أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عِيشَا قَنْدِشَا آيَتْ وَرَايَنْ















المزيد.....

عِيشَا قَنْدِشَا آيَتْ وَرَايَنْ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 17:14
المحور: الادب والفن
    


عندما يقف بوهاد آلدنى شيخ مثلي مجلبب معمم ملتح شرب من آلحياة ما شرب،عندما يتأمل حكايات لازالت الحواس تتذكرها من قبيل ما كانوا يخوفوننا به من آستيهامات(عائشة قنديشا)أو"قديسة"أو"كونتيسا"حسب الروايات المُتنوعة ،فليس بوسعه بعد كل هذه المسافات التي عبرها في زمن الأعمار إلا أن يتفحص هذه المرويات تفحصا عقليا يتأمل في الفكر الجماعي الذي أنتجها طيلة سنين مرقت كبرق خلب سريعة تطوي كل شيء في أقبية النسيان.هي خرافات متوارثة نتجت عن عَمل مخيال جماعي في عصر أو في عصور تعاقبت تراكمت يكملُ بعضها بعضا في نسج حبكة الحكايات وتطويرها وتحويرها حسب الزمن والمكان والظروف المَعيشة تبعا لمخاوف وحاجَات انفعالية عاطفية فردية وجماعية؛مما جعل من المسماة عيشة مثلا ونظائرها المغربيات المُنتشرات في الذاكرة الشعبية صورة رمزية لتمثل جماعي لمعيشات ميتافيزيقية أكثر منها واقعا حيا مشى أو يمشي على قدمين..فقنديشة تارة تُرْوَى كآمرأة بشعة عجوز شمطاء تأكلُ صغارا بعد في آلقماط، تذكرنا بساحراتِ أفلام الرعب الهوليوودي وتارة آمرأة حسناء يُفْتَنُ بجَمالها الرجالُ الأغْرارُ وغير الأغْرار.انها امرأةٌ كانت تفتن تلتهم كُل مَنْ انجرف وراء جمالها،وفعل "اِنْجَرَفَ"هنا استعمالٌ مَقصودٌ للدلالة على عدم استخدام العقل وعدم استحضار الرصانة أمام جَمال أنثوي في زمن إنشاء الحكاية، وكأننا أمام فِعْل للمُراقبة تحذيري من مَغَبّةِ الافتتان والانسياق و المُيولات والرغبات العاطفية اتجاه ما يَسْتَمِيلُ النفسَ البشريةَ و يستهويها من غرائز وإغواءات..
تغدو الحكايةُ هنا فعْلَ سلطة مَنْع تُمارسُهُ الجماعةُ المشتركة في معيش مشترك عن طريق خلق حكاية كوسيلة أو طريقة تُحَذِّرُ بها أو تمنعُ خوضَ غمار مَهامه الغواية (تفاديا لإعادة مصير الغواية الأولى التي راح ضحيتها الجد الأكبر)خصوصا وأنها كانت تُرافقُ الانسانَ منذ طفولته، بل إنَ الطفولةَ كانتِ المُرْسَلَ إليه الأساسَ في هذه العمليةِ(التربوية) لطبيعة العلاقة الحَميمية بين الحاكي السارد الذي كان في الأغلب الأعم آمرأة"أمّ"أو"جَدّة"تُبَلِّغٌ مخيالا يَختزلُ آراءَ ومواقف وعواطف وأخلاق وتحذيرات ونصائح وتوجيهات جماعة مَا في ظروف حضارية ما إلى صغار تُتابعُ دهشتُهم الكبيرة ما يُروى من غرابة وخوارق تتلقاه عقولُهم وعواطفُهم كأنها وقائع فعلية وقعتْ، حتى إذا كَبُرَ هؤلاء الأطفال كَبُرَتْ معهم هذه الحكاياتُ لتضحى مُسَلّمات بديهيات لا تحتمل النقاشَ في واقع بدوي رعوي زراعي كانت تسيطر فيه هذه الذاكرة الشفهية على حساب التعليم المُمنهج والمنظم..الا أن هذه المرأة الأسطورة(عيشة قنديشة)كانت_والعهدةُ على رواة آلأزمنة الغابرة_ تَهاب شيئا واحدا هو آشتعال النار أمامها، فكل مَنْ نجا منها حكا أن النجاة تَمّت له بحرق عمامته أو شيء ما أمامها..أقدامُها تشبه قوائم الجَمَل أو الماعز أو البقر أو ما شابهَ من الأنعام، حسب آختلاف الروايات..(١)(يبدو أن الآية التي قرنت الخيل والبغال بآمتطاء صهوتها تسهيلا لقطع المسافات القديمة وعبورها بأمان قد تحولت هنا الى مؤشر تخويف وترهيب عبر عملية تحول وتقمص وتناسخ للأرواح والتقاء عوالم مختلفة فيما بينها على غير قَدَر قُدِر لها)..وكَمْ هي الحكايات المُتناسخة التي تتركُ مُفاجأة اكتشاف هذه الحقيقة الجسمية الى آخر الحكي عندما تبلغ القصة ذروتها وتقتربُ الضحية من نيل مُرادها واذا بها تكتشف السرّ العجيبَ:تلك الأرجل الممسوخة التي لا علاقةَ لها بباقي البدن الجميل..إننا ببساطة أمام ثنائية :

فوق / أسفل
جَمال / قبح
حُب / كراهية
خير / شر
ظاهر / باطن
سوي / غير سوي

دون أنْ نَنْسَى ما لأسفل الجسد من إيحاءات جنسية واضحة.فكأننا أمام حكايةٍ تسايرُ الرغبات وتُهَادِنُهَا حتى إذا ما وصل الراغبُ المُحبُّ الى نيل مُراده من القوام الجميلِ المَحْظُورِ تُخْرِجُ الحكايةُ بؤرةَ الوحش المُخيف من قُمْقُمِهِ، ليتحول مكانُ تحقيق رغبة المتعة الجسدية إلى شيء مهول مُخيف مَمسوخ؛ وإذا به آلشبق يعيد إنتاج مصائر مشابهة لكائنات أخر سعت طيلة عمرها لتحقيق رغبة نشوة اللحظة، فإذا بها تواجه مصيرها المحتوم:القتل والفناء..انها نتيجة العقاب التي تنتظر كل مَنْ رامَ قطف فاكهة الجمال دون آستئذان وقَبُول جَماعيٍّ بشكل يُعيد فِعْلَ العقابِ القديم الذي سُلِّطَ على الانسانية عندما تجرّأَ الأبُ الأولُ على قطف مَا لاَ يُقْطَفُ...إنَّ هذا الأسفلَ المعتم المشرع الموصد المُلِح في البحث وطلب السيطرة والقوة وسلطة الهيمنة(٢)يُذَكِّرُنَا إزيس المصرية(٣)، أزهار الشر آكلة اللحوم، مُثلث بيرمودا، دوامة الثقوب السوداء التالفة في الفضاء، منحدرات جرف ظلماتِ سعير"هاديس"الإغريقية، ميدوسا التي حولت الذكور حجرا...(٤)و...غيرها من المتاهات التي عادة ما يرجعها العقل الإنساني الفطري الى أصل واحد آعتبر مددا مديدة مصدر الشر وجذره الأبدي..مما يجعلنا أمام تفاصيل مشابهة مِنَ الأساطير الانسانية، لعلَّ مِنْ بينها أسطورة حكاية الشيطان ميفيسْتوفيليس Mephistophilus، وهو آسمٌ يُعطَى غالبا للشخصية التي تُمثل دورَ غواية الشر، كما أنه آسم الشيطان في الأسطورة الفاوستية التي أعاد كتابتَها الكثيرون، أذكرُ من بينهم الألماني"جوته"في مسرحيته الجميلة: "فاوست"راسما إياه في هيئة شبه حيوانية بحوافر وقرون، لكن هذا الشكل المُخيف لا يظهر منذ الوهلة الأولى للإنسان، بل هناك قناعٌ ظاهر للعَيَانِ يُخبئُ الوجهَ الحقيقيّ للشخصية، وكأننا _والحديث ذو شجون_أمام نظرية القناع التي سيطرتْ في التعبيرات الأدبية على مَرِّ العصورِ وأمام ثنائية:"المستر هايد والدكتور جيكل"...(٥) إن"ميفيستوفيليس"يبدو للناس في هيئة رجلٍ وَسيم سَمهريِّ القامةِ مُسَرْبَلٍٍ بسَوادٍ أنيقٍ، يحمل كتابا أحمرَ يُوَقِّعُ فيه الأشخاصُ الضحايا مُوافقتَهم على بَيْع أرواحهم له، حتى إذا تَمّتِ العملية، تُغْلَقُ دائرةُ الطَّوْق والحصار على البائع لصالح المشتري.. يستحق الجحيم إذن مَنْ باعَ نفسَهُ للشيطان !!! ..
ولكي لا يقع هذا المكروه، في الحالة المغربية، تنسج الحكاية توابل بموجبها تحرص الشخوص على اليقظة والنباهة والحذر وضبط النفس تفاديا لمُفاجَآت"شَيْطانتِنا" المغربيةِ بآستعمال النار في مواجهة الخطر المحدق، والنجاة من الهلاك؛ والمثير هنا أنّ النارَ هي التي تُنجي الضحايا من عفريت النار فآخر الدواء الكي و:"النار تأكل النار إنْ لمْ تجد كما تأكله"حسب تعبير أبي تمام..يُطْلَقُ على هذه الأنثى باللسان الدارج المغربي الغربي_نسبة الى جهة منطقة الغرب:«عيشة مُولاتْ المَرْجَة»أي(سيدة المستنقعات)..وكَمْ هي كثيرة الجنيات اللائي يُنْسَبُ وجودهن الى المستنقعات والبِرك المائية حتى في دورنا السكنية"المدنية"لازلنا نسْمعُ مَنْ ينصحُ بعدم سكب الماء الحار مثلا في الحمام أو ماشابه مخافة مُصادفتهن...

في بلدتنا الأطلسية(الفحص)قبائل آيت وراين المُحاذية لمنطقة"تازرين تازا"،ارتبط عَيْنُ الماء و"البير"وبِرْكة"تامدا"،وهما مَكَانَانِ لاستحمام الأطفال والشباب، وبستان رشراش شلال"تاشراراشت"وهو حقل تَتَعالقُ فيه الأمواهُ والأشجارُ والحشراتُ والزواحفُ وكل ما هب ودب في انسجام رائق،ووادي نهر المشرع و...غيرها من المروج، ارتبطت بمثل هذه التجَليات الفنطاستيكية التي تَظْهَرُ لِلْعَيَانِ الفَرْدِيِّ ليلا خُصوصا أو بعد الأصيل، وكأنني بهذه الكائنات غير الآدمية لا تستطيعُ مُواجهة الجماعة الإنسية عيانا جهارا..إن الجماعةَ قوةٌ وهي التي تنسج حبْكةَ الحكايةِ، والفرد مُطالبٌ بالانسجام في جوها ومعتقداتها وإلا..فهناكَ مرويات الغيلانُ والسّعالي والهوام الخفية التي سَتُـتِّـمُّ عَمَلَ الجماعة في تحقيق وتعديل وتصويب سلوكات الغواية المارقة عن القواعد والأعراف..تغدو الخُرافةُ إذن فِعْلَ جماعة ضد كل فرد ينزاح عن أعرافها وعاداتها..وكَمْ كانوا ينصحوننا ونحن بعدُ صغار أنْ لا نَخوضَ غمارَ الاستحمام بعد العصر في قيعان حفرة"البير" وبِرْكة"تامدا"و واد"المشرع"وكل بُحيرات القرية والجوار مَخافةَ تخرجَ لنا أشباه عيشة قنديشا..
لكل منطقة"عيشتُه"وبلدتنا الصغيرةُ لم تكنْ لتشذ عن هذا الاستيهام الجَماعي الذي آقتَاتْ منه طفولُتُنا الأولى وتغذى منها خيالُها الجامح المُطَوَق بأفياء وظلال الحكايات العجيبة التي كانت ترويها الجدات والأمهات...

كُنَّا نَسْمَعُ في مناطقنا بالأطلس المتوسط بالمغرب عن خُرافة يطلقون عليها بالأمازيغية الوراينية"تَايْمَارتْ ايمَطْلَان"أي:"فَرَسُ القبور التي نجد لها صدى في الحضارات الانسانية بأشكال وتعابير وتلوينات مختلفة، مثل مايُعْرَفُ بالحريش وهو كائن خرافي يشبه الحصان.لونه أبيض ولديه قرن.وانتشر هذا الحيوان العجائبي في حضارات كثيرة بأسماء مختلفة…فَرَسُنا تايمارت نغ كانت تَخْرجُ ليلا من اللحود لِتَجْأرَ بالعويل والصراخ تركض تائهةً هنا هناك في الدياجير الحالكة باحثةً عن ضحاياها...
هي في روايات مشابهة«بغلة القبور»أو«عذابة القبور»، خرافة قروية أخرى تستوطنُ خيال ساكني الأرياف المُنعزلة خصوصا في أعالي الهضاب والجبال حيث الخلاء يعانقُ الخلاء.يُسَمَّى هذا الكائنُ الخرافي في اللسان الأمازيغي كذلك ب:«تَمْغَارْتْ نسَمْدَال»بمعنى«عروسة القبور تاسليت ايمطلان، وهي في تصور السكان الأصليين دابة بهيئة بغلة تخرج من المقبرة حين يَجِنُّ الليل لتبدأ ركضا صاخبا لن تنهيه الا مع تباشير صباح جديد.هي كائن آخر من كينونات العتمات، تبدو فيها مُضيئة ككبد الشمس"آم تفوشْت"بفعل الشرر الهائل الذي يتطايرُ من عينيْها، وتحدث حركتُها جَلبةً مُرعبةً تمزق صمتَ الدياجير المُوحشة.فوقْعُ حوافرها وصليل السلاسل الحديدية التي تحملها في عُنقها يُرعبُ كل من يلمحها أو يصادفها في طريقه.وإذا حدث أن صادفتْ في تجوالها الليلي رجلا تحمله على ظهرها إلى مستقرها في المقبرة، وهناك تحفر له قبرا تدفنه حيا أو تأكله، والأمر على أي مرتبط برغبتها ومزاجها وشهيتها...
وحسب الأسطورة فإن «بغلة القبور» هذه كانت في وقت سابق من حياتها آمرأة إنسية عادية طبيعية ترملت، غير أنها لم تلتزم بتعاليم الأعراف الاجتماعية التي تُلْزِمُهَا بآحترام حق الزوج والزواج السابقين بلباس ثياب بيضاء طيلة فترة العِدة وعدم مبارحة بيت الزوجية وعدم معاشرة رجل آخر خلال ذلك.ولكنا الشقية تعيسة الحظ"تَنَغْطِيمْتْ"فعَلتْ_هكذا يحكون_وبسبب رعونتها وطيشها وعدم التزامها هذا الحق انتقم منها المنتقمُ..فكان جزاؤها اللعنة الأبدية التي حَوَّلَتْهَا إلى جنية طائشة ممسوخة بهيئة بغلة"آمْ تسَرْدُونْتْ"تنام النهارَ مع المَوْتَى وتمضي الليل تتعذب بلا هداية ..
وفي بعض المناطق كان الناس يعتقدون أن في إمكان"بغلة القبور/تسردونت ايمطلان"ان تَتنكرَ لتدخلَ البيوتَ في هيئة قريب أو صديق، وتختطف أحد افراد الأسرة إلى مقبرتها..وكم كانت خشيةُ القرويين على أطفالهم من هذا"الغول"الذي لا يرحم.. ومن بعدُ أمسَتْ الحكايا المتوارثة عبر السنين بصمات وراثة جِينيَّة مغروسة في دمنا سمعناها من أفواه جدَّاتنا وهُنَّ يغزلن الصوف يُنومننا في ليالي الشتاء الطويلة...انها مثال من الخُرافات التي عشنا بها ونحن صغار.رواها الأجدادُ وأجدادُ الأجدادِ من جيل لجيل يخلدون فيها حيواتهم ومخاوفهم وإحساساتهم وهواجسهم وتوجسهم من العوالم التي لا تخضع للعقل والحواس.إنها نوع من الغذاء الانفعالي من أجل إشباع رغبة نفسية جَماعية تُجيبُ عن أسئلة وجودية ملتبسة مُعَلَّقَة...
أمام تعدد الحكايات وآختلاف الروايات وتغني كل إقليم بعيشته وعفاريته وشياطينه وخرافاته..ألَسْنا في حاجة الى مزيد من المعرفة للهُوية الأمازيغية الوراينية التي يُمكن آكتشاف أبعادٍ كثيرةٍ لَهَا من خلال مثل هذه الخرافات التي هي نتاج محكي مخيال جماعي تناقلته الأجيالُ وتوارثت معه كلَّ شيء يخص هذا الانسان المازيغي الورايني الذي كان يعيش في المنطقة منذ عهوووود...
الخرافة حياةٌ ضمن حيوات عيشت في ظروف معينة..وعلينا إعادة آكتشاف حيواتنا التي كانت هنا تعيش في جبالنا ووهادنا وهضابنا وسفوحنا و أوديتنا من أجل فهم صائب لشخصيتنا الجماعية، فأين حكايات بداياتنا:"تَرْكُو تَتْشَّا مَمِّيسْ"و"مَجّغْيول" و"سالف لونجا"و"عيشا إيزلان"ومزلفوس أزكرار أوفوس"وعَبُّو ومعيويا"..وحكاية "حمار الليل"أو"الجاثوم"الذي يجعل الشخص يستيقظ من نومه واجدا نفسه مشلولا لا يستطيع الحركة ونبضات قلبه تتسارع وأنفاسه تتضايق..والثعلب أكْعَب والقنفذ إينْسي وذيباجة المرويات الشفهية مازلتُ أذكر بدايتها..كان يا مكان في سالف الأيام والأزمان..يُحكى أن..ينشدها بطريقة شجية صوت راو لبيب وخبير بالحكايات:

""بسم الله أَدْ بَدّيغْ
سَلْتْ غْري آدينيغْ
شَانْتَنْفُوسْتْ سُومازيغْ
آمّـا أَشْتِيدْ أُوفِيغْ""....(٧)

ووو...أين عيشتنا التي نَسجَها مخيالُنا الذي كان يعيش في نجودنا؟أم يا تُرى آكتفى أجدادُنا بآستهلاك قصص الغير كما نستهلك نحن الآن كل شيء ينتجه هذا الغير...
أسئلة وأخرى كثيرة تظل مُعلقةً تستفزُّ عواطفَنا وعقولَنا من أجل إعادة الاعتبار لهُويتنا الأمازيغية في منطقة آيت وراين المَجيدة...

☆إحالات وشروح:

١_يمكن مراجعة أسطورة بان(Pan) وهو أحد شخصيات الميثلوجيا الإغريقية له جلد وقرون وأرجل ماعز كما يتضح في المنحوتات الأثرية، عُرف بشبقه المبالغ فيه يطارد ضحاياه من أجل هدف واحد:إشباع رغبته الشبقية العاتية..تروي روايات ملحمة الأوديسا أنه سليل علاقة غير شرعية لبنلوب زوجة اوديسيوس أنجبته في فترة غياب زوجها للمشاركة في معركة طراودا...
٢_يمكن مراجعة أسطورة شيلا نا قق (Sheela na gig)وهي شخصية من الميثلوجيا الوثنية في الجزر البريطانية، يتم تجسيدها في منحوتات آمرأة تجلس القرفصاء تفتح فرجها بيديها، ليتحول الموصد الى بوابة مفتوحة على كل الاحتمالات، فمن خلال الروايات عن الديانات الوثنية البريطانية يتضح أن شيلا هذه كانت تجبر الذكور على ممارسة الجنس معها بصفتها فاعلا أنثويا ايروتيكيا لا العكس ...
٣_ينظر إلى حكاية إيزيس Isis الشخصية الأسطورية الفرعونية التي تعتبر من رموز الجنس المهمة في العالم الوثني، تزوجت أخاها أوزوريس الذي تعرض إلى هجوم أدى إلى تقطيع بدنه ونثره في الكون، فقامت ايزيس بجمع أشلائه دون تعثر على عضوه التناسلي فقررت صناعة بديل عنه ذهبا....
٤_ لِمَ لحظة فوار الاِنتشاء تقذف بصاحبها إلى الوراء،هل الطبيعة تأكل نفسَها، حتى الهررة المخابيل تقتات صغارا لها للتوِّ وُلِدُوا، وبعض اليعاسيب والعناكب وأحناش الديدان التي تمور في الأحشاء تموت فور رميها سلالتها الخائبة رحم الإناث..قُلْ لي أبي آلسائح في آلسُّحُبِ، أيجب أنْ تحدث كل هذه الجنائز كي يرتاح جشع القدر؟
٥_"المستر هايد والدكتور جيكل"رواية للكاتب الإنجليزي روبير لوي ستيفنسون المتوفي أواخر القرن التاسع عشر(1850 ـ 1894).
٦_"تَرْكُو تَتْـشَّا مَمِّـيسْ "لغة أمازيغية بمعنى:"تَرْكُو" هي نوع من الغيلان +"تَتْشَا":أكلتْ + مَمّيسْ:ولدها.ومعنى الجملة :الغول أكلت ولدها.
_ "مَجَّـغْيول"حسب الروايات نوع من الغيلان في شكل دابة بأذني حمار،فالكلمة تتكون من جزأيْن هما:"تِمِجِّــينْ"وتعني الأذنيْن وكلمة"أغيول"ومعناها :الحمار.
_ "عَبُّو و معيوية "شخصيتان رئيستيان رجل وامرأة في حكاية وراينية ساخرة..
٧_بسم الله أَدْ بَدّيغْ سَلْتْ غْري آدينيغْ شَانْتَنْفُوسْتْ سُومازيغْ آمّـا أَشْتِيدْ أُوفِيغْ:بسم الله بدأت حكايتي اصغوا اليّ أروي لكم قصصا مازيغية كما سمعتها من أجدادي



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُوكُوفسكي..وَمَنْ يُبَالِي..
- والذئابُ تَعْوي في وِجَاِرهَا السَّحيق
- اللحظة آلأخيرة
- بَنْجِي يَشُمُّ رَائِحَةَ آلْمَوْتِ
- لا، يا أنتَ..تلكَ غُرْبتي أنا..
- في عُمق آلجحيم، انبَجَسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ..رأيتُها..
- هَاااا الْعَاااارْ خُو نَكَّاااارْ
- غَيْبُوبَة
- مِيفِيسْتُوفِيليسْ
- فُقَاعَة
- رَيْثَمَا
- وعلى آلمتضرر آلبحث عن مُسببات ضرره
- وِرْدُ آلْحَيَاةِ
- وَآلْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ
- حَلَازِينُ
- نَسِيَ آلطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طينٌ
- أَضْغَاثُ آلْخَيَال
- لَا يَهُمُّ بَعْدَ ذَلِكَ أَيُّ شَيْء
- لَقَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ آلْجَنَّة
- اُذْكُرُونِي كَبِدَايَة


المزيد.....




- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عِيشَا قَنْدِشَا آيَتْ وَرَايَنْ