أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - الرموز في قصيدة آلرؤيا















المزيد.....

الرموز في قصيدة آلرؤيا


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7514 - 2023 / 2 / 6 - 23:44
المحور: الادب والفن
    


من الأساطير المُستعملة في الشعر العربي الحديث،نجد مرجعيات متنوعة منها الأساطير اليونانية: إيكاروس، سيزيف، عوليس، بروميثيوس، أدويسيوس، بينيلوب، تيليماك، كيوبيد، فينوس، افروديت، برسيفون، أورفيوس، بوسيدون، الفنيق وآلهة العالم العلوي والسفلي مثل زيوس وهاديس وغيرهم ورموز الشر والقتل والفتك مثل:"سربروس، ميدوسا، هاديس....."
وهناك الأساطير والحكايات والخرافات البابلية:"تموز، وعَشتروت وأدونيس..."، والشرقية":جلجاميش، أنكيدو، السندباد، علاء الدين، شهرزاد، شهريار، عنترة، امرؤ القيس، مهيار الديلمي، أبو نواس، قابيل، هابيل، المتنبي، عمر الخيام، زرقاء اليمامة.. "...والدينية كأسماء الأنبياء محمد والمسيح ويونس وأيوب وليعازر ويهوذا ".. والتاريخية مثل:"عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي وعمر المختار وعبدالكريم الخطابي...."..والأدبية الإنسانية مثل:"غابرييل غارسيا لوركا، بابلو نيرودا..."..وغير ذلك من أجل التعبير عن رؤيا معاصرة للحظة وجودية معيشة بما فيها من قلق ويأس وأمل وألم وغربة وضياع وحياة وموت...
وشكلتِ الأسطورة عند الشعراء صلاح عبد الصبور والسياب، وخليل حاوي، والبياتي وتيسير سيبول ويوسف الخال وأدونيس وأمل دنقل وأحمد المعداوي وعبدالله راجع وغيرهم ملمحا من أهم ملامح معجمهم الشعري واتجاهاتهم الفكرية وإشكالاتهم النفسية، وقد حاولوا أن يكتشفوا في الأساطير"النموذج الأسطوري"الذي يحمل عبء التعبير عن خصيصة من خصائص المجتمع العربي في فترة معايشتهم له(النصف الثاني من القرن العشرين).وقد كان لكل من هؤلاء الشعراء وجهة نظر في اللجوء إلى استخدام الأسطورة، فصلاح عبد الصبور مثلا يرى في آستخدامها محاولة لإعطاء القصيدة عمقا باطنيا أكثر من عمقها الظاهر بنقل التجربة من مستواها الذاتي إلى مستوى إنساني جوهري شامل؛ لهذا آثر قناع شخصيتي"الملك عجيب بن الخصيب"، و"بشر الصوفي"..وقصيدة القناع قادته إلى عالم الدراما الشعرية "الصراع"حيث بدأ نتاجه المسرحي باستغلال شخصية "الحلاج"محاولا إخفاء المادة التاريخية بشكل عام من أجل تحيين الماضي في صورة الحاضر وكأن هذا الماضي بشروره وأزماته لازال حاضرا بين ظهرانينا لا يبرحُ حيواتنا أبدا...
وثمة وشائج وروابط بين بعض الرموز التي قد تبدو مرجعياتها متباعدة في الظاهر لاختلاف مصادرها حينًا أو لبعد دلالتها داخل إطارها الأسطوري والتاريخي في زمانها الذي أُنْتِجَتْ فيه، لكنها داخل الاستخدام الشعري المُعاصر دارت في مجال تعبيري واحد، على نحو ما نجد مع:"أوديسيوس والسندباد وجلجاميش"، فكل هؤلاء وغيرهم بحارة مغامرون أو أصحاب برار يخترقون فلوات اليابسة بحثا عن سر الأسرار عن شيء ما(الخلود مثلا)؛ وفي سبيل ذلك الشيء يبذل المجازف الباحث الجهد والغالي والنفيس غير مبال بالأخطار والمهامه والقفار مضحيا بحياته الخاصة والعامة؛ والشيء نفسه مع"أهل الكهف وتموز والمسيح ولعازر"الذين بُعِثُوا من موتهم من أجل معانقة حياة جديدة مغايرة عن الحياة السابقة وكأن عوالمهم أحلام تراوض الشعراء في غد مشرق بَاسم يتجاوز أزمات الحاضر المنهار.. ولعل في هذا التشابه بين الأساطير ودلالاتها العميقة اكتشاف لعنصر هام فيها، وهو:وحدة الوجود الإنساني في جوهره، ووحدة الرؤى الى العالم والكون والكائنات رغم اختلاف مظاهر خريطة البشر وتناثر جزئياتها وجغرافيتها.وتتردد بعض الرموز في كثير من الأشعار بمعان متقاربة على نحو ما تردد"يهوذا"في التعبير عن الخيانة والندم، ولم يمنع أن تدور جملة من الرموز في إطار دلالات معينة ذات صلة بالتطور الاجتماعي والحضاري الذي كنا نمر به، على نحو ما نلاحظ في استخدام"المسيح"رمزا شعريًا للفداء والتضحية والخلاص، ففي شعر المدارس الشعرية قبل الحرب العالمية الثانية كانت الإشارة إلى شخصية المسيح تمثل الطيبة، والرحمة والطهارة والنبل"عند البعثيين والرومانسيين، أما في مدرسة الشعر "الحر"فتمثل عذابه وصلبه وتضحيته، وقد كثر الوصف والاشتقاق من صيغة الصليب في مدرسة الشعر التفعيلي، وثمة قصائد مستقلة تدور حول معنى الصلب وتتأمل فيما انبثق عنه من مواقف...وكان الشاعر اللبناني"خليل حاوي"الذي مات منتحرا رافضا لتوغل الكيان الغاشم في بلاده وللنكوص العربي وتردي أوضاعهم كان من أبرز الذين وظفوا الأساطير في الشعر، في واقع معيش اختلطت فيه الكوابيسُ بالوقائع الغريبة التي لا يستحملها قلب ولا عقل..ففي قصيدته:"البحار والدرويش"وقصيدة:"وجوه السندباد" اتخذ"خليل"من هذا السندباد عَلَمًا على تجربته الشعرية، وعدّ نفسه راحلا بريا وبحريا أبديًا في سبيل المعرفة، وقد حاول عَبْرَ هذا الرحيل أن يعثر على اللغة الفطرية البكر فلم يظفرْ بشيء الا غربته في المكان والزمان والكلمة ووو..وفي ديوانه"نهر الرماد"بدأ بالرحيل من أجل المعرفة والبحث عن ماهية الوجود المستحيلة، وانتهى بذوبانه في نهر الجوع، والتطلع إلى ازدهار الحياة. وفي"الناي والريح"ديوانه الثاني واصل الإيمان بالبعث العربي القومي، وانتهى بمعاينة البعث في بشارته لأمته بأنها ستعود إلى سابق ازدهارها..دون جدوى...
أما في ديوانه الأخير"بيادر الجوع"فقد بدا مليئا بالألم الكظيم كسيرَ القلب والروح، وهو يعبر عن مرارة انتظاره وسأمه من آنتظار الانبعاث الذاتي العربي.وداخل هذا الشعار الكلي لتجربته نثر كثيرا من الرموز الفنية واستخدم كثيرا من الأساطير... والشيء الذي قلناه عن"خليل حاوي"يمكن قوله عن كثيرين، لعل من بين أهم ما أستحضرُه هنا الشاعر الأردني"تيسير سيبول"الذي أنهى حياته بطريقة"خليل"حين انتحر عام 1973 آحتجاجا على التطبيع العربي مع الكيان الغاشم في اتفاقية"كمب ديفد"...
اذن ليس ثمة أمل لجلجاميش الشاعر العربي..هذه هي الحقيقة التي انتهى اليها شعراؤنا في يأسهم في تعاملهم وتجاوز واقعهم المرير.....
هذه هي النغمة السوداوية التي تجمع أغلبية التموزيين بعبارة(جبرا إبراهيم جبرا)، و"السياب"أحد رواد هذه التجربة يعد أكثر الشعراء آستلهاما للأساطير الإنسانية بخلفياتها المتنوعة ومرجعياتها المختلفة، وأسطورة"تموز"بما فيها من خير وحياة وأمل ورُواء وحُب تحتل مرحلة خصبة من حياته سَمَّاها النقاد بالمرحلة التموزية؛ أما ما قبلها فقد كان "بدر"يستعين بمختلف الإشارات الأسطورية الانسانية المختلفة دون التركيز على أسطورة معينة مثل ما كان في ديوانه"أزهار وأساطير"، وقد ارتكزت هذه المرحلة في الأغلب على الأسطورة اليونانية، مع بعض الإشارات إلى المصادر العربية والإسلامية كقابيل وياجوج وماجوج، وفي المرحلة التموزية صاحبه تفتح على المصادر المسيحية وبخاصة حادثة صلب المسيح، وإحياء لعازر وصبر أيوب، وفي المرحلة الأخيرة تتنوع الإشارات الأسطورية مع بعض التركيز على شخصية السندباد، وصنوه عُوليس كتواز دلالي مناقض وطرف مضاد لشخصية الشاعر وحياته ومصيره، فكلاهما جواب آفاق؛ ولكن الانسان الاغريقي مغامر قوي ناجح والعربي الذي هو"قناع/ الشاعر" مفروض عليه أن يرحل عن الديار وراء البحار، مريضا يزحف من مشفى لمصح ينشد علاجا سيزيفيا لأدوائه التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جُو كْلِيكْ آلْكُولِيكْ
- حَيَارَى نَحْنُ..؟؟..لا..!!..
- اَلْمُتَمَرِّدُ
- عَسَاهَا يَوْمًا
- عُيُونُ آلذِّئَابِ تُومِضُ كآلنُّجُوم
- خُ يَ لَ ا ءُ آ لْ عَ دَ م
- مُتَلازِمة تشيخوف
- حُلْمٌ كَفِيف
- اِكْتِفَاء
- جُلَّنَارُ
- آلِهَةٌ أَمْ شَيَاطِين
- حَريقُ آلِارْتِقَاء
- أَنْهِيدُونْيَا
- الهايْبُوثَلامُوس
- فَرَادِيسُ مَفْقُودَة
- مُتْ قَاعِدًا
- هَاااا..هُوووو..هِيييي
- شِيَمُ آلشُّعَراء..قراءة في بائيةٍ للمتنبي..
- عِيشَا قَنْدِشَا آيَتْ وَرَايَنْ
- بُوكُوفسكي..وَمَنْ يُبَالِي..


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - الرموز في قصيدة آلرؤيا