أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - ضياء خضير يعانق جان جاك روسو














المزيد.....

ضياء خضير يعانق جان جاك روسو


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


صدر عن منشورات اتحاد الادباء والكتاب في العراق سنة 2022 كتاب (نجوم منطفئة في سماء ذاكرة الغريب) وقد قسّمه الكاتب إلى قسمين؛ الاول هو سيرة ذاتية مبتسرة للكاتب نفسه والقسم الثاني يتناول فيه عدد من الادباء والنقاد.
ومنهج ضياء خضير هو منهج جان جاك روسو في كتابه الشهير ( اعترافات) مع الفارق طبعاً. فضياء هنا يحاكم الشخصيات التي يتحدّث عنها من خلال نظرته وموقفه الشخصيّ ورؤيته الذاتية لذلك يمكن القول إنّ هذا الكتاب يعد محاولة غير مسبوقة لكتابة السيرة الذاتيّة. وممّا يؤاخذ عليه أن الكاتب قدّم نفسه كبطل يصارع طواحين الهواء. وفي المقابل يذكر بكلّ صراحة وصدق ميزات وعيوب تلك الشخصيات.
وضياء لا يتحرّج من أن يذكر أنّه كان ضمن كوادر الحزب الحاكم. ومع ذلك قد صارح رئيس النظام بحقيقة الوضع النفسي العراقي بعد هزيمة الجيش العراقي سنة 1991 ، ومن المؤكد أنّ كلّ العراقين يعرفون انّ اغلب كوادر الحزب قد أنتمت الى الحزب لغايات وظيفيّة او مصلحة ماديّة. ومنهم الدكتور ضياء خضير. فهو يعترف انّه آنتمى للحزب لغاية وظيفيّة ،لكن لم يقل لنا هل أنّه ساهم في التنظير البعثيّ من خلال كتاباته او تدريسه في الجامعة او ماهي فعالياته الحزبية آنذاك، غير دفاعه عن عزيز السيد جاسم الكاتب البعثيّ المعروف والذي اعدم بسبب كتابه عن الامام علي عليه السلام، أو كما يذكر الدكتور ضياء من أن بيته في كربلاء تحوّل الى مقرّ للمنتفضين سنة 1991، او أنّ بعض الثوار قد رشّحوه للقيادة بعد انتصار ثورتهم.
وبعيداً عن المقدمة التبشيريّة التي كتبها عادل عبد الله، ولا أعتقد انّ كاتباً مخضرماً كضياء خضير يحتاجها؛ يقول الأخير في معرض حديثه عن غازي العبادي : ( وقد ظلّ شبح الخوف المنبعث من مصادر مجهولة في حياته ومن مشكلة النظر إلى ولائه السياسيّ من قبل زملائه في اليسار الماركسيّ الذي ينتمي إليه ومن السلطة السياسية الحاكمة على السواء ، يطارده ويتجسد بأشكال مختلفة في قصصه ورواياته ) فإذا كان العبادي ينتمي إلى اليسار فكيف يخاف من زملائه اليسار يين؟ وبحسب علمي فأنّ العبادي لم تكن لديه مشاكل مع السلطة الحاكمة وحتى سفره الى عمان هو بسبب ضيق ذات اليد؛ حاله حال الكثير من الأدباء وغيرهم ممن غادر العراق. ومنهم من هاجر الى المنافي الغربية ومنهم من عاد. ويذكر انّ غازي العبادي اصدر مجموعته القصصية ( الهواء العالي/ مقاطع من البطولة والشهامة والشجاعة والصداقة المتناهية) ضمن سلسلة ( في الثقافة والحرب) التي صدرت عن دار الشؤون الثقافية سنة 1986. وهذه الدار الحكومية اصدرت له ايضاً مجموعته القصصية ( خطوات المرأة الثالثة) سنة 1992 وكلّنا نعلم انّ هذه الدار لا تنشر لأدباء مشكوك في ولائهم للسلطة، خاصة في فترة التسعينات النارية ، فإذا كان لأحدهم أيّ حكاية خاصّة عن خوف العبادي من السلطة الحاكمة ياريت لو يكتبها كشهادة للتاريخ، لا أن يحاكم النص المنقود وفق أوهام ذاتية غير صحيحة، ولا أن يربط بين النص وبين حياة كاتبه. فهذه على ما أعتقد طريقة قديمة في النقد ربما تثلح في الشعر. ولكنّها لا تصلح بشكل مطلق في السرديات ، وقد كرر الدكتور ضياء هذا المنهج الخاطئ في حديثه عن موسى كريدي.
ويقول عن عناد غزوان أن لغة كتابته النقدية المؤلفة لم تكن بنفس مستوى الكتب المترجمة من القوة والاتساق المنهجيّ. وهذا برأيي أمر طبيعيّ لأنّ المترجم لا يفيض رؤيته النقديّة في الكتاب الذي يترجمه، لأنه ليس كتابه، وإنّما كتاب المؤلف. وليس بالضرورة ان يتفق المترجم مع المؤلف، في حين أنّ الكتب التي ألّفها غزوان تمثّل رؤيته ومنهجه النقديّ. فكيف فات ذلك على أستاذ أكاديمي له اسهامات مهمة في الادب والنقد مثل الدكتور ضياء خضير!
ويذكر عن عناد غزوان انّ خطابه النقديّ بقي في صورته العامة ذا طابع مدرسيّ أكاديميّ بعيدا على التركيز على تحليل النصوص والتفاعل مع المنتج الابداعيّ الحديث في الشعر والقصة والرواية.
وهذا الرأي عجيب لأنّ عناد غزوان اصلاً هو أكاديميّ وليس ناقدا حرّا متفرّغا. فهو يكتب وفق المناهج الاكاديمية الصارمة ولا يعيبه إن لم يلاحق الاصدارات الادبية ويكتب عنها بشكل تحليليّ. فلكلّ أكاديميّ طريقته في عرض افكاره النقديّة بالطريقة التي يريدها. ولا يطالب بأن يكتب عن الاصدرات الادبية الحديثة اذا لم يرد ذلك.
ومن أغرب ما قرأت في هذا الكتاب المهمّ؛ هو حديث الدكتور ضياء خضير عن الدكتور عبد الاله احمد فهو يصفه في موضع بأن مزاجه متقلّب، وأنّ لا أحد سواء من طلابه أو زملائه يكاد يسلم من نقده وملاحته. وبصراحة أنا لم افهم معنى ملاحته هذه إلاّ إذا كان خضير يقصد ملاحظاته فسقط حرف الظاء كخطإ مطبعيّ او كان يقصد ملحته بالتعبير العراقي أو يقصد الملاحة وهو المزاج الجيد والظرف وأن كنت ارجح انّه خطأ مطبعيّ ، وعبد الاله أحمد نال من خضير مالم ينله غيره في هذا الكتاب؛ فمثلاً عبد الاله كان يعاني من عقدة إنجاز شخصيّة ونفسيّة كانت تترسّخ مع مرور الوقت. لذا كان من الصعب عليه أن يتقبّل الجديد من الاعمال الادبيّة والنقديّة التي تبتعد عن طريقته ومنهجه النقديْ المحافظ. بل والحديث لضياء خضير- أنّه كان يبدو كما لو أنّه يرى في أعمال الآخرين النقديّة عدوانا عليه أو انحرافاً غير مبرّر عنه ، والاغرب من ذلك فإنّ خضير يربط بين عقم عبد الاله البيولوجي وبين العقم الذي رافق حياته النقديّة !!!!! ويتحدّث خضير عن ادمان عبد الاله ومعاقرته للخمر. كأنّه تعبير عن شعوره باليأس وتجنّبه مواجهة بعض مشكلاته الإبداعيّة والنفسيّة.بطريقة اخرى أكثر فعالية ونجاحاً ، فكيف عرف خضير ذلك!!!
ماذكرته في أعلاه هو نماذج من تلك الشهادة والرؤية الذاتية التي كتبها الدكتور ضياء خضير الذي لم يحسن آختيار العنوان ، فهذه الشخصيات التي ذكرها، هي نجوم، لكنّها ليست منطفئة. فهي تبقى علامات مهمة ومضيئة في ذاكرة العراق الثقافيّة.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17
- هلوسات 16
- هلوسات 15
- هلوسات 14
- هلوسات 13
- هلوسات 12
- هلوسات 11
- هلوسات 10
- هلوسات 9
- هلوسات 8
- هلوسات 7
- هلوسات 6
- هلوسات 5
- هلوسات 4
- هلوسات 3


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - ضياء خضير يعانق جان جاك روسو