينما المذيعات كن ( نسوان معدلات) لكن في الشكل فقط ففي المستور الكثير من الخفايا وخاصة الحادثة التي تعرضت لها راجحة خضير بسبب نكتة ويقال ان مذيعة اخرى هي التي وشت بها.

لكن التحول الكبير حدث بعد الغاء القناة الثانية وبداية الخراب الكبير في التسعينات حيث بدأت حقبة تلفزيون الشباب المثير للجدل واتذكر انه في احد الليالي بث فلماً كان يحتوي على مشاهد جنسية صريحة جدا ويبدو ان القائم على البث وضع شريط الفيلم وذهب لينام بدون ان يعرف ماذا يحتوي .
واشتهر تلفزيون الشباب بامرين الاول هو الاعلانات الساذجة فعرفنا فوائد الجلافة السحرية والفيلكس العجيب والمطارة الجميلة واعلانات المطاعم في وقت كان اكثر من ثلثي الشعب يقاتل كي يوفر وجبة واحدة في اليوم.
والامر الثاني هو الاغاني الهابطة التي كان يروج لها تلفزيون الشباب بحيث نسى الشعب اغاني فؤاد سالم وحسين نعمة وياس خضر السبعينية في خطوة كان يهدف القائمون على هذا التلفزيون خلق ذائقة جديدة تتلائم مع الخراب العام الذي كان يعشيه المجتمع آنذاك ،وعلى ذكر تلفزيون الشباب لابد ان نتحدث عن عبد الغفار العباسي وهو احد منتسبي اللجنة الاولمبية الوطنية وقد تم تجنيده لتقديم برنامج ديني لكنه صار اضحوكة من قبل الشعب العراقي ومن الطرائف التي يتذكرها العراقيون عنه ان امرأة سألته ان زوجها يحتسي الخمر ويطلب منها ان تعمل له مزة جاجيك فماذا تفعل ؟ فما كان من العباسي الا أن رد عليها قائلا : يعني الة تگولين أسمها جاجيك يا عيني ... اثرميهن بنية عمل الزلاطة خيار وروبة.
اخر سأله هل الحيوانات تدخل الجنة فرد عليه العباسي نعم تدخل الجنة كالحصان الذي ركبه القائد في احد الاستعراضات حتى قيل عن العباسي بأنه لعب بالدين طوبة!
أما الاخبار فحدث ولاحرج فحينما يظهر القائد الضرورة تكون فرصة سانحة كي ينزوي كل شخص من افراد الاسرة في غرفته يمارس هوايته او ينام بدلاً من مشاهدة هذه السفاهة والسخافة والاستعراض اللغوي الفارغ والبطولات المزيفة والغرور الاهوج.
لذلك ليس غريباً ان يهجم العراقيون على شراء اطباق الستلايت بعد سقوط النظام ليشاهدوا العالم المحرومين منه حتى بات العراق في سنوات مابعد التغيير اكبر سوق لأطباق الستلايت في العالم كله.
-----------------------------------------------
ملاحظة / نشرت في جريدة اوروك التي تصدر عن وزارة الثقافة العراقية .



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الذات قراءة في رواية ( دفوف رابعة العدوية ) لعبد ال ...
- من يوميات الجوع
- خلدون السراي والرأس الذي تحول الى عش للعصافير
- مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية
- رهان عبد الكريم كاصد الستيني
- عن جوع التسعينات اتحدث
- ضياء خضير يعانق جان جاك روسو
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17
- هلوسات 16
- هلوسات 15
- هلوسات 14
- هلوسات 13
- هلوسات 12
- هلوسات 11
- هلوسات 10


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - نحن والتلفزيون