حكاية وهم

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 7 - 03:29
المحور: الادب والفن
    

سألتني .. كم يلزمك من السنين لتنسى عشقك ؟ .. قلت احتاج الى عمر آخر كي افكر لاجد طريقة لنسيانك .. وعمرا آخر غير ذلك العمر اذا اريد ان انساك . انه العشق ايتها المرأة انه ماء الحياة .. اذا انقطع عن نياط القلب يعني الموت حبا .. لاتعاتبيني على ذلك .. قلبي هو السبب في كل مانمر به .. تائه عن سكته .. يجول في محطات بعيدة .. يبحث عنك .. كمسافر .. عشق السفر بين المحطات .. فلن يتوقف .. ولن يمل من السفر .. قلبي كأبن عاق لن يحسن التصرف ولم يعرف اسلوب الاتكيت في العشق .. له نظريته وفلسفته الخاصة .. يقول ان الطرق الوعرة هي اسهل الطرق للوصول .. مخالفا بذلك كل قوانين الطبيعة .. سألته مرة .. مررنا سوية بكثير من النساء .. فلم تعلن تمردك كما يحدث لك الآن .. قال ليس كل النساء نساء .. وليس كل امرأة خلقت للعشق .. هناك نساء عبارة عن صور فحسب بدون قلوب ولامشاعر . ونساء اشبه بشلال من المشاعر تغذي روافد القلوب وتحييها . وهناك نساء كالهواء يستحيل ان تتوقف عن تنفسه فيتوقف كلك على بعضك . سألته .. وامرأتي من اي صنف ؟ سأقول لك اجابة حتمية كوني قلبك وانا مركز مشاعرك واحاسيسك .. امرأتك .. وهم .. خيال .. وانك تعيش خدعة جميلة صورها لك عقلك .. قلت له كيف تقول هذا وقد قابلتها بنفسي وتحدثت معها .. انها حقيقة وموجودة في الحياة .. انت تريد تخدعني او تبعدني عنها .. فقال قلبي .. كنت امارس الخداع معك منذ عرفتها ومنحتك مشاعر مزيفة .. وانت بسذاجتك صدقتها .. امرأتك التي صورها خيالك المريض هي في احضان رجل منذ مايقارب سنين طوال .. والمرأة التي احببتها وعشقتها هي من صنع الخيال .. وعقلك المحشو بروايات رومانسية وافلام الحب والغرام قام برسم صورة لامرأة تعشقها مثل ماقام بجماليون بنحت تمثال امراة اطلق عليه اسم جالاتيا . ولجمال التمثال وعشقه له دعا بجماليون الالهة ان تحوله الى بشر وفعلا تحولت جالاتيا الى انسانة وتزوجها . ولكن بعد فترة ولكثرة المشاكل دعا الالهة ان يرجعها الى تمثال ومن ثم قام بتحطيم التمثال .. هذه ياعزيزي القصة الاغريقية التي تشبه قصتك .. انت رسمت صورة لامرأة وعشقتها وخيالك المريض صورها على انها حقيقة . وهذه الصورة تشبه امرأة متزوجة ولها احفاد .. وانت تعيش بفكرة انها مازالت فتاة .. قلت ورجفة لازمتني من هول الصدمة .. ياالهي ماذا تقول ياقلبي .. هل كنت اعيش بوهم ؟ .. هل انا مريض الوهم ؟ هل انا مجنون حقا ؟ . ياالهي كيف ابعد تلك الغشاوة عن عيني وفكري وقلبي ... لا .. لا .. هنالك مؤامرة من قبل عقلي وقلبي .هناك امرا دبر في ليل .. هل من احد ان يوقظني من كابوسي هذا الذي كان بالامس حلما ورديا جميلا .. اني اشعر وكأني اتلاشى الى قطع تتناثر في كل الاتجاهات . فلم يعد لي وجود . لم يعد لي قصة حب في حياتي .. انا احتضر .. انا اموت .!!

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات