أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - عن جوع التسعينات اتحدث














المزيد.....

عن جوع التسعينات اتحدث


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7387 - 2022 / 9 / 30 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


-------------------

لا اتذكر من عصاري تلك الايام إلاّ غبار ماقبل الغروب...
وروحي حمامة تحوم بين البساتين...
حيث الاقدام التي تسير وهي جائعة..
في عصر ذات يوم تسعينيّ وجدت شوقي صديقي ذو العيون الخضراء في شارع الكويت وهو يكاد أن يبكي من جوعه الازليّ...
وفي يدي كيس بلاستيكي فيه بضعة من تمر الزهدي..
هل تعرفون مآساة أن يحمل بصراويّ تمر زهدي وهو يعيش وسط أكوام من بساتين البرحي والحلاوي...
منحت شوقي بضعة تمرات تقويه كي يعود الى أم شوقي تلك المرأة التي لم ار أجمل منها في دوحة البصرة...
تعال وخلي اسولفلك شيحچون..
وأنا اسمع عريان السيد خلف مع بضعة عرق مغشوش ومحمد آبن حسوني كاد أن يبكي حينما مرت منتهى حبيبته السمراء...
وجنازة ضياء تمرّ في الزقاق المغبر...
وثمة رفاق يقفون في الركن الهادئ بلا سلاح مخبئ وهم يتطلّعون إلى سطوح الدور بحثاً عن دمعة نزلت من احد عشيقاته...
يلتمن علي مشتات البال
وأنفضهن نفض ولا كأني هذا الهارب من الخدمة العسكريّة ويبحث عني كل رفاق الفيصلية..
كنا نجلس قرب معمل الثلج..
مزتنا حب شمس..
تعال وخلي اسولفلك شيحچون..
ومحمد ابن حسوني يبحث عن سمرائه التي تزوّجت من جبّار الذي يبيع الرقي بسوق الفيصلية...
وثمة غبار في الطرقات...
حتّى في الشتاء..
لا أعرف سرّ تلك العلاقة بين الجوع وغبار الطرقات..
لا تتصوروا أني أكتب شعراً ذات يوم...
نعم في تلك الايام توهمت أنّي أكتب شعراً..
وعبد فلك يغني مع عريان السيد خلف...
وخلي الحزن للحزن...
يقولون لي لماذا ذاكرتك توقّفت عند التسعينات...
وهل الحزن الا حزن التسعينات..
فمتى افتح نوافد الفرح..
وأنا ارى شوقي أبن أم شوقي وهو يبحث عن تمر زهدي في بصرة دوحة البرحي...
تعال وخلي اسولفلك شيحچون..
ذات يوم وجدت في ثلاّجتنا القديمة سمكة صغيرة نسميها خشني...
سمكة واحدة...
ثم كانت أكلة نسد فيها جوع السماء...
شتريد يا ليل البعد...
هل اخبرك عن جوعنا الذي لا ينتهي...
جوع شوقي ابن ام شوقي أجمل امرأة في البصرة...
شهدن علي زور كلهن كذبن وأفترن...
وحتى العيون الخضر صارن صفر وافترن..
ودارن دواليب دهري عكس وأفترن..
وهذا محمد ابن حسوني مازال يبحث عن سمرائه الفاتنة...
وثمة رفاق من بعث النظام يبحثون عمن يشرب العرق المغشوش قرب معمل الثلج مع ضياء...
ويغني ...
أنا بياذنب دارت علي دنياي...
في المنافي الزرقاء...
اتذكر تلك الايام...
وياهواجس غثن بوسط الدليل...
ويا سهر ذوب جفن عين العليل..
هل في الغربة ميدان للضياع؟
ترى هل وجد محمد أبن حسوني حبيبته السمراء ؟
وهي تبكي خلف جنازة ضياء في عصرية ذات يوم مغبر كأيامنا السوداء...
لا تتصورا أني أكتب شعراً..
نعم في سطح بيتنا حينما كان يبحث عني رفاق الفيصلية كنت أكتب ما توهمته شعرا..
واتخيّل جارتي وهي تكتب لي بضعة اشعار تافهة...
هو سرّ..
وحينما أسكت ...
يشيع..
وأنا ابحث عن قبرك يا ضياء...
هل هذا قبرك؟
وبيدي كيس بلاستيكيّ فيه بضعة تمرات زهدي...
تعال خلي اسولفلك شيحچون..



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضياء خضير يعانق جان جاك روسو
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17
- هلوسات 16
- هلوسات 15
- هلوسات 14
- هلوسات 13
- هلوسات 12
- هلوسات 11
- هلوسات 10
- هلوسات 9
- هلوسات 8
- هلوسات 7
- هلوسات 6
- هلوسات 5
- هلوسات 4


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - عن جوع التسعينات اتحدث