أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مذكرات ما قبل الرحيل ج5















المزيد.....

مذكرات ما قبل الرحيل ج5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7305 - 2022 / 7 / 10 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


صديقي الفرنسي ليو كريستيان أو هكذا اطلق عليه أسمه فيلسوف مثالي جدا ومؤمن بكل قيم الدين، ويرى في الوجود عبارة عن مرأة يرى الله من خلالها ذاته، لذا فقيمة الوجود عنده تتجلى من قيمة الخدمة التي يقدمها لله، فليس ثمة شرف عظيم في الوجود أن تكون أنت ووجودك تلك المرأة التي يتجسد فيها إنعكاسات النور الإلهي لتري من خلالها صورة العظمة المطلقة، فنحن وبحسب نظرية صديقي وأقصد هنا الوجود كله مجرد "خادم فاخر أو أداة عظيمة" يتميز بميزة عظمى أنه لا أحد يقرب الله ويمنحه السعادة بقدرنا، من هذه النقطة كنت أسخر منه ومن نظريته.
لولانا سيتحول الله إلى شبح من الكأبة والحزن.
لولانا لما كان للرب أن يثق بجمال وجوده.
لولانا وأقصد الوجود مرة أخرى لكان الله الرب عبارة عن سر حتى على نفسه، أي لا يعرف ذاته ومن لا يعرف ذاته لا يعرف غيره بسبب بسيط جدا هو أن الحقائق الخارجية لا تنعزل عن الحقيقية الذاتية طالما أن الوعي الذاتي لا يستطيع أن يمنح تفسيرا لمعنى الحقيقية، أي إن ما ندركه من واقع هو عبارة عن عملية ظنية تحدث في الوعي فقط، وبناء عليه ينبغي على الحقيقة "الخارجية" أن تتواجد في المكان، لكن هذا لا معنى له بدون وجود أخر بالنسبة لله الذي صنعنا لأجل أن يرى ذاته فينا، لأن المكان والزمان ليس لهما موضوع بعد ولما يكون الوجود موجود، فهما من الطبيعي إذا من مواليد الوجود والوجود لم يولد بعد، لذا أحتاج الرب الإله لوجود، الوجود يحتاج لوعي، والوعي يحتاج لعقل، والعقل يحتاج لأدوات مثل العلامات أو الدلالات يقيس بها وينقاس بها، لذا فكل ما هو متغير غير مطلق وكل محتاج لقياس غير كامل أبدا، وكل غير كامل لا يمكنه أن يكون حقائق مطلقة بل أدوات لعقل ما.
يقول صديقي الفرنسي أن فلسفة الوجود المادي لا تنطبق على الله، فهو له فلسفة خاصة مطلقة في مقولاتها، أما نحن الماديون ولقصر نظر نظرنا العقلي ففلسفتنا تصوريه محض كامل لا واقعية في المطلق لأنها تبنى في عقل الإنسان وعقل الإنسان ليس حجة مطلقة وهو يبدأ من الصفر ويتطور شيئا فشيئا، فهو محتاج للتعلم وللتدبير والتدريب والمهارة، فهو إذا ناقص والناقص لا يخرج منه إلا مثله، أنما عقل الله وما ينتج من فلسفة فهو كمال الكمال ومطلق المطلق وشتان بين المتغير المتحول والمطلق الكامل، فلا تقيس الأمور إلا بمقاسها الخاص ولو فعلت غير ذلك فلن تحصل على القياس المطلوب، فأما مهلهل كبير أو ضيق قصير وكلاهما زيادة ونقص والله حق لا زيادة ولا نقص.
صديقي أوافقك على ما تقول بشرط الإجابة على السؤال التالي.
كيف عرفت فلسفة الله تلك التي تتكلم عنها وبماذا أستنتجت مخارج نظريتك.
قال بحماس ودهشة.
بالعقل يا صديقي.
بعقلك الناقص أن بعقل الله الكامل؟.
لا بالتأكيد بعقلي الذي أفاض الله عليه من كمول وكمال وأكتمال عقله.
وما أجراك بالفيوض.
إنها تجليات النور الذي يقذفه الرب في عقلي.
ولماذا تظن ذلك قد يكون شخصا أو كائن أخر هو من أفاض عليك؟
لا يفيض بالنور إلا صاحب النور.
لكن أنا أرى ظلام في نظريتك وليس نورا كما تزعم، أثبت لي شكل النور الذي فاض وأستفاض عليك؟.
صديقي كما قلت أنت الحقيقة الخارجية ملازمة للحقيقة الداخلية فالنور الداخلي الذي أفيض علي متلازم من ذات النور الرباني "الحقيقة الخارجية"، فطالما الله بنوره يفيض على الوجود فلا نور يزاحمه ابدا.
وأنا وفقا لنظريتك ما أراه نور من الحقيقة الخارجية التي تتلازم مع حقيقتي الداخلية التي ترى في كلامك مجرد ظلام أو لنقل عدم وضوح يشوش الرؤيا، فهل نحن متساويان في القاعدة؟ أم لكل قاعدة أستثناء؟.
قال صديقي قد لا أجيبك الآن ولكن سترى كل ذلك حقيقة بعد الموت، هنا داس على جرحي وخوفي من حيث لا يدري.
وما الموت عند صديقي؟ فأنا لا أرى في الموت قضية بسيطة كما تتصورها، الموت حقيقة خارجية عندما تكون موضوع للتأمل أو النظر، ولكنها حقيقة داخلية عندما تنضب طاقتك المحركة فتحيلك إلى جماد، فالحياة بصورة أعمق من حقيقتها هي طاقة الجسم الحي على الأستجابة لها، بمعنى أن الطاقة التي فيها كل حركتنا التي تميزنا ككائنات حية هي سر الحياة، وعندما تذهب هذه الطاقة يقال لنا أنكم أموات، الغير طبيعي يا صديقي أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث ولكن تنتقل من مكان لمكان وتتحول من شكل لأخر، فذهاب الطاقة إلى عالم أخر أو شكل أخر فإنما هي حياتي التي تحولت إلى مكان أخر، البدن الذي اركته الطاقة هو من مادة الأرض نفسها، فلا بد من عودتها إليها أما أنا الروح التي كانت تحرك هذه المادة ستكون في مكان جديد، هذا المكان قد يكون هو الماضي والحاضر والمستقبل لأنها أزلية أبدية ترافق الله والله يرافقها.
الموت إذا ليس فناء ولا أنتهاء ولا تلاشي.
الموت بالنتيجة لا يتعدى أنتقاله كونية من إلى، هي في الحقيقة مجرد أنتهاء توقيتات الحياة في هذا الجزء من المادة التي يحمل أسما مها "شيء محدد" أكتسبته بوعي يعود لي أنا المصطنع والمدرك من خلال بوعي الأخرين، والحقيقة أنه لا شيء لأنه أصلا من لا شيء لكنه صار شيء بالوعي فقط.
الوجود يا صديقي الفيلسوف هو نتاج وعي به سابق ووعي لاحق، الوعي السابق وعي تلقائي ذاتي في كل حركة ذرة تمدها طاقة من أسرار الوجود ربما يسميها البعض الله أو الرب، لكن هي طاقة تعطي حياة أبدية لمن تستطيع أن تحركه بموجب قوانين ولدت قبل جزء من أصغر جزء من قياسات الزمن الدنيا، بقيت هذه الطاقة تحرك من أدنى الأدنى في قسيمات أصل المادة وصعودا، فإذا ذهبت الطاقة لمكان أخر حملت معها الحياة أينما تذهب، ولكن يبقى الجزء المغادر منه طاقته كمادة قابلة للتحول.
فموتي إذا ليس نهاية أشياء تسمى باسمي، فالجسد ككتله مادية باقي لا يفنى وطاقتي التي هي روحي ذهبت لعالم أخر لأواصل حياتي عبرها، فمتى أرى ما توعدني به؟ .
في أي حياة يحضر البرهان؟...
صديقي العزيز الله الذي تؤمن به ليس فيلسوفا ولا حتى بعقل كائن بسيط، ربك يا صديقي هو أنت الذي تفكر بدلا عنه، وترى ذاتك المحدودة الناقصة المحتاجة في صورته، وصورتك الجزئية في ذاته الكلية، اما الله الذب يجب أن يكون فهو خارج كل الحقائق وكل الصور وكل الذاتيات لأنه لا حقيقة محاطة ولا صورة متأملة أو متخيلة ولا حتى أفتراضية ولا ذات بمقياس الذاتية، الله الحقيقي هو أن لا نعرفه مطلقا لكون معرفته أصلا محالة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات ما قبل الرحيل ج4
- مذكرات ما قبل الرحيل ج3
- مذكرات ما قبل الرحيل ج2
- من مذكرات ما قبل الرحيل
- دائرة الفساد من يد ليد معا من أجل عراق فوضوي تحت سقف القانون ...
- التفكير الفلسفي في منطق التشريع ح1
- فلسفة التشريع والمشرع
- التشريع نتيجة كبرى
- ما بعد الدين ما بعد الشريعة ح1
- ما قبل الدين ما قبل الشريعة
- مقدمة في دراسة فلسفة التشريع
- العراق قادم ح3
- العراق قادم ح2
- العراق قادم ح1
- ماهيات الحضارة الإنسانية من وجهة نظر أجتماعية تاريخية
- في ظاهرة الإنكسار والبناء النفسي
- تشرين وما بعد تشرين العراق قادم بقوة.
- الرؤية الوطنية لحركة -العراق قادم-
- بيان من حركة -العراق قادم-.
- النجف تتحكم بمفاتيح الإنسداد وبغداد تسمع وتطيع


المزيد.....




- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مذكرات ما قبل الرحيل ج5