أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - بوح














المزيد.....

بوح


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7473 - 2022 / 12 / 25 - 06:33
المحور: الادب والفن
    


ليس شعر بل ذكرى عابرة اردت توثيقها لذا يرجى الانتباه
---------------------------

امس في حلاوة النوم
وفي زمن ما ،تعرفوه جيداً ،صرخ بنا مهدي وقال في لحظة تجلّ ساخرة...
ان ضاع هذا القلم لن اعود اليكم..
كادت الصفنة ان تقتلنا..
لم نكن نعرف ماذا يريد مهدي...
وندهني شاعرنا...
في شقة ساحة الكواز حيث كناّ نسكر كل ليلة خميس ونجتمع نتحدّث عن البير كامو وداخل حسن بريسم ..
مهدي أعتقل بأمر من لواء مهدي مدير أمن البصرة الذي كان وقتها بين احضان امّ مشتاق لمن لم يعرفها...
لأنه كتب قصيدة نثر لم يسبقه اليها احد...
ماذا تكتب يامهدي وأنت تعرف انّ الفرح كاذب...
وهذه ثيابك عمرها عشر سنوات...
كما اخبرتني حينما رفضتك سهير طالبة كلية الاداب بسبب ثيابك...
وأنت الضائع في وحشة ثيابكِ المتهرئة...
جلبنا هذه الليلة ثلاث قناني عرق من شارع بشار بن برد ومزتنا عرنوص مسلوق ولبلبي..
غنّى بسام موال...
كنا نريد ان نبكي كما العراقيّ دائما..
فالمصايب تعشعش في الدروب الضيقة..
وهذا المساء يمر بدونك يا مهدي...
ما لومك
وهذا الحنين يعصر الروح...
"بس ارمش صفيت وعين تتبع عين"..
يامهدي أنت اوّل فتى من البصرة يهزّ العرش موته...
-في تسعينيات سريالية العراق حيث كانت أمنية كلّ عراقي ان يصحو ذات يوم ويجد كسرة خبز مرمية في زاوية غرفة بلا أبواب تهرب منها الفئران
كناّ نسرق الكتب من مكتبة الجامعة كلّ يوم كي نسكر بثمنها ليلة الخميس قرب الكواز-
حيث المرح الخمريّ...
وحكاكة البصرة القديمة وليلها الاسمر بالشعر الفصيح والدفوف الساخنة والعرق المباح لمن يدفع...
وكنت يامهدي ترقص وتسأل مالذي يجمع بين الكواز ابن باش اعيان وبين ذلك المرح البصريّ الذي لا ينقطع؟
لكنه انقطع بمقص أتباع الشريعة...
صرخ عباس الدسم هل نسيتم مهدي العاشق؟
وقتها كنّا جائعين
وثمة نسمة هواء تدخل عنوة الى فسحة الشقة البائسة...
"الزمن لو مرة للطيبين يأذن كان اصبحت دنيانا زهية"
حدثتهم عن ماركس وحسين مروة بجناح مكسور..
وبسام مازال يغنّي : "مهدي خيال يدور على النجمات"
كنا نريد ان نتذكّر ماذا كتب مهدي بصفنة زمن وبقلم وحيد..
ترى ماذا قال لجلاده؟
وها أنت يامهدي صرت سندان...
وتلك الهواجس التي تغث وسط الروح..
وبسام يغنّي
عود اموت وتگول ماستاهل...
ونحن نبكي بصمت وبعين ناطور..
مهدي الذي لم يمنحه الرّب سوى كلية واحدة كان يعلمنا جديد الشعر كلّ يوم...
مهدي الترف ذو الشعر السرح والصوت الأخّاذ والذي كانت تعشقه سميرة أجمل بنت في كلية الآداب وهو لا يدري...
فقلبه كان مع سهير التي كانت ليلاً تسهر في ملهى غزالة كي تؤمن معيشة يومها التالي..
سهير الّتي لم نكن نراها الا وهي تردّد ( ناذر اذا رديتي ) في اروقة كلية الاداب كأن ثمة عشق قديم زارها ذات يوم وهي التي لم تردتدي الا السواد...
دبّ الخمر في اوصالنا...
الا تذكر يا مهدي حينما كنت تردّد بأنك ضيف
ثمة صوت يخرج من نافذة بعيدة قرب الكويت...
"دمعي جرى بين الخدود
والجفن عاف الرقاد"
هل تعرفون شاعراً يحلم وهو يكتب شعرا وحينما بصحو يكتب ماحلم به...
ذات يوم اخبرني بأنّه حلم وهو يكتب :
كالقمرِ قلبي في السماء معلق
يرنو الى العشاق ليلا ويسهر
جلس...
وكتب ماحلم به
ثم نام..
تمنيتك يامهدي تمطر بلا غيم...
شعطلك شبطاك...
بچیت
شموعك طفت وتبدت الحنة..
"وما لگیت دموع بالعين...
وأخاف يمر الوقت وما الگى العيون"
وبسام اخذه الموال الى خارج النافذة..
وعباس الدسم لم يرجع إلى الشقة...
وأنا مازلت احدّثهم عن حسين مروة والديالكتيك ولم افهم شيئاً لحد الان..

--------------
ثمة تناصات لا تخفى...
لذا يرجى الانتباه



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شئ عن الصحافة في العراق
- من سيرة الجوع والوجع إلى فرج الزعلان..
- همسة في سردية الشعر/ نماذج
- تناصات في وحشة الهور
- نحن والتلفزيون
- البحث عن الذات قراءة في رواية ( دفوف رابعة العدوية ) لعبد ال ...
- من يوميات الجوع
- خلدون السراي والرأس الذي تحول الى عش للعصافير
- مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية
- رهان عبد الكريم كاصد الستيني
- عن جوع التسعينات اتحدث
- ضياء خضير يعانق جان جاك روسو
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17
- هلوسات 16
- هلوسات 15


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - بوح