أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - الوعي الديستوبي















المزيد.....

الوعي الديستوبي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7522 - 2023 / 2 / 14 - 15:13
المحور: الادب والفن
    


●أولا/نصوص:
•"إنَّ مَثَلِي ومَثَلَ ما بَعَثَنِيَ اللَّهُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ أتَى قَوْمَهُ، فقالَ: يا قَوْمِ إنِّي رَأَيْتُ الجَيْشَ بعَيْنَيَّ، وإنِّي أنا النَّذِيرُ العُرْيانُ، فالنَّجاءَ، فأطاعَهُ طائِفَةٌ مِن قَوْمِهِ، فأدْلَجُوا فانْطَلَقُوا علَى مُهْلَتِهِمْ، وكَذَّبَتْ طائِفَةٌ منهمْ فأصْبَحُوا مَكانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الجَيْشُ فأهْلَكَهُمْ واجْتاحَهُمْ، فَذلكَ مَثَلُ مَن أطاعَنِي واتَّبَعَ ما جِئْتُ به، ومَثَلُ مَن عَصانِي وكَذَّبَ ما جِئْتُ به مِنَ الحَقِّ."_حديث شريف/الراوي:أبو موسى الأشعري/صحيح مسلم


• "إنني مابرحتُ،منذ نَـيِّـفٍ من آلأعوام، أقرع الأجراس أوقظ آلهوام وكُلَّ الناس، أهيب بآلأنَـام هَلُّمـوا إلى آلحياة إلى تواريخكم إلى مستقبل لكم حثيث يُقْبِلُ كآلأحلام..لا تسخروا من حُشاشتي آلمهروقة على آلأرضين..لا تصموا آلآذان.. لقد ضحيت بحياتي كلها في سبيل هذا النداء،وكنت لجنوني أو بلاهتي آلساذجة أخالُ أنني سأفلح،،،أما الآن آآه فقدْتُ الإيمان والثقة،ولكنني مازلت أقرع الأجراس وسأظل أفعل حتى نهاية النهاية...إلى أن أوارى في التراب.سأظل أشدّ الحبل أطيرُ وآلأصداء وآلهواء إلى أن يدق ناقوس موتي أنا مُوديا بي بعيدا في آلعنان أو فوق السحاب أو تحت آلعُبَـاب ."_دوستويفسكي رواية:"الشياطين" بتصرف

•"إنّ قومًا من العرب غزوا اليمامة، فلما اقتربوا من مسافة نظرها خشوا أن تكتشف الزرقاء أمرهم، فاجتمع رأيهم على أن يقتلعوا شجرات، تستر كل شجرة منها الفارس إذا حملها.فأشرفت الزرقاء كما كانت تفعل، فقال قومها:“ما ترين يا زرقاء؟”فقالت: “أرى شجرًا يسير!”، فقالوا:“كذبت أو كذّبتك عينك”، واستهانوا بقولها.فلما أصبحوا، صبّحهم القوم،وقتلوا منهم مقتلة عظيمة،وأخذوا الزرقاء فقلعوا عينيها،وماتت بعد أيام“._أبو الفرج الأصفهاني/كتاب(الأغاني)


•"أيتها العَّرافة المقدسة،
ماذا تفيد الكلمات البائسة؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار!
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار،
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار!
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف:قايضوا بنا
والتمسوا النجاةَ والفرار!"
_أمل دنقل/البكاء بين يدي زرقاء اليمامة

•عالم قديم ينزلق من خلفي وبين يدي مستقبل يعزلني في حاضر لا يأبه بي...

ثانيا/مقاربة:
إن الذين يروون حكاية هذا العالم هم في العادة مَنْ لا يحتسون حيواتهم كما يحتسيها الآخرون.وكان قوم يمثلون حالة الهائمين على أنفسهم بالحُداة بلا بعير يسوقون خيباتهم وراءهم أو قدامهم كما تَسوق الأبعارَ قوائمُ جعلان ليسكاغابي في الفيافي والفلوات الخالية..وللنفس آحتراق، لحشاشتنا رمس تعفوه الأعاصير تذروه الريح بلا هداية..وكان قوم يضربون مثلا بالنذير العريان، وأصله أن النذير الجادُّ المُغَوِّثُ يتعرى ينسلخ من ثوبه يمسكه بيديه يشير به ليلمع للرائين حتى تسبق رؤية الثوب سماع صوته الملهوف، وإن مثل هذي الدمن التي تلوكنا أظلافها خلقت فينا عدة عراة يصيحون بنذيرهم لا يسمعهم أحد يحترق الصوت فيهم يشمرون يلوحون بثوبهم فيحترق الشتات والكتان والفلاة والرواح والغداة والسَّراة يحترقون يستغيثون يستنجدون بعُراة آخرين تناسل العري فيهم يتوسلون بالآلهة والمردة والشياطين يحترقون لا أحد يبالي لا أحد يصغي لا أحد يهتم تأكلهم النار يمسون رمادا لا أحد يسمع لا أحد يرد...مهزلة..نشرب العكر من الأمواه نأكل الطحالب ننقنق كضفادع المجاري في ليالي الشتاء المديدة.العين تكذب لا ترى غير هبائها والسديمَ، الأذن تكذب لا تسمع إلا طنين الخواء، الرأس غريب الوجه واليد واللسان، هائمون في يهماء، تائهون في ظلمات من بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب من فوقه رجال قوامون يأمرون بالمنكر ينهون عن المعروف قدروا الخليقة حق قدرها فهم بصلفهم وغرارتنا رابضون...
منذ أواسط القرن التاسع حتى عصرنا هذا، صار عاديا أن تقرأ أعمالا لكُتاب رواية تخيلوا أماكن مستقبلية فاضلة طافحة بالأحلام وتحقيق الأمنيات، وأخرى فاسدة مرعبة ملوثة قبيحة خطيرة نخشى أن نوجد فيها.وليس هنا مجال ذكر عناوين ذاك النوع أو هذا الصنف؛ وإنما لفت آنتباه وتذكير مَن يقرأ هذه الكلمات إلى كون الموضوع بوجهيه الخيِر والشرير بيدنا نحن مَن يملك دواليب التحكم في صياغته وصناعته؛ لذا،علينا أن نعي ونواجه سؤالا مصيريا.. أي عالم نروم ونسعى إلى توريثه الأجيال القادمة، عالم طبيعي فطري إنساني تسوده المحبة والتعايش السلمي والانسجام الايجابي مع مجالاتنا الحيوية أم ذاك الجانب المظلم البشع من المعادلة التي طالما حذرنا منها ونبهنا أنفسنا وأهلينا من مغبة سهو الوقوع في براثن ويلاااات واقع«ديستوبيي»لا يرحم..واقع مؤلم فعلا ينتظرنا إن نحن شردنا غفلنا عن خطورة الموضوع، واقع حالك للأسف يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته، وتتحول فيه المجتمعات البشرية إلى مجاميع كمية حيوانية تراكمية بدائية يقاتل بعضها بعضا من أجل ترهات سفاسف البيولوجيا..
لقد قالت كلمتها زرقاء آليمامة ولم يصدقها أحد، فوقع القوم في آلمحضور، وبعدها وقبلها على مسار تاريخ آلبشرية، جعل آلمنذرون يلحون في تنبيهاتهم دون يلتفت إلى صرخاتهم أحد(أنبياء/حكماء بصارون/شعراء/فلاسفة/مجاذيب...)؛كأن الجحود والممانعة والعناد أمست عادة يجترها الأغلبية دون تفكير أو وعي أو إدراك، ولتفعل الوقائع ما تفعل.. لا يهم..

في مزرعة الحيوان مثال ساخر مبك لما ستتحول إليه آلبشرية آلرعناء من مسوخات مقرفة يتكدس الركام يعفس بعضهم بعضا في حياة بذاءة آلغلبة فيها لمن هو أكثر بشاعة..هي رواية نُشرت بعد عناء طويل لرفض الكثير من دور النشر نشرها لكونها رواية غير مقنعة على حد تعبير الناقد والأديب (توماس ستيرن إليوت).في نهاية المطاف نُشرت سنة ١٩٤٥ قبل خمس سنوات من موت مؤلفها جورج أورويل. يمكن ربطها برواية"١٩٨٤"من خلال مجموعة من التيمات مثل.."التماهي في خلق الطغاة" من خلال طبقة عامة تجهل بعد أن تعلم وتُعمي أبصارها بعد أن كانت مُبصرة..ثم تيمة خلق عدو وهمي ليستمر الوضع لصالح الزعيم، لنجد تيمة البقاء للأقوى أو الأغنى على حساب إنسانية المستضعفين.."إن كان لديكم حيواناتكم الأدنى لتكافحوا بها فنحن أيضًا لدينا طبقاتنا الأدنى"..ثم نجد مقولة.."القوانين متغيرة والعبودية واحدة"فجميع الحيوانات متساوية لكن بعضها أكثر مساواة عن الآخرين ليبقى"الظلم واحدا" مهما تغير شكله ومن يمارسه وعلى من يفرضه..تبقى مقارنة هذه الرواية بصنوتها ١٩٨٤ واردة من نواحي شتى لعل من أبرزها المنحى السياسي للقصة وأبعادها الكنائية المجازية كأننا إزاء نغمة واحدة معزوفة على وترين متوازيين متقاربين؛ ومادمنا آستحضرنا النغم، لابأس من الإشارة كذلك الى أحد ألبومات بينك فلويد الموسومة بعنوان قريب جدا من مزرعة الحيوان، حيث أخرجت المجموعة توليفة من الأغاني بتيمة موحدة طابعها المحاكاة والرمز والإيحاء وتعددية الأصوات في منتوجها السبعيني the animal..لتصل إلى مقولة السلطة في نهاية المطاف تحيل على نفسها لا تفقه ولا تتقن ولا تستهدف غير مزيد من التسلط والجبروت..(١)وفيما يلي إليكم الوصايا السبع كما جاءت في نصوص مزرعة الحيوانات بعد نجاح ثورة الحيوانات على الإنسان:
1- كل من يمشي على قدمين فهو عدو.
2- كل من يمشي على أربع أقدام أو له أجنحة هو صديق
3- يحظر على الحيوان ارتداء الملابس
4- يحظر على الحيوان النوم على السرير
5- يحظر على الحيوان تعاطي الخمر
6- لا يجوز لحيوان قتل حيوان أخر
7- كل الحيوانات متساوية في الحقوق والواجبات

لقد وصف جورج أورويل في روايته "1984"بشكل دقيق تحول القيم البشرية إلى أشياء هامشية نتيجة سطوة الأحزاب السلطوية والشمولية على الناس والشعوب ليكونوا مجرد أرقام هامشية في الحياة بلا مشاعر ولا عواطف ولا طموحات أو آمال، حيث يعملون كالآلات خوفا من الأخ الأكبر بيغ براذر، ورغبة في نيل رضاه..انه دوما هنا يراقبهم على مدار الساعة.اننا نعيش في زريبة مُغلقة للحيوانات الآدمية المُروضَة رغم أنفها تماما كما في وقائعنا الراهنة وغير الراهنة في مجتمعات مشوهة ممسوخة “دسيوتوبيية"قائمة على التحكم الشمولي المطلق المتسلط القامع المستبد السالب للارادات والحريات وكل شيء..الأكل والشرب والمعرفة والهواء والتراب والحياة والموت...(٢)

فيما يخص(١٩٨٤)نجد أحداثا تدور في دولة موسومة ب"أوشيانيا"حيث الأيدلوجية الاشتراكية الإنجليزية أو ما يسميه الحزب الداخلي بـ:(الإنجسوك)، وحيث المجتمع مقسم لثلاث طبقات:طبقة“الحزب الداخلي”ونسبتها آثنان من المئة من السكان، وطبقة “الحزب الخارجي” ونسبتها ثلاثة عشرة من المئة، وأخيرا طبقة“العامة”، وفوق هذه الطبقات كلها يوجد الحاكم المسيطر المستبد“الأخ الأكبر”؛ هذه الشخصية التي أصبحت من أكثر الشخصيات الروائية شهرة، بل إنها أضحتْ رمزاً لأي عملية آستبداد أو تجسس أو قمع في عوالمنا الراهنة...
وبالمناسبة، سبب تسمية البرنامج التلفزيوني التسعيني الشهير“الأخ الأكبر” بهذا الاسم راجع إلى عملية المراقبة الدائمة على المشاركين فيه..ولعلنا نلفي الكثيرَ من الأمثلة المشابهة في حيواتنا المُطَوَّقَة بأسلاك سجون الإعلام بأنواعه وسياسات وزارات الداخلية والخارجية وحكوماتنا المتخلفة التي تبيع وتشتري في نسمات مواطنيها معتبرةً أنفاسهم ملكَ سلطتها الوهمية...
الرواية تعرض طريق الخلاص من كل ذلك رغم الصعوبات والعراقيل..والخطوة الأولى في التحرر من مزرعة "سي السيد"الحاكم بأمره هي الوعي بالمسألة..المسألة كلها في إطلاقها.. وطرح الأسلة:ماذا؟كيف؟ولماذا؟..وطريق ألف ميل يبدأ دائما بخطوة واحدة..وهذه الخطوة في هذه القضية هي:الوعي..!!!..(٣)

ظهر فيلم 450 درجة فهرناتية عام 1966 لمخرجه الفرنسي فرانْسْوَا تْريفو عن رواية خيال علمي تحمل العنوان نفسه ل:راي برادبوري 1953 يصور في مشاهدَها مستقبلا آت تعدم سلطتُه الحاكمة القراءة والقراء والكُتب والكَتبة..الشريط، كما الرواية، قائم على توقعات تشاؤمية سوداوية على طريقة مقاربة "الديستوبيا" لمستقبل مرير حالك تسيطر عليه مصالح جبروت تسلطية تحارب الكِتاب تحرقه بنيران تصل إلى تلك الدرجة المشار إليها في العنوان، ولن يجد الكاتب مَن يقوم بهذه المهمة أحسن قيام من سلاح خراطيم نيران رجال مطافئ شديدي البأس أوفياء مُجدين في عملهم مجندين منضبطين(الشخصية الرئيسة رجل يعمل بآلمطافئ) سيأخذون على عواتقهم مهمة إخماد جذوة الحَرف المرقون المطبوع بواسطة قوة لهيب الغاز ترسله أنابيب النار ترشق أشداقُها الشرر كما تفعل تنينات العجب في الحكايات القديمة التي تحاربها هذه السلط المتجبرة؛ وهكذا تم فرض تقنين هذا التحريق المتعمد، لأن آخر الدواء الكي نارا، ولأن لا دواء آستطاع أنْ يكون ناجعا ضد قدرة الحرف على التأثير، فإن "العاقلين"العارفين القابضين على زمام أمور الرعايا رأوا أن لا مهرب من هذا الدواء الناجع من أجل إنقاذ المجتمع المعتقل من الخطر المحدق به إنْ هو تُرِكَ لحاله يستسلم لسطوة جاذبية لذة القراءة والمقروءات.. الحرق،هنا، تصفية إعدام جذرية للحرف، للمكتوب، للوثائق، للمخطوطات، وبالتالي قطع دابر مستقبل القراءة كيفما كانت؛ لكن هذا القطع ليس قطعيا كاملا، فما العمل في حال سُوِّدَتِ الحروف قبل حرقها وعلقت في عقول شَغوفة حفظتها تحفظها من آلضياع وآلزوال..آآآه.. هذا الحفظ الآدمي، تُرى كيف يمكن مجابهته..؟؟..
لعله السؤال الإشكال نفسه الذي حاولت مناهج الثقافة والتربية والتعليم في المدرسة العمومية ببلادنا الإجابة عنه طيلة سنوات خلت من ممارسة المحو والحرق والإعدام والتصفية لكل ما له صلة بالحرف بالكلمة بالكتاب بالقراءة بالوعي، بطريقة تختزل أحشاؤها مفارقة مقصودة بين ما هو واقع حاصل فعلا، وبين آدعاءات معلنة في صورة توجيهات رسمية تتشدق بما نَبُل من مقاربات وغايات ومرام وأهداف يروم زعمُها آستهداف مكتسبات ومهارات فعلية فعالة..واضعوها يعلمون جيدا أن لا طائل من وراء جلبة لغو الصخب وثرثرة الضوضاء المحَبرة في التعليمات المباشرة والمذكرات والتوجيهات، الموصى به في الندوات والمؤتمرات ولقاءات التشاور والتكوين وإعادة التكوين، في غياب إرادة جدية ونية صافية تروم تطوير الفرد والجماعة إلى أحسن حال في دولة مؤسسات مستقلة لا دولة أفراد ولوبيات وجيتوهات ومصالح، يعيش في كنفها الكائن عيشة مواطن كامل المواطنة..هم يدركون ذلك، ويبذلون جهدهم لجعل المتعلم العمومي، في أحسن الحالات، قطع غيار بْييس دوغوشانج لا غير في دواليب رساميل شركات لا وطنية تمتص العرق تنفث السم في العروق بِزَنْد مزيد من لهيب حروق تنهك تفتك تمسخ خريجي المدارس والمعاهد ذات الاستقطاب المحدود وغير المحدود والجامعات تحولهم إلى كينونات خائبة مفرغة بلا هوية بلا بصمة إنسانية ذاتية، هشة سهلة الانصياع، تُقاد عن بعد بأكثر من زمام، على شاكلة عوالم الأخ الأكبر"بيغ بروذر" في مسرح عبث مماثل ل: 1984 رسمت رعبه دوستوبيا كوابيس جورج أورويل ومن لف لفه..المؤلف في عمليْه معا، رسَمَ مجتمعا راكدا، سِجْنَ زريبةٍ يُحشا داخل أتونها أُهَيْلُون معفنة جثتهم وهياكل مخشبة أصلابها، خواية بلا أرواح، فارغة وجوهها.ظ ميبسة أقحافها مشلولة أياديها وأطرافها، واللسان في أبدانها صامت لا بوح فيه، بلا شهامة يتململون بلا كرامة أميين جاهلين أقنان مصفدين في أوهام الأغلال، أرقام آفتراضية في صورة متعلمين يمثلون أدوار الحَضَر من الهوام بربطات عنق كالمشانق وألبسة صَرعات مودات آخر صيحة، نسخ ممسوخة ل:مهارات يدوية أو عقلية"تيقنوقراط"دون وعي دون تفكير دون تأمل دون فلسفة دون آستشراف دون بصيرة، ربوهات مفبركة مبتسمة ضاحكة مستهلِكة هالكة لا فكر لها، أو"مثقفين"من بلابلا لغو سفاسف لدائن الميكا، بالكاد تتشدق بتهجي فك بعض شُفيرات خفايا مظاهر الحروف.. فإلى أين نحن سائرون..

☆إشارات:
١_ إنّنا نُدرك أنه ما مِن أحد يُمسك بزمام السُلطة وهو ينْوي التخلّي عنها.إنّ السلطة ليست وسيلة بلْ غاية.فالمرءُ لا يُقيم حُكمًا استبداديًا لحِماية الثورة؛وإنّما يُشعل الثورة لإقامة حُكم استبدادي.إن الهدف من الاضطِهاد هو الاضْطهاد.والهدفُ من التعذيبْ هو التّعذيب.وغايةُ السُلطة هي السُلطة.
― جورج أورويْل ( 1984 ) .

٢_يمكن مراجعة في هذا الصدد رواية(كوكب القرود)لمؤلفه(بيير بول
Pierre Boulle)

٣_"إن الشعور بالغموض المشوب بالخوف والتوجس هو ما جاء بالديانات، فمعرفة أنه هناك بعض الأشياء العصية على فهمنا، ومعرفة الظواهر والإدراك الأكثر عمقاً، والجمال الأشد إبهاراً الذي لا يمكن أن ندركه عن طريق الوعي إلا في شكله البدائي، هذه المعرفة وهذا الشعور هو ما يشكل رغبتنا في الدين.ولكنني لا أستطيع أن أتوهم"إلهاً"يجازي ويعاقب مخلوقاته،وأن يمارس إرادته بالطريقة التي نمارسها على بعضنا البعض"
_ ألبيرت أينشتاين، من كتاب:العالم كما آراه/مجموعة من المقالات/



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَيْسَ لَنَا مِنْ كُلِّ مَا عَلمْنا سِوَى كَلِمَاااات
- رَيْبُ آلْمَكَان
- تَجَاعيدُ البَيْضَاءِ، بخصوص فيلم:(كَازَبْلَانْكَا)
- دُوسْتِي
- دُون كِيشوت
- مُتَرَددٌ خَائِبٌ أبَدًا
- الرموز في قصيدة آلرؤيا
- جُو كْلِيكْ آلْكُولِيكْ
- حَيَارَى نَحْنُ..؟؟..لا..!!..
- اَلْمُتَمَرِّدُ
- عَسَاهَا يَوْمًا
- عُيُونُ آلذِّئَابِ تُومِضُ كآلنُّجُوم
- خُ يَ لَ ا ءُ آ لْ عَ دَ م
- مُتَلازِمة تشيخوف
- حُلْمٌ كَفِيف
- اِكْتِفَاء
- جُلَّنَارُ
- آلِهَةٌ أَمْ شَيَاطِين
- حَريقُ آلِارْتِقَاء
- أَنْهِيدُونْيَا


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - الوعي الديستوبي