أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - من يوميات الجوع














المزيد.....

من يوميات الجوع


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


"وصعد دخان قلبي لغيمة الوهواس" ...
وأنا في طريقي إلى لواء 47 في غيمة الروح وفي وحشة الهور الذي جفّفه بدويّ قادم من حيث لا نبات إلاّ العاقول....
أخبرت صديقي ناجي بأنّي سأذهب إلى حيث اللاشيء
فقال لي حسناً
تعال إلى اللاشيء...
فثمّة عرق مسيح...
فغدا ستنسى كلّ شيء
وفي يدي قصيدة كتبتها وأنا في قمّة الجوع....
ستنسى بعد اسبوعين...
وانا في يدي قصيدة...
ثمّة تنكّر سيمر ويأخذني الى حيث مقر اللّواء
وفي جعبتي ثلاث تمرات
كنت قد خبأتها لجوع قادم
وأنا اغنّي
وفي ذهني تلك السمراء
وانت تقول لي "حدّث اعالي الشجر
خلي الحزن للحزن"...
فثمّة نوافذ للرجاء..
حيث لا هور..
ولا سمك
ولا سمراء..
هل اخبرك بأنّي خائف...
نعم..
حيث الظّلام ..
وضابط لا يهمّه إلاّ المال...
حدّثني ماجد عبعبوب بأنّي يمكن أن اشاهد تلك السمراء إن تبرّعت لهذا الضابط...
حسناً
بعد ساعات
كنت على مقربة من فجر الشّمس
ومعي بضعة تمرات...
وثمة صبي قرب النهر يستهزئ بخوفي..
نهر وسط الهور..
هور الجبايش
حيث لا تعرفون...
صحراء بلا صحراء..
وهور بلا هور...
ومرّ بنا الرّصاص هناك...
وبيدي التمرات...
ثمّة رصاص في كلّ مكان....
وقماش اخضر فوق الجباه..
قالوا حين أنتفاضة لا وليّ إلاّ علي...
وأنا جالس في ناصية شارعنا أعدّ ارباحي من قمار الأرصفة وزيت الشوارع...
وهناك جنديّ لم يبق من ملابسه إلاّ بسطال متهرئ...
وسعدون يرديه حيث اللاّشئ...
في جسر الزبير الذي لا يذكره التاريخ...
وهذه القصيدة في جيبي ...
والجوع يقتلني...
في شمال البصرة حيث سمرائي لذت...
والهور الخالي من الاسماك...
كذبت خالتي حينما اخبرتني انّ في الهور اسماك...
لم تخبرني انّ قنّاص البعث قد منح للأسماك لحما وفيرا...
وفي الضّفة الاخرى ثمّة صوت لنساء...
ها لولاد...
ما رديتوا حتى تراب..
يا ناجي ...
"امس سلّم علي وفات"
انا وضياء نشرب سم..
وبغداد مجرد حانة كبيرة...
وأنا حيث وصيّتي حين الموت أن احضن تلك السمراء ...
طيب يالمريض أهنا نويعة يا ضيم قلبي...
يا ناجي يفرقنا كريم منصور على دجلة العمارة..
"والدنيا رطب عالي"..
وسألتك هل تأتي...
قلت بيد الله..
وكريم منصور يعتذر بعد حين...
مامش نفاهه
لوأموت لو يرحن عيوني...
وهذه المدن مقابر يا ناجي...
ونحن العائدين من نار ...
عطاشى...
نطرق البيبان ونحرق ثيابنا..
يا ناجي..
شعطلك شبطاك...
وأنت كنت "ونس الليالي وسلوى للعاشق الولهان"...
ولا مرّة صحى حظنا يناجي
كأن محنة القرون محفورة في الجباه..
وثمة نار وسط برية الهور....
وفي يدي قصيدة يا ناجي وأنت خاطرك مكسور..
وسجّادتي قصب زور..
وفي يدي أجازة لا غاية فيها...
وفي اعلى السّيارة تابوت...
وبضعة دموع في جردغ نساء لم يعرفن الفرح منذ القبلة الاولى قرب تنور الشّبق الازليّ..
وأنا ماء وأنسكب..
فما نفع الدّموع...
والليل مسموع...
أنا التّائه في برية الموت...
ابحث عن الينبوع...
بلا هور...
وثمّة جوع لا ينتهي...
وتعال خلي اسولفلك شیحچون..



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلدون السراي والرأس الذي تحول الى عش للعصافير
- مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية
- رهان عبد الكريم كاصد الستيني
- عن جوع التسعينات اتحدث
- ضياء خضير يعانق جان جاك روسو
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17
- هلوسات 16
- هلوسات 15
- هلوسات 14
- هلوسات 13
- هلوسات 12
- هلوسات 11
- هلوسات 10
- هلوسات 9
- هلوسات 8


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - من يوميات الجوع