أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - البصرة مدينة الرب التي تحرسها الانهار















المزيد.....

البصرة مدينة الرب التي تحرسها الانهار


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 7 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


استهلال/ يسميه الفراهيدي وياقوت الحموي وابن خياط والذهبي وغيرهم بخليج البصرة وثمة وثائق عثمانية كانت تسميه هكذا أيضاً وأن شاعت فيما بعد تسمية الخليج العربي لأن على ساحليه الشرقي والغربي تسكن قبائل عربية موغلة في القدم....
يقول السياب :
اهاب فرش جفني بالنعاس
رنين اكواب
بماء البصرة الرقراق
تملأ ثم تسقيني .
ويتحدث كاظم الحجاج قائلاً:
فابصروا مدينة الرب التي تحرسها الانهار
-------------------------------------------------------
في مقابلة تلفزيونية مع الفنان الكويتي القدير ابراهيم الصلال يقول فيها عن البصرة انها كانت حلم بالنسبة للكويتين وانه ذهب الى الزبير مع والده سنة 1951 لحضور حفلة عرس وان بيت البعيجان والتويجري وآل ابراهيم وغيرهم احسنوا ضيافتهم ويقول الصلال ان الزبير والكويت منطقة واحدة وان البصرة كانت مدينة خير وجمال وأنه لأول مرة يرى فيها الفندق والمسرح والسينما والنهر كان في البصرة.
فالبصرة فيما سبق كانت تمثل حلماً لأهل الخليج الذين كانوا يعيشون في صحراء جدباء بينما الاخبار تأتي اليهم عن خير البصرة وبساتين نخيلها وموانئها وضريبتها العشرية والاهم من كل ذلك انهارها التي جعلت من بعض الرحالة يطلق عليها لقب فينيسيا الشرق وربما ايضا لوجود البلم العشاري الذي يشبه الجندول الفينيسي.
والبصرة هبة شط العرب وبساتينه كما النيل هبة مصر فلولا وجود شط العرب لما كانت البصرة ولما زرع اولئك الفلاحون الاوائل اكبر غابة صناعية من النخيل في العالم حتى ان العرب الفاتحين لم يعجبهم ان يبنوا معسكراتهم وسط هذه الغابات لأنها تعيق حركة الجند اختاروا اطرافها الغربية ليؤسسوا فيها مدينة البصرة التاريخية التي شهدت ظهور مدارس النحو والاعتزال والفقه والفكر وكذلك الصراع السياسي ولم يتبق من تلك المدينة الا منارة جامعها القديم والذي صلى فيه وقتها حاكم الدولة الشرعي الامام علي بن اي طالب عليه السلام وهو الامر الذي جعل من هذا المكان مقدساً عند البصريين.
فالبصرة انجبت الجاحظ والفراهيدي والحسن ابن الهيثم والحسن البصري ورابعة العدوية وابو هذيل العلاف والحريري والاصمعي وبشار بن برد وانطونيو البدران واسماعيل فتاح الترك والسياب وسعدي يوسف ومحمد خضير والقائمة تطول وتطول.
وبعد انهيار حكم البصرة سنة 1775 على يد كريم خان زند مؤسس الدولة الزندية في بلاد فارس أثر حصار دام اكثر من عام نقلت كل الشركات الاجنبية اعمالها الى الجنوب حيث الگرین والتي عرفت فيما بعد بالكويت خاصة بعد رسالة التهديد التي وجهها الزندي الى وكيل شركة الهند الشرقية في البصرة ومضمونه : ( طالما أن جميع تجارة الهند تذهب الى البصرة وعلى يد الانكليز فأنه سيثأر بتدمير البصرة) والغريب ان قبيلة كعب تحالفت مع الزنديين بأحتلال البصرة وتدميرها فيما بعد ولم تنفع المساعدات التي قدمها العمانيون في فك الحصار عنها.
ومنذ ان هاجرت الشركات الاجنبية والعوائل التجارية من البصرة الى الكويت صار لهذه الاخيرة اهمية استراتيجية خاصة للأنكليز وغادر جزء كبير من سكان الزبير الى الكويت فهذه الاخيرة استقطبت الكثير من العوائل الاحوازية والبلوشية والنجدية والاحسائية والزبيرية لتكوين لبنتها الاولى وهذا يدل على الحراك الاجتماعي المتواصل بين اهالي منطقة الخليج والجزيرة العربية والعراق لذلك ليس غريبا ان نقول عن الكويت أنها مدينة مهاجرين وكذلك ينطبق الحال على البصرة.
ففي الوقت الذي كان اهل البصرة يهربون الى الكويت بعد الغزو الزندي كان اهل نجد قد وصلوا الى الزبير قبل ذلك بقرون وعرفوا بالنجادة ومازال جامعهم القديم والمسمى باسمهم يقع في سوق البنات بين محلتي الرشيدية والزهيرية وسط الزبير والذي حدد قبلته كل من ناصر الحمدان ومحمد الغانم وعبد الله حوقل سنة 1594 ومن اشهر الشخصيات النجدية في البصرة هو محمد السليمان العقيل الذي ولد في الزبير سنة 1888 في زمن حكم عائلة الراشد للزبير ومازال سوقي العقيل في البصرة والزبير موجودين لحد الان وكان العقيل معروفاً بولعه في بناء وشراء القصور وبيعها فيما بعد حيث اشترى قصر من آل ابراهيم وباعه الى عبد العزيز البسام وعرف القصر بأسم الاخير وبنى قصر ثاني في منطقة القريطية شهد هذا القصر زيارة شخصيات بارزة منها الملك فيصل الثاني والامير عبد الاله والشيخ عبد الله السالم الصباح ووصل عد قصوره الى خمسة وكلها مبنية على ضفاف شط العرب.
وقسم من النجديين سكنوا في منطقة الكزارة لكن كل تلك العوائل اما رجعت الى موطنها الاصلي او هاجرت الى الكويت او الى سوق الشيوخ لأسباب عديدة ، ويحصي الدكتور عبد الباسط درويش في كتابه ( معجم الاسر النجدية في الزبير ) عدد العوائل النجدية التي تواجدت في الزبير ب 573 عائلة ومن هذه العوائل من حكمت الزبير.
ومازالت العوائل الزبيرية والكويتية ترتبط بوشائج كبيرة لحد الان وبقيت البصرة بالرغم من هذا قبلة لسكان الكويت حيث اشترى اثرياؤها الكثير من بساتينها المطلة على شط العرب وخاصة آل الصباح وآل ابراهيم وبيت المتروك وغيرهم وهذه البساتين كان يعتمد عليها حكام الكويت في تمويل مصاريفهم وبعض نفقات الحكم ، ومن العوائل الكويتية ذات الاصل العراقي نذكر على سبيل المثال لا الحصر : الهملان ومازالت منطقة في التنومة يطلق عليها كوت الهملان وكذلك عائلة البعيجان الذين وصلوا الى الكويت في بداية القرن الماضي وبيت الجار الله ومنهم عبد الله الجار الله وزير الصحة سنة 1991 وهي غير عائلة الجار الله النجدية التي منها الاعلامي احمد الجار الله وغيرها من العوائل الزبيرية التي استقرت في الكويت لأسباب متنوعة ومن المشاهير نذكر الفنان عبد الكريم عبد القادر الذي تعود اصوله الى عائلة المزين الزبيرية وكذلك الفنان صالح الحريبي وبيت المسافر ويذكر في هذا الصدد ان اسماعيل فهد اسماعيل ولد في قرية السبيليات بأبي الخصيب من ام عراقية وأب كويتي من عائلة الفهد التي اشتهر ابناؤها بمهنة النوخذة والكثير من العراقيين يعدون اسماعيل فهد عراقي .
وكذلك شهدت البصرة هجرة كبيرة من اهالي الاحساء والذين عرفوا في البصرة بالحساوية ولهم فضل كبير في تطوير بساتين البصرة وكذلك يرجع لهم الفضل بانشاء واحد من اجمل شوارع البصرة وأغناها الا وهو شارع الجزائر وفيه واحد من اجمل الجوامع في العالم الاسلامي وهم معروفين بنخوتهم ( اولاد عامر) .
وكذلك اهل البحرين الذين هاجروا الى البصرة سنة 1804 وعرفوا بالبحارنة ويذكر الملازم سترون مساعد المعتمد السياسي البريطاني في البصرة سنة 1890 أن السلطات العثمانية تبذل جهدها لأرغام البحارنة المستقرين في البصرة على اداء الخدمة العسكرية حسبما يذكر وسام السبع في مقال له بجريدة الوسط البحرينية ، ومن العوائل البحرينية في البصرة آل شبانة والتوبلاني والجزيري والغريفي والفردان والمرهون والسواد والعصفور ويذكر الشيخ عبد القادر باش اعيان ان أغلب سكان البراضعية هم من البحارنة ومن ابرز جوامعهم في البصرة جامع المؤمنين وسط العشار والذي كان يعرف بجامع المهاجرين البحارنة وأسسه علي الدوغجي سنة 1913 وكذلك مسجد الميرزا الشهير في البراضعية.
ومنذ منتصف القرن الماضي شهدت مشيخات الخليج تطورات اقتصادية وسياسية غيرت حياة السكان هناك وتحولت هذه المشيخات تدريجيا الى دول مستقرة في كل المجالات واستثمار واضح للأموال المتدفقة من اموال بيع النفط في تأسيس بنية تحتية وتحسين المعيشة لأهل الخليج بحيث صار المواطن الخليجي يتمتع باعلى رفاهية على مستوى العالم واذا كانت الكويت هي التي بدات بمشروع النهضة منذ خمسينيات القرن العشرين الا ان هذا المشروع واجه مصاعب كبيرة ربما بدأت بازمة سوق المناخ وانتهت بالغزو سنة 1990 ناهيك عن الصراعات السياسية بينما اخذت الامارات المتصالحة المبادرة وتحولت دبي الى واحدة من اجمل مدن العالم والسعودية الان تعد واحدة من الدول التي تؤثر في الاقتصاد العالمي وكلنا شهدنا كيف استطاعت الحكومة القطرية بناء قطر من جديد خلال العشر سنوات الماضية لتستضيف في النهاية اكبر تجمع رياضي في العالم، وحيث ان الحديث جرنا الى الرياضة لابد من التذكير هنا ان أقدم نادي خليجي هو نادي الاتحاد السعودي الذي تأسس سنة 1927 وفي السنة التالية تأسس نادي المحرق البحريني في حين ان اول نادي عراقي هو نادي القوة الجوية الذي تأسس سنة 1931 وفي نفس السنة تأسس نادي الميناء في البصرة.
العراقيون في سنوات الحصار وبعد غزو الولايات المتحدة للعراق اخذوا بالهجرة الى الامارات العربية المتحدة وقطر وعمان والبحرين واحسنت هذه الدول وفادة العراقيين بما يليق بهم فالكثير من الفنانين والسياسيين السابقين ورجال الاعمال والرياضيين والادباء كان لهم بصمة واضحة في تلك الدول حتى ان قطر منحت جنسيتها لبسام الراوي ليكون لاعب في المنتخب القطري وكذلك منحت قطر جنسيتها لكاظم الساهر.
والبصرة التي شهدت ثلاث حروب كبيرة خلال الاربعين سنة الاخيرة استطاعت بالكاد ان تهيئ نفسها لأستضافة بطولة كأس الخليج لا ينتظر منها أن تتفوق على مدن الخليج سواء في الحداثة المعمارية او في البنى التحتية لكن مع كل ذلك فأن اهل الخليج لديهم شوق كبير لزيارة البصرة لأن اباؤهم واجدادهم اوصلوا لهم ذكريات جميلة عن البصرة .
يكفي ابتسامة شباب البصرة وهم يستقبلون اهلهم في الخليج.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في احوال القراءة / اراء
- بوح
- شئ عن الصحافة في العراق
- من سيرة الجوع والوجع إلى فرج الزعلان..
- همسة في سردية الشعر/ نماذج
- تناصات في وحشة الهور
- نحن والتلفزيون
- البحث عن الذات قراءة في رواية ( دفوف رابعة العدوية ) لعبد ال ...
- من يوميات الجوع
- خلدون السراي والرأس الذي تحول الى عش للعصافير
- مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية
- رهان عبد الكريم كاصد الستيني
- عن جوع التسعينات اتحدث
- ضياء خضير يعانق جان جاك روسو
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - البصرة مدينة الرب التي تحرسها الانهار