أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - في احوال القراءة / اراء














المزيد.....

في احوال القراءة / اراء


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7481 - 2023 / 1 / 3 - 22:28
المحور: الادب والفن
    


يقول بورخيس في احدى تجلياته ‏"يجب أن تكون القراءة إحدى أشكال السعادة الخالصة،ولذا فإني ألقي بوصيتي الأخيرة -والتي لا أخطط لكتابتها-إلى جميع قرائي الحاليين والمستقبليين بأن يقرؤوا كثيراً و لا يغتروا بسمعة كاتب ما، اقرؤوا من أجل متعتكم و لأجل أن تسعدوا فهذه هي الطريقة الوحيدة"
وكلامه هنا صحيح جدا وينم عن خبرة واسعة ودراية في الكتاب فكيف لا وبورخيس يعد رمزاً لكل قراء العالم ولا ينافسه في ذلك الا تلميذه ومواطنه مانغويل الذي كرس مفاهيم القراءة عبر عدد من الكتب صارت ايقونات لكل قارئ في كل انحاء العالم، يقول مانغويل " ‏"القراءة مثلُ التنفس ، إنّها وظيفة حيوية أساسيّة " وهي كذلك فعلاً
ونحن معشر القراء - خاصة في هذا العصر- لم نعد نشعر بإغراء كبير نحو الاسماء الرنانة في عالم الادب مثلاً حيث يكتسب القارئ خلال مسيرته خبرة لابأس بها بحيث يستطيع ان يتعرف على الكتاب الجيد والسئ بعيداً عن هذه الاسماء التي يقال عنها بأنها كبيرة وهي في الحقيقة وللبعض منها مجرد كذبة ترويجية ويخشى النقاد الاشارة الى ضعف مايكتبه هؤلاء الكبار لأن البربوغاندا قد فعلت فعلها في الترويج لهم وكذلك الشللية المنتشرة في الوسط الادبي وحاجة بعض المنتمين اليه الى اصنام يلوذون اليها كي لايخسرون بركاتهم او بركانهم في نفس الوقت.
لكن ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المعنية اخذ العديد من القراء يبدون رأيهم فيما يقرأون وحتى الصحف الورقية انتبهت الى هذا الشئ ففتحت ابوابها لهؤلاء القراء القادرين على تحليل وتفكيك مايقرأون كل بحسب امكانيته وقدرته واستيعابه.
في رواية "كافكا على الشاطئ" يذكر البطل "كافكا تامورا" طريقته في القراءة قائلاً : "لا أندفعُ في القراءةِ كأنني في سباق، بل أُعيد قراءة الأجزاء التي أعتقد أنّها الأهم حتى أفهم مغزاها، حتى تُصبح ملموسة بالنسبة إليّ، شيئًا فشيئًا تتغلغل مختلف أنواع المعرفة إلى عقلي".
وصحيح ان الاعمال الكلاسيكية تحمل سحراً من نوع ما لكن ليس بالضرورة ان على القارئ أن يقرأ هذه الاعمال بشكل حتمي فقد اعترف الروائي الإيطالي "أمبرتو إيكو" بأنه " : "لم أقرأ (الحرب والسلام) إلا حين بلغت الأربعين من عمري." والناقد والأديب المغربي "كيليطو" بقوله: "هكذا انتظرت سن الأربعين لكي أقرأ ثيرفانطس". بينما يقر ‏ الأديب السويسري من أصل ألماني هرمان هيسه بأنه ليس مهمًا أن تكون قد قرأت كثيرًا وحصّلت أكثر، بقدر ما هو مهمّ أن يضفي عليك ما قرأته (في حياتك ، وكلامك، ومدى استمتاعك بالحياة والقراءة نفسها) ، بهجة وثراءً روحيًّا.
والجميل في قراءة الروايات والقصص والشعر هو النسيان فلربما نعود اليها بعد حين حيث يقول الكاتب البرتغالي "بيسوا" مواسيًا لكل من يعاني من نسيان ما قرأه مِن كُتب: على الرغم من أني كُنت قارئًا نهمًا ومتّقدًا ، إلا أنّني لا أذكرُ أيًّا من الكُتب التي قرأتها، قياسًا إلى أنّ قراءتي كانت انعكاسًا لفكري، لأحلامي، أو بالأحرى تحريضاً على الحلم.
وقبل فترة طويلة اخبرني صديق روائي بأن كل من يريد ان يكتب رواية عليه ان يقرأ مائة رواية وهنا تذكرت ماقالته رضوى عاشور : قرأتُ لأجل القراءة وليس للكتابة، كُنت أبحثُ عن شيء لا أعرف بالتحديدِ ماهيته، كأني راغبة في الفهم أو كأنني أتشاغل عن همي بحكاية همّ قديم يجاوب ما في القلب، وإن خفف عنه بإلهائه قليلاً عن ذلك الذي ما عاد يطقيه.
وفي الختام أعتقد ان ماقاله عبد الجبار الرفاعي يختصر كل ماذكر:
منذ نصف قرن وأنا أقرأ، يتسع شعوري بجهلي وتتوالد أسئلتي كلما اتسعت قراءاتي وازدادت وتنوعت مطالعاتي.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح
- شئ عن الصحافة في العراق
- من سيرة الجوع والوجع إلى فرج الزعلان..
- همسة في سردية الشعر/ نماذج
- تناصات في وحشة الهور
- نحن والتلفزيون
- البحث عن الذات قراءة في رواية ( دفوف رابعة العدوية ) لعبد ال ...
- من يوميات الجوع
- خلدون السراي والرأس الذي تحول الى عش للعصافير
- مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية
- رهان عبد الكريم كاصد الستيني
- عن جوع التسعينات اتحدث
- ضياء خضير يعانق جان جاك روسو
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17
- هلوسات 16


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - في احوال القراءة / اراء